ماذا بقى من أوسلو ؟: احتفالية كونية أشعت فيها تونس..ولكن

quartet-tunisie-almasdar

طويت صفحة احتفالات تسلم الرباعى الراعى للحوار الوطنى لجائزة نوبل للسلام 2015 بعاصمة النرويج أوسلو لترسخ فى ذاكرة الجميع صور احتفالية كونية تميزت بوهج رمزية الجائزة احتفالية مثلت منبرا لا يضاهى أشعت فيه تونس وأشعت به تفاصيل تجربة شعب فى صنع الديمقراطية وفى بناء السلام.
تلك اللحظات التى كانت فيها تونس ونخبة من رموز منظماتها المدنية الكبرى محط أنظار العالم ومحل متابعة الملايين من سكان المعمورة هى أو يجب أن تكون كذلك فرصة لا تتكرر للترويج لبلد صنع أبناوه السلام وقت أزمات عاصفة ويتطلع شعبه أمس واليوم بعد أن أسس لانتقال ديمقراطى حقيقى الى انتقال اقتصادى واجتماعى يترجم فى واقع المواطن مطلب الكرامة والكفاية.
ولكن.

وبالرغم من أهمية هذا الحدث التاريخى فان المتابع يخرج بانطباع أولى موداه أن الحدث برمزيته العالية لم يتم استثماره على الوجه الامثل لفائدة البلاد ما عدا دعوات وجهتها رئيسة الاتحاد التونسى للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية وداد بوشماوى لمساعدة تونس على المستوى الاقتصادى ومذكرة تفاهم مع منظمة الاعراف النرويجية قد يطول انجازها.
الى ذلك وبمنأى عن صور ومشاهد ازدحمت بها تلفزيونات العالم وتابعها التونسيون بنهم لان بلدهم فى قلب الحدث تطفو على السطح تفاصيل حفت بالاحتفالية الكبرى وعايشها تونسيون كانوا هناك فى أوسلو سيما من الاعلاميين وناشطى المجتمع المدنى.
ومن تلك التفاصيل التى تحكى الوجه الاخر للحدث الصعوبات التى واجهها الصحفيون الذين سافروا لتغطية هذا الحدث ذلك أن أغلبهم لم يتمكنوا من الدخول الى بلدية سيتى هول أين أقيم الموكب الرسمى كما وجدوا صعوبات أخرى فى التنقل الى مواقع الاحداث بالنظر الى بعد الفندق الذى يقيم فيه الوفد الصحفى عن مقر معهد نوبل وقصر بلدية أوسلو والفندق الكبير أين يقيم الرباعى.
كما غيبت الصحافة عن العشاء الملكى والمعرض الذى أقيم على شرف تونس وأيضا عن الحفل الموسيقى اذ وجهت الدعوات فقط لعدد من أعضاء وفود المنظمات وممثلين عن السفارة.
وقد أعرب عدد من الصحفيين التونسيين للجهات المعنية عن امتعاضهم من هذا الاقصاء ولكن الجميع تهربوا من المسوولية دون أن يعوا بأن اقصاء الصحفيين من مواكبة بعض الاحداث يعنى حرمان الشعب التونسى من متابعة أصداء عدة ومهمة عن هذه الاحتفالات.
غياب الحكومة وغياب شخصيات وطنية ساهمت فى الثورة مثل أيضا نقطة سلبية فى أوسلو حيث اقتصر الحضور على سفير تونس لدى النرويج على الرغم من أن معهد نوبل للسلام أعرب عن استعداده لاستقبال ممثلين رفيعى المستوى من الحكومة وأيضا لشخصيات وطنية يتم اختيارها لحضور المواكب الرسمية.
عدم استثمار وزارة السياحة للمناسبة للترويج للوجهة التونسية كان كذلك محل تساول من قبل الصحفيين اذ سجل فحسب حضور لافتة يتيمة وسط مدينة أوسلو فيما أكد السفير أنه تم اطلاق حملة دعائية أمام الفندق الكبير ومحطة القطار الرئيسية بالعاصمة النرويجية.
مبادرات ترويجية تظل غير كافية قياسا لحجم المنبر الذى أتاحته احتفالات أوسلو سيما فى وقت تعانى فيه السياحة التونسية من الاثر المدمر لجرائم الارهاب ويحتاج فيه البلد واقتصاده لجرعة دفع يستحقها على الاقل لكونه صاحب جائزة السلام 0 لكن.
0 ورغم تلك الهنات التى لم يكن تفاديها يكلف الكثير سوى بعض الحضور وبعض الجهد فان الصورة الباقية عن تونس وشعبها ونخبتها بعد احتفالية أوسلو تظل ايجابية ما يحفز الجميع حكومة ومنظمات وموسسات على قدر أكبر من الحضور لاستثمار اللحظة لان فى ذلك استثمارا فى المستقبل.

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.