حسب خبراء..هذه العوامل المساهمة فى بروز ظاهرة توجه تونسيين للقتال فى سوريا

teroriste

قال أستاذ التاريخ السياسى عبد اللطيف الحناشى ان هناك عدة عوامل ساهمت فى بروز ظاهرة توجه تونسيين للقتال فى سوريا منذ سنة 2011 من بينها عوامل سياسية وفق نتائج دراسة قام بها .

ولفت الحناشى خلال ندوة نظمها اليوم الجمعة المركز التونسى لدراسات الامن الشامل حول ظاهرة التطرف عند الشباب الى أن المواقف السياسية والدبلوماسية لحكومة الترويكا ورئاسة الجمهورية فى تلك الفترة بررت قيام عدة اطراف بتوظيف الشباب وتسفيرهم للقتال فى سوريا.

ولاحظ ان الترويكا وفرت كذلك مبررا قانونيا للشباب باعتبار أن تونس كانت أول دولة قطعت علاقاتها مع سوريا وتعترف بالمعارضة السورية وثانى دولة فى العالم تعقد على أراضيها موتمر أصدقاء سوريا باشراف رئيس الجمهورية السابق وأعضاء الترويكا الحاكمة .

وبالاضافة الى ما اعتبره تشريعا سياسيا لهذه الظاهرة ذكر الحناشى بقيام شخصيات سياسية بالتحريض على الجهاد سواء من خلال خطابات لا تستنكر العنف بين النظام السورى والتنظيمات الارهابية أو عبر تصريحات تتفهم سلوكات الشباب الذى يسافر الى هذا البلد للقتال من ذلك اعتبار القيادى فى حركة النهضة الحبيب اللوز الجهاد غاية نبيلة واعلان حزب التحرير أن أبناء الامة يبحثون عن الجهاد ضد الاستعمار فى العراق والاستبداد فى سوريا .

وبين ان الدعاية الدينية المركزة ضد النظام السورى مثلت كذلك من العوامل التى أثرت على الشباب التونسى وشجعته على الذهاب الى سوريا للقتال معتبرا أن الثورة الشعبية التى اندلعت فى سوريا سنة 2011 برزت فى البداية كثورة حقيقية قبل ان يتم تحويل وجهتها لتصبح ذات طابع دينى ثم طائفى.

كما تطرق الى دور الشبكات والخلايا التى تقوم بتسفير الشباب التونسى فى تنامى هذه المعضلة موضحا انها تتوزع على شبكات تتبع مجموعات تنظيمية دينية وأخرى تتبع مجموعات تجارية وهى قادرة على تغيير تكتيكاتها خاصة بعد تضييق الخناق عليها وتفكيكها فى تونس وتزايد الضغط الدولى على تركيا.

وأفاد الحناشى بان دراسته اظهرت أن الاستقطاب يتم فى السجون والمساجد ويشمل الشباب ذوى التكوين العلمى والرياضى ومن مختلف الجهات والمستويات الاجتماعية ويتم كذلك من خلال تكنولوجيات الاتصال الحديثة والدعاة المشارقة الذين توافدوا على تونس.

وأكد ان دراسة شملت 72 تونسيا قتلوا فى سوريا بين سنتى 2011 و2013 بينت أن أغلب القتلى ينحدرون من ولايات الساحل 20 قتيلا مشيرا الى أن منطقة القلعة الكبرى من ولاية سوسة تعد من أكثر المناطق تصديرا للمقاتلين تليها منطقة تونس الكبرى 18 قتيلا من أحياء شعبية وراقية فبنزرت 8 قتلى .

وأضاف أنه تم تحديد هويات 27 معتقلا تونسيا فى سجون النظام السورى تتراوح أعمارهم بين 19 و39 سنة أغلبهم من مستوى تعليمى جامعى ويعملون فى مجال التجارة والتدريس والاعمال الحرة الى جانب وجود طلبة ورياضيين.

ودعا الحناشى الى ضرورة التعامل مع الاحصائيات المقدمة حول عدد التونسييين الذين يقاتلون فى سوريا وعدد القتلى بحذر شديد نظرا لغياب أجهزة مخابرات اجنبية فى سوريا ورغبة التنظيمات الارهابية فى تضخيم عدد مقاتليها.

وكان كاتب الدولة لدى وزير الداخلية المكلف بالشوون الامنية رفيق الشلى قد افاد فى تصريح سابق بأن عدد التونسيين الذين التحقوا بالمجموعات الارهابية فى سوريا والعراق التى تعرف بتنظيم الدولة الاسلامية فى العراق والشام داعش يتراوح بين 2800 و3000 شخص موكدا أن السلط التونسية تمكنت من منع 12 الف تونسى من التوجه نحو سوريا وتركيا.

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.