تونس: حكومة المهدي جمعة في مفترق…

لن يجد السيد مهدي جمعة وقتا كافيا للراحة أو لشرح كافة جوانب زيارته الى الولايات المتحدة الأمريكية ، وما افرزته من ” نتائج مثمرة”، لأن الملفات الداخلية المتراكمة فوق مكتبه ستفرض عليه معالجتها ، ليس بمنطق ” التأسيس” و إنما بمنطق الاجراءات العاجلة …



لن يجد السيد مهدي جمعة وقتا كافيا للراحة أو لشرح كافة جوانب زيارته الى الولايات المتحدة الأمريكية ، وما افرزته من " نتائج مثمرة"، لأن الملفات الداخلية المتراكمة فوق مكتبه ستفرض عليه معالجتها ، ليس بمنطق " التأسيس" و إنما بمنطق الاجراءات العاجلة .

أول ملف ، ملف بنقردان الذي تطورت أحداثه خلال زيارته الى الولايات المتحدة الأمريكية ،وبلغت درجة من الخطورة مازالت اسبابها قائمة الى الآن ، رغم تدخل رئاسة الجمهورية ورئيس حركة النهضة.

ملف بن قردان ، هو ملف الحكومة بالدرجة الأولى التي عليها أن تقدم مخارج عاجلة لهذه الأزمة قبل تقديم الوعود بعيدة المدى التي تهم " التنمية في المناطق الحدودية".

الملف الثاني ، هو مواجهة الانتقادات المُوجهة للحكومة حول البطء في تنفيذ بنود خريطة الطريق ، وخاصة مراجعة التعيينات ، هذا البطء بدأ يُفهم لدى عديد الأوساط أنه مماطلة ، ويذهب البعض الى حد القول إنه مماطلة في ملف رئيسي لانجاز انتخابات شفافة و ديمقراطية .

أما الملف الثالث ، فهو الأزمة المالية والميزانية التكميلية التي وعدت الحكومة بإعدادها ، صحيح أن هناك تباينا في تقييم حجم هذه الأزمة المالية بين من يعتبر أنها عادية و بين من يصفها بالكارثية، لكن الأكيد أنها أزمة قائمة لها تداعياتها الاقتصادية والاجتماعية .

هذه الملفات وغيرها تتطلب معالجة و اجراءات ملموسة ، وهذا هو المعنى الدقيق لرسائل الطمأنة التي على الحكومة بعثها لعموم المواطنين و للفاعلين السياسيين ، لأن رسائل الطمأنة التي تقوم على الوعود بعيدة المدى في قضايا راهنة ما عادت تُقنع أي كان ، ففي جعبة التونسيين وعود كثيرة لم تتحقق .

المرحلة المقبلة في حكومة السيد مهدي جمعة ستكون محددة لبقية المسار الانتقالي ، إما التقدم في هذا المسار بذات الارادة التي تلت التوافق حول تشكيل الحكومة أو العودة للمربع الأول.

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.