الإرهاب وهشاشة الوضع الأمني يعطلان سير المرحلة التمهيدية للتعداد العام للسكان والسكنى

يمثل التعداد العام للسكان والسكنى أضخم عملية إحصائية تقوم بها الدولة إذ تستوجب تعبئة موارد مالية وبشرية ضخمة لتوفير قاعدة بيانات قيادية ومؤشرات رقمية حديثة وشاملة وموثوقة بكل ما يتعلق بحجم وتركيب وخصائص السكان والمباني والمساكن على المستوى الجهوي والمحلي، كما أن التعداد سيكون آلية هامة …



يمثل التعداد العام للسكان والسكنى أضخم عملية إحصائية تقوم بها الدولة إذ تستوجب تعبئة موارد مالية وبشرية ضخمة لتوفير قاعدة بيانات قيادية ومؤشرات رقمية حديثة وشاملة وموثوقة بكل ما يتعلق بحجم وتركيب وخصائص السكان والمباني والمساكن على المستوى الجهوي والمحلي، كما أن التعداد سيكون آلية هامة ومحورية لتحديد السياسات المستقبلية للبلاد في مختلف المجالات بما أنها ستوفر قاعدة معلومات سيستند إليها واضعو السياسات التنموية في تصويب السياسات العامة للبلاد وفى تحديد الحاجيات التنموية والاقتصادية والتعليمية والصحية.

وقبل أن ينطلق التعداد العام للسكان والسكنى يوم 23 أفريل 2014 ليتواصل على امتداد 3 أسابيع تسبقه مرحلة تمهيدية انطلقت في شهر سبتمبر من هذه السنة لتتواصل إلى موفى العام الجاري من أجل القيام بأعمال تمهيدية وتحضيرية فنية بحتة.

غير أن هذه المرحلة التمهيدية تعرف منذ انطلاقها العديد من الصعوبات حيث يجد نظار الإحصاء التابعين للمعهد الوطني للإحصاء المشرف الأول والرئيسي على التعداد العام للسكان والسكنى في هذه الفترة العديد من الصعوبات للاتصال بالمواطنين والحصول على المعلومات الضرورية.

وفي هذا الإطار كشف مكرم المحجوبي على مساعد إداري بمكتب التعداد بتونس2 عن الكم الهائل من الصعوبات والإشكاليات التي يتعرض لها أعوان ونظار الإحصاء في اتصالهم بالمواطنين للإجابة عن سؤالين بسيطين يتمثلان في عدد الأفراد وعدد الأسر في المسكن الواحد.

وأكد في تصريحه على الرفض الكلي والقطعي من المواطنين في كافة المناطق وخاصة في المدن الكبرى وإقليم تونس الكبرى في الإجابة على أسئلة نظار الإحصاء موضحا أن نسبة تقدم المرحلة التمهيدية للتعداد تعتبر متواضعة جدا و لا تتقدم بشكل ملموس والحال أنها من المفروض أن تنتهي مع موفى السنة الحالية.

وشدَد محدثنا على أن السبب الرئيسي في اعتقاده هو متصل بالإرهاب وهشاشة الوضع الأمني في البلاد إذ أن أغلب المواطنين يرفضون استقبال نظار الإحصاء خشية وخوفا منهم في مثل هذه الظروف التي تمر بها البلاد.

كما أنهم يخشون التعامل مع أشخاص غرباء عن أحيائهم أو مناطقهم السكنية متوجسين الخوف والريبة مشيرا أنه مما زاد الطين بلة هو مشاهدة أشخاص يتجولون في الأحياء والمدن يقومون برسم بعض العلامات على جدران المنازل.

وبين أن هذه الزيارات تهدف إلى تصحيح الملفات الكرتوغرافية من خلال التثبت من تسمية الشوارع والانهج حيث يقوم النظار بوضع علامة في بعض الأماكن في شكل مربع مقسم على جزئين يتضمن الجزء الأعلى حرف / ق/ دلالة على القسم ورقمه وحرف /خ/ دلالة على خلية ورقمها.

وروى محدثنا حادثة مفادها أن أحد نظار الإحصاء لما اتصل بأحد المنازل وحاول الحصول على بعض المعطيات احتجزه صاحب المنزل وأبلغ عليه أعوان الشرطة بتعلة الشك فيه وانتمائه لبعض العناصر المتشددة ويخطط لقيام ببعض الأعمال المريبة.

وأبرز مكرم المحجوبي أن جل نظار الأمن يحملون شارات واضحة للعيان تحمل هويتهم وانتمائهم للمعهد فضلا عن تسوغ سيارات عليها علامة كبيرة المعهد الوطني للإحصاء داعيا المواطنين إلى أنه كل من يتصل بهم من دون حمل هذه الشارات يبلغ عليه السلطات الأمنية.

وطالب من جانب آخر السلطات الأمنية بمساعدة نظار الأمن على أداء مهامهم وتيسير عملهم والتثبت من هوية نظار الأمن وكل من يخالف القانون.

وحذر محدثنا من جهة أخرى من أن كل تأخير في إنهاء المرحلة التمهيدية للتعداد العام للسكان والسكنى قد يوثر على إنجاز التعداد العام للسكان والسكنى العام القادم عموما. موضحا أن نجاح التعداد يبقى رهين تفهم المواطن وتفاعله الايجابي معها ومع الأعوان الموجودين على الميدان.

ويشارك في المرحلة الحالية من التعداد العام للسكان وهى المرحلة التمهيدية نحو 550 ناظرا تم انتدابهم من بين حاملى الشهادات العليا بمعدل منتدبين اثنين من كل معتمدية سيعملون على تقسيم يتمثل في 27 دائرة إحصائية موزعة على كامل تراب الجمهورية وعلى قرابة 32 ألف رقعة جغرافية باعتبار 80 عائلة بكل رقعة.

وقد شرع النظار المنتدبون في إجراء زيارات ميدانية لإحصاء المحلات ذات الصبغة الإدارية والصناعية والتجارية وكذلك المحلات السكنية بهدف التعرف على معطيات محددة تتعلق أساسا بالتعرف على المساكن الشاغرة والمسكونة وعدد العائلات المقيمة بها وعدد أفرادها.

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.