تونس: البرامج الانتخابية للاحزاب تجاهلت شريحة الاطفال

election

تحرير راقية سالمى تجاهلت برامج الاحزاب المتقدمة لخوض غمار الانتخابات التشريعية ليوم 26 أكتوبر الجارى شريحة الاطفال بين،الى 14 سنة رغم ما تمثله من ثقل عددى فى تونس وفق ما يذهب اليه عديد الخبراء الذين بينوا أن الاطفال لا يشكلون كتلة انتخابية جديرة بالعناية من قبل المترشحين بما أن سنهم لا يسمح لهم بالانتخاب.
ويرى عدد من الخبراء فى تصريحات لوكالة تونس افريقيا للانباء ان البرامج الانتخابية للاحزاب السياسية تجاهلت أو تكاد قطاع الطفولة وحتى ان أولت بعض الاهتمام بهذه الشريحة فى بعض البرامج فان ذلك يكون انطلاقا من المرحلة الابتدائية مع التركيز على الجانب التعليمى دون سواه من جوانب حياة الطفل الاخرى والاغفال الكلى للسنوات الاولى من عمره قبل التحاقه بمقاعد الدراسة.
وبين رئيس الجمعية التونسية للدفاع عن حقوق الطفل معز الشريف أن المقاربة التى تعتمدها الاحزاب فى برامجها الانتخابية لا تتفق مع المقاربة الحقوقية التى تنطلق من مبادىء الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل.
واشار الى أن أغلب البرامج الانتخابية تركز على المنظومة التربوية وعلى مدى جودتها فحسب متغافلة عن اعتبار الفضاء المدرسى فضاء للتربية على المواطنة ومجالا لفتح الافاق أمام الطفل وللسماح له بابداء رأيه والتعبير بكل حرية عن مشاغله وانتظاراته.
واعتبر الشريف أن اقصاء هذه الشريحة من البرامج المقدمة من قبل الاحزاب وكذلك من قبل المستقلين ناتج وفق تقديره عن ميراث تقليدى وثقافى الطفل فيه معدوم الحقوق فى المشاركةالفعالة فى المجتمع , ولاحظ فى هذا الصدد أن جل الاستشارات الوطنية التى نظمت بمختلف القطاعات والمجالات لم يتم فيها تشريك الاطفال رغم أنهم هم المستهدفون منها باعتبارهم جيل الغد الذى توجه اليه هذه الاستشارات.
ودعا الشريف كل الاحزاب السياسية وجميع المسوولين فى الدولة الى ايلاء الاطفال ما يستحقونه من عناية مبينا أن عزوف الشباب عن المشاركة فى الانتخابات مرده عدم تربيتهم وهم أطفال على أن المشاركة فى مثل هذه الاستحقاقات هى حق وواجب.
أما أستاذ علم الاجتماع والتنمية البشرية بالعيد اولاد عبد الله فقد لاحظ افتقار البرامج الانتخابية عموما لمقترحات حول مراجعة أو تطوير مجلة حماية حقوق الطفل أو الموسسات الراعية للاطفال مثل مراكز الدفاع والادماج الاجتماعى ومراكز الرعاية الاجتماعية.
كما غابت عن هذه البرامج بحسب رأيه مقترحات بخصوص احداث اليات عملية للوقاية والرعاية والادماج على غرار مراجعة الحقيبة المدرسية والانقطاع المدرسى والتوقيت المدرسى والكتب والمراجع المعتمدة فى الدراسة والمطاعم المدرسية وظروف الصحة والعمل بالنسبة للاطار التربوى وكذلك الاليات والحوافز الموجهة للاطفال المنقطعين عن الدراسة لتشجيعهم على التوجه للتدريب المهنى.
وبالنسبة للاعلامى والمحلل السياسى صلاح الدين الجورشى فان البرامج الانتخابية لم تقص الاطفال فقط وانما شرائح أخرى عديدة وهذا يعود بحسب رأيه الى غياب روية شاملة للاحزاب السياسية عن مختلف مكونات المجتمع التونسى وعدم المامها بالاولويات التى يفرضهاالوضع المتازم لعديدالقطاعات الاستراتيجية ومن بينها قطاع الطفولة 0 وأضاف الجورشى فى هذا الصدد قائلا الاحزاب والقائمات المستقلة المترشحة للانتخابات التشريعية لا يهمها الا من سيصوت لها والاطفال هم خارج دائرة الجمهور الانتخابى الذى يمكن الاستفادة منه , وأكد أن هذا التغييب حتى وان كان غير مقصود فانه موشر على ضرورة أن تراجع هذه الاحزاب رويتها وأولوياتها فالطفولة هى الخطوة الاولى نحو بناء الانسان وتحقيق المواطنة الكاملة.
ويشكل الاطفال من الشريحة العمرية بين،الى 14 سنة 23 فاصل 5 بالمائة من مجموع سكان الجمهورية التونسية البالغ عددهم حوالى 11 مليون ساكن بحسب اخر الارقام الصادرة عن المعهد الوطنى للاحصاء.

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.