ندوة حول الثقافة وأسئلة المستقبل بمعرض تونس الدولى للكتاب

 

تساهم الميديا الجديدة فى اتاحة امكانات وفرص المشاركة فى انتاج الثقافة من خلال ما يسمى بالنشر الذاتى لكتب الهواة عبر الانترنات ذلك ما أكده الاستاذ الجامعى والخبير فى مجال الاعلام والاتصال الدكتور الصادق الحمامى أثناء ندوة حول الثقافة وأسئلة المستقبل انعقدت يوم الاثنين 30 مارس بفضاء قصر المعارض بالكرم.

وأوضح الخبير أن النشر الذاتى يقوم على عملية نشر كاتب لانتاجه فى الاغلب رواية باستخدام تطبيقات الواب دون المرور بواسطة ناشر تقليدى على غرار الرواية الانقليزية خمسون درجة من الرمادى فيفتى شايدز أوف قراى التى مثلت أكثر الكتب مبيعات فى السنوات الاخيرة والتى تم تحويلها الى مسلسل تلفزيونى.

وأضاف الحمامى فى هذه الندوة التى انتظمت فى اطار فعاليات معرض تونس الدولى للكتاب أن مولف هذه الرواية قام بنشرها فى مرحلة أولى على موقعه الشخصى ثم فى موقع مقهى الكتاب رايتز كوفى شوب وهو موقع للنشر الذاتى يشتغل وفق الية الطبع عند الطلب.

وطرح المحاضر فى هذا الصدد مسالة تهديد الكتاب الالكترونى للكتاب التقليدى مشيرا الى مستقبل دور النشر التقليدية فى سياق تنامى منصات النشر الذاتى فى وقت انفتحت فيه معارض الكتاب الى هذه المنصات على غرار معرض باريس للكتاب لهذه السنة.

وذكر الاكاديمى أن الموسيقى أيضا تتأثر بشكل حاسم بالامكانات الفريدة التى تقدمها الميديا الجديدة من خلال التطبيقات المعلوماتية المجانية التى تتيحها للناس العاديين لخوض المغامرة فى مجال كانت تحتكره شركات الانتاج الموسيقى مستشهدا بأغنية حومانى التى عرضت أكثر من 5 ملايين مرة على اليوتيوب ولم تتجاوز تكلفتها 500 دينار.

واعتبر المحاضر هذه الاغنية مثالا جيدا على دمقرطة الانتاج الثقافى اذ تتيح الثقافة الرقمية للفرد وللجموع امكانات وافرة للكتابة والتعبير بالنصوص والصور والفيديوهات.

وبالتالى فقد المثقفون التقليديون احتكار منظومات تمثيل الواقع لان البيئة الثقافية الرقمية لا تشتغل وفق التمييز بين نخبة مثقفة تنتج النصوص وجمهور متلق.

وخلص الحمامى فى ختام مداخلته الى أن الميديا التقليدية فى تونس لم تدرك بعد عملية تحول الجمهور من حالة التلقى الى حالة الانتاج وهى لا تزال تتعامل مع الناس وفق المنطق التقليدى مشيرا الى أنه يمكن تعميم هذا الاستنتاج على الصناعة الثقافية فى تونس بشكل عام.

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.