تونس: مستشفى شارل نيكول خال من التدخين بداية من غرة جوان القادم

 

سيتم بمناسبة اليوم العالمى للامتناع عن التدخين الذى يوافق يوم 31 ماى من كل سنة الشروع فى تنفيذ مشروع نموذجى أطلق عليه اسم مستشفى خال من التدخين سيشمل فى مرحلة أولى المستشفى الجامعى شارل نيكول على أن يتم تعميمه لاحقا عبر بعث فضاءات نموذجية أخرى.

وسيتم فى اطار هذا المشروع الذى ينطلق تنفيذه يوم غرة جوان القادم وينجز بالتعاون بين المنظمة العالمية للصحة ووزارة الصحة اعتماد قسم أمراض الرئة والقلب بمستشفى شارل نيكول سنة 2015 قسما خاليا من التدخين وذلك بمد المرضى المدخنين المقيمين بهذه الموسسة بالمعوض النيكوتيتنى.

ويشمل المشروع عديد الانشطة التحسيسية والتوعوية سيتم تقديمها على محامل عدة منها معلقتان عملاقتان وشاشات كبيرة ستستغل لتمرير ومضات تحسيسية فى مداخل الموسسات الاستشفائية فضلا عن توزيع طفايات لوضعها أمام المستشفيات والعيادات.

ويعود اختيار هذا الشعار على الصعيد الوطنى وفق ما ورد فى بيان أصدرته وزارة الصحة بالمناسبة الى اعتبار المستشفيات والهياكل الصحية من الفضاءات التى يمنع فيها التدخين منعا باتا ومع ذلك تفشت الظاهرة داخل قاعات الانتظار والعيادات والاقسام الاستشفائية وهو ما يتناقض مع المهام الاساسية لهذه الموسسات وهى المحافظة على الصحة والقضاء على الامراض .

كما يأتى هذا الاختيار تماشيا مع أولويات الوزارة التى اختارت استهداف المستشفيات لمكافحة التدخين نظرا لما تمثله هذه الموسسات من رمزية للحفاظ على الصحة الجيدة حتى تصبح مرجعا وأساسا بما يسهل بعد ذلك تطبيق القانون فى كافةالاماكن العامة.

وتعتبر مكافحة التدخين فى تونس بحسب نفس البيان من أولويات المشاغل الصحية لا سيما فى مجال الوقاية من الامراض والحد من انتشارها وذلك بالاعتماد على خطة وطنية تشارك فى تنفيذها مختلف الوزارات والهياكل والجمعيات المعنية قصد بلوغ الاهداف المنشودة والمتمثلة فى التقليص من عدد المدخنين ومن نسبة الامراض المرتبطة به.

وتفيد اخر المعطيات على المستوى الوطنى بأن عدد المدخنين فى تونس يبلغ قرابة 2 مليون تونسى 50 بالمائة منهم من الرجال و 4ر18 بالمائة من المراهقين و 11 بالمائة نساء.

ويمثل التدخين العامل الرئيسى لوفاة ما يقارب 10000 شخصا سنويا أى ما يعادل 30 تونسيا باليوم الواحد.

كما يتسبب التدخين فى 90 بالمائة من حالات سرطان الرئة و 80 بالمائة من الالتهابات الرئوية الحادة و 75 بالمائة من الجلطة القلبية و 25 بالمائة من حالات الوفاة الناتجة عن أمراض القلب والشرايين.

ويقدر الاتجار غير المشروع فى التبغ بتونس ب 42 بالمائة. وقد تم امضاء البروتوكول الذى يمنع هذا الاتجار فى جانفى 2013 ولم تتم المصادقة عليه بعد.

ويشار الى أنه من المنتظر أن يصادق مجلس نواب الشعب على مراجعة قانون منع التدخين بالاماكن ذات الاستعمال الجماعى الذى جاء ليحدد الاماكن التى يمنع فيها التدخين والامر عدد 2611 الذى جاء لتنظيم منع التدخين بالمقاهى والمطاعم حيث سينطلق تطبيقه قريبا ضمانا لصحة المواطن ومحيطه.

وعلى الصعيد الدولى وضعت منظمة الصحة العالمية موضوع اليوم العالمى للامتناع عن التدخين لهذه السنة تحت شعار أوقفوا الاتجار غير المشروع بمنتجات التبغ وذلك بهدف الحث على توحيد الجهود وتضافرها من أجل القضاء على الاتجار غير المشروع بمنتجات التدخين الذى أصبح يشكل مصدر قلق عالمى متعدد الجوانب الصحية منها والقانونية والاقتصادية فضلا عن تلك المتعلقة بالحوكمة ومحاربة الفساد.

وتتمثل أهداف حملة اليوم العالمى للامتناع عن التدخين لسنة 2015 فى تعزيز التوعية حول الضرر الذى يلحق بصحة البشر بسبب الاتجار غير المشروع بمنتجات التبغ وخصوصا الشباب والفئات ذات الدخل المنخفض نتيجة تزايد اتاحة تلك المنتجات وتوافرها بأسعار ميسورة نظرا لانخفاض تكلفتها.

كما ترمى الى ابراز كيفية عرقلة الاتجار غير المشروع بمنتجات التبغ لمكاسب الرعاية الصحية وبرامجها وسياسات مكافحة التبغ على غرار زيادة الضرائب والاسعار والتحذيرات الصحية المصورة وغيرها من التدابير.

ويتسبب التدخين سنويا وفق ما تشير اليه تقارير منظمة الصحة العالمية فى وفاة ما يقارب 6 ملايين شخص أكثر من 600 الف منهم من غير المدخنين الذين يلقون حتفهم جراء استنشاق دخان التبغ غير المباشر.

وتتوقع المنظمة أن يحصد الوباء ما لم يتم اتخاذ اجراءات للتصدى له أرواح ما يزيد عن 8 ملايين شخص سنويا بحلول عام 2030 80 بالمائة منهم يعيشون فى بلدان منخفضة ومتوسطة الدخل.

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.