اخطاء التحكيم ومحدودية الاليات الهجومية تحرم نسور قرطاج من بلوغ المربع الذهبى

equipe_tunisie

خرج المنتخب الوطنى التونسى لكرة القدم بيد فارغة واخرى لا شىء فيها من نهائيات كاس امم افريقيا فى نسختها الثلاثين التى تحتضنها غينيا الاستوائية الى غاية يوم 8 فيفرى الجارى بعد خسارته فى الدور ربع النهائى امام منتخب البلد المنظم 1- 2 اثر تمديد الوقت مساء السبت فى باطا.
وكان المنتخب التونسى يمنى النفس ببلوغ المربع الذهبى كهدف اساسى فى هذه النهائيات القارية لكنه فشل فى كسب الرهان ليعجز للمرة الرابعة على التوالى عن تخطى الدور ربع النهائى بعد سنوات 2006 و2008 و2012 وبغض النظر عن المظلمة التحكيمية الصارخة التى تعرض لها ابناء المدرب البلجيكى جورج ليكنس فى لقاء الامس فان الهدف المنشود لم يتحقق لاسباب تتجاوز اخطاء الحكم الموريسى سيشورن اذ تبين ان المنتخب التونسى لا يزال يعيش فترة انتقالية وهو فى طور البناء وبالتالى يتعين على القائمين على هذا الفريق الانكباب على اصلاح النقائص مع العمل على استثمار نقاط القوة التى ميزت مسيرة نسور قرطاج فى هذه الدورة.
واذ انهى المنتخب التونسى مباريات الدور الاول ضمن المجموعة الثانية فى صدارة الترتيب فان ذلك لم يخف عيوبا بدت واضحة من ذلك عدم الاقناع فى المردود العام وغياب التجانس بين الخطوط الثلاثة.
ولم تشف النقاط الخمس التى جمعها المنتخب التونسى فى دور المجموعات من فوز على زامبيا 2- 1 وتعادلين مع الراس الاخضر والكونغو الديمقراطية بنفس النتيجة 1- 1 الغليل باعتبار ان اداء الفريق لم يرتق الى درجة رفيعة لكن ما يحسب لزملاء على معلول خلال هذه المرحلة تسلحهم بالواقعية والنضج التكتيكى وقدرتهم الفائقة على اغتنام اخطاء المنافسين لصنع الفارق دون بذل مجهودات كبيرة.
وبدا ليكنس وفيا لتقاليده بتطويع امكانيات لاعبى المنتخب وفق خصائص المنافس وهو ما جعله يغير رسمه التكتيكى من مباراة الى اخرى غير ان القاسم المشترك فى هذه التغييرات هو الحذر المفرط وذلك بالتعويل على 5 لاعبين فى الخط الخلفى فى مقابلتى الكونغو الديمقراطية وغينيا الاستوائية.
كما ان انتشار اللاعبين على الميدان فى كافة المقابلات طغى عليه الحذر ليترك المنتخب التونسى الفرصة للمنافس لصنع اللعب وكسب الاسبقية الميدانية فى اكثر من مناسبة ما اثار موجة من الانتقاد لطريقة لعب النسور فى هذه النهائيات بصرف النظر عن طريقة الخروج من السباق.
وخلافا لمرحلة التصفيات التى اظهر خلالها المنتخب التونسى صلابة دفاعية تجسدت فى عدم قبوله سوى هدفين فان اداء الخط الخلفى فى هذه النهائيات لم يكن موفقا بعدما اهتزت شباك الحارس ايمن المثلوثى فى خمس مناسبات خلال اربع مباريات وهو ما يقيم الدليل على المشاكل التى واجهها الفريق على مستوى التمركز والتغطية وعدم تقاسم الادوار بالشكل المطلوب بين لاعبى الارتكاز والمدافعين.
وفى المقابل اكتفى المنتخب التونسى بتحقيق اربعة اهداف وهو ما يعتبر قصورا هجوميا كان متوقعا بالنظر الى الاسلوب التكتيكى المتحفظ من جهة وغياب أفضل مهاجمين على الساحة التونسية فى الوقت الراهن فخر الدين بن يوسف وصابر خليفة من جهة اخرى ما جعل الاليات الهجومية تكون محدودة جدا رغم الوجه المرضى الذى اظهره احمد العكايشى بتسجيله 3 اهداف لكنه بمفرده لا يتسنى له صنع ربيع الهجوم التونسى.
ولا يمكن للمنتخب التونسى الا ان يلوم نفسه بعد هذا الانسحاب المر بعدما تفننت عناصره فى اضاعة الفرص السهلة السانحة للتهديف ما فسح المجال امام لاعبى منتخب غينيا الاستوائية بمساعدة من حكم اللقاء لتغيير وجهة اللقاء وقلب المعطيات.
وتطرق عدد من لاعبى المنتخب التونسى الى هذه المسالة حيث قال المدافع ايمن عبد النور فى هذا السياق المهزلة التحكيمية واضحة وجلية لكن علينا لوم انفسنا قبل كل شى حيث فرطنا فى فرصة حسم المباراة فى وقتها القانونى وقبل ان يهدى الحكم ضربة جزاء خيالية مكنت المنافس من العودة فى اللقاء. ولم يبتعد زميله ايمن المثلوثى عن هذا الرأى مشيرا الى ان المنافس استغل بعض الجزئيات وهدايا الحكم وقد كان اذكى منا فى الحصتين الاضافيتين فى مباراة خضناها ضد الجميع ولم تكن حصيلتها فى مستوى التضحيات التى بذلناها . وأجمعت كل التحاليل قبل ضربة بداية مباراة الدور ربع النهائى عن امكانية انحياز حكم اللقاء الى جانب منتخب صاحب التنظيم وكان اسم الموريسى سيشيورن يثير الريبة باعتبار ان هذا الحكم على مشارف انهاء مسيرته التحكيمية 44 سنة ومع ذلك لم يحرك الوفد التونسى ساكنا ولم يحتج على هذا التعيين.
واكتفى العضو الجامعى المكلف بالمنتخب التونسى هشام بن عمران قائلا كنا نتوقع اللعب ضد الجمهور والحكم والاتحاد الافريقى لنعيش ظلما كبيرا مستدركا لم نحتج على قرار تعيين سيشيرون لانه سبق وان ادار مباراتنا فى التصفيات امام السنيغال وللاسف ما قام به اساء لكرة القدم الافريقية.ولا يجب ان تكون صافرة الحكم الموريسى الشماعة التى يعلق عليها هذا الخروج بل ان الواقع يفرض التقييم الموضوعى والعلمى الهادى والرصين حتى يتم تشخيص الاخطاء بدقة وبالتالى يقع الشروع فى اصلاح منظومة كرة القدم التونسية بصفة عامة والمنتخب على وجه الخصوص.

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.