حامد القروي: نعم بن علي كان منقذ البلاد في 87 لكنه تغير بعد ذلك

قال الوزير الأول الأسبق حامد القروي أن الرئيس السابق زين العابدين بن علي كان منقذ البلاد سنة 1987 لما أخذ الحكم بطريقة شرعية وفق ما بنص عليه الدستور التونسي آنذاك، معترفا في الآن نفسه أن بن علي تغير كليا في طريقة تسييره في مطلع التسعينات….



حامد القروي: نعم بن علي كان منقذ البلاد في 87 لكنه تغير بعد ذلك

 

قال الوزير الأول الأسبق حامد القروي أن الرئيس السابق زين العابدين بن علي كان منقذ البلاد سنة 1987 لما أخذ الحكم بطريقة شرعية وفق ما بنص عليه الدستور التونسي آنذاك، معترفا في الآن نفسه أن بن علي تغير كليا في طريقة تسييره في مطلع التسعينات.

وكشف القروي ، الذي عمل مع بن علي لعشر سنوات، مساء الأربعاء في لقاء خاص مع قناة "حنبعل" أن كل القرارات التي يتم إقرارها في المجالس الوزارية في الصبة كانت كلها تنفذ وتطبق من دون تدخل بن علي غير أن الأمور تغيرت إثر ذلك لتصبح الأوامر تتخذ مباشرة من قصر قرطاج بمعية مستشاري الرئيس السابق، رافضا الإفصاح عن المتسبب الرئيسي في تغيير القرارات التي كان يأخذها بن ثم يتراجع عنها في ظرف وجيز مكتفيا بالقول " حتى وإن أعرف من المتسبب الأول فلن أكشف عن اسمه".

ولم يتطرق القروي الذي تجاوز ال 85 سنة إلى تفاصيل عمله مع بن علي ملمحا إلى أنه كان يقترح على الرئيس السابق العديد من المسائل التي تجاوب معه فيها غير أنه سرعان ما كان يتراجع وكشف في هذا الصدد أن بن علي  ،وبإيعاز من القروي، كان أوشك على منح التأشيرة القانونية لحزب النهضة في أواخر الثمانينات كحزب سياسي وليس ديني غير أنه تراجع في آخر الأمر.

وخصص حامد القروي جانبا هانما من حواره للحديث بإطناب عن الدور الذي قام به الدستوريون منذ الكفاح وخوض معركة التحرير الوطني مرورا بمرحلة المشاركة الفاعلة على حد تعبيره في بناء الدولة الوطنية تحت قيادة الرئيس الأول لتونس الزعيم الحبيب بورقيبة.

وشدد على نظافة يد الدستوريين وأنهم غير متورطين بالمرة في ما اسماه بالفساد أو الخراب الذي لحق البلاد موضحا أن الدستوريين لهم الحق في ممارسة النشاط السياسي وليس من حق أي طرف سياسي عزلهم أو إقصائهم.

وانتقد حامد القروي في حواره التلفزي بشدة مشروع قانون تحصين الثورة واسماه بقانون الإقصاء والعزل السياسي محذرا من تداعيات تطبيقه على البلاد وما سيخلفه من احتقان وفرقة بين العديد من التونسيين، كما أكد على أن الظرف الراهن لا يتحمل مزيدا من التوتر  والاحتقان وأن الحل الأنسب برأيه يتمثل في تحقيق التوافق بين كل الفرقاء السياسيين بما يعطي رسائل إيجابية للشعب التونسي.

وحللَ الوزير الأول الأسبق زمن بن علي عن الوضع السياسي الراهن في تونس مبرزا أن كل من حركة النهضة والاتحاد من أجل تونس ومن وراءه حزب نداء تونس هما الطرفان السياسيان الأبرز والأقوى في هذه الظرف والمتراهنان البارزان على السلطة في الانتخابات القادمة.

كما لم يستخف بالجبهة الشعبية التي اعتبرها منافسا جديا في الانتخابات القادمة غير أنه انتقد برنامجها الاقتصادي الذي اعتبره غير واقعي ولا يعكس بالمرة واقع البلاد مشيرا إلى أنه في حال تولي الجبهة الشعبية الحكم في البلاد فإنها سوف تصطدم بصعوبة الحكم والتسيير لا سما في العلاقات الخارجية مع شركاء تونس وخاصة الاتحاد الأوروبي.

وبالمقابل لاحظ حامد القروي أن البرنامج الاقتصادي لكل من حركة النهضة وحزب نداء تونس متقارب جدا كما أنه لا يستبعد أن تحصل توافقات بين الطرفين في الاستحقاقات الانتخابية المقبلة.

ومن جهة أخرى كشف حامد القروي انه سيعلن هذا الأحد عن مبادرة جديدة ستجمع كل الدستوريين تحت راية واحدة ولم يستبعد أن يشكل حزبا جديدا لا يكون رئيسه بل سيتم منح الثقة للشباب والكفاءات والإطارات والنخب الدستورية.

رياض بودربالة

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.