ملحمة عطش عرض موسيقى شعرى ينهل من الموروث البدوى الصحراوى

 

ملحمة عطش عرض موسيقى شعرى وكوريغرافى ملحمى مستوحى من ثقافة البدو ونمط عيشهم القائم أساسا على الترحال فى الصحراء بحثا عن الماء والكلا.

حكايات البدو الرحل وأساطيرهم التى خلدتها الصحراء بهدوئها وغضبها ونقاوتها وعتمتها وتحدى قساوة العيش فيها كانت مصدر الهام للشاعر الشعبى صحبى شعير أصيل مدينة قابس الذى خط نمط عيش البدو الرحل متنقلين بابلهم فى عمق الصحراء التونسية بحثا عن الماء فى مجموعة شعرية أطلق عليها ملحمة عطش وأدتها الفنانة ناجحة جمال فى عرض أول قدم مساء الثلاثاء بقاعة المونديال بالعاصمة.

ودام العرض أكثر من 90 دقيقة وشارك فيه أكثر من 20 عنصرا بين راقصين وعازفين على الات الكمنجة والاورغ والدف والدربوكة والقيتارة والقيتار باص تعلوها الحان الناى الحزينة للعازف الشاب حسين بن ميلود وهى الالة الرئيسية التى صاحبت رعاة الابل فى التنقل بالقطيع من مرعى الى اخر.

وجمع العرض بين فنون الموسيقى والمسرح والرقص وحاز على عناصر الفرجة المتمثلة فى احكام توظيف تقنيات الانارة والسينوغرافيا لتشكل بذلك عرضا فرجويا متكاملا شكلا ومضمونا أداء وتعبيرا صوتا وصورة ويرسم للمتلقى صورة ذهنية عن الحياة البدوية الصحراوية بمختلف مكوناتها الطبيعية.

ورافق الجمهور المجموعة الموثثة للعرض فى رحلة الى أعماق الصحراء الجميلة رغم قساوتها حيث شكلت تقاليد العيش فى هذه البيئة احدى عناصر الاصالة والانتماء الى ربوع هذا الوطن فتجسدت قيمة الحياة رغم صعوبة المناخ وتجلت بقوة معانى الحب السامية والطاهرة وذلك من خلال القراءات الشعرية التى تخللت المقاطع الغنائية وهى أشعار لم تخل صورها من ابراز محاسن المرأة كما لم تخل أيضا من ابراز قيمتها فى الحياة الاجتماعية والاقتصادية المتمثلة فى الصناعات الحرفية وغيرها.

وتضمن العرض أكثر من 10 أغانى من ضمنها يا مجروحة منى راحلة غاب هزو على الابل يا راكبين الخيل وهى أشعار أعادت الى الاذهان صور النجع والمراحيل وغزل الصوف وأحيت جانبا من التراث اللامادى الذى تزخر به تونس وفق ما ذكرته الفنانة ناجحة جمال ل مضيفة أن هذه الاغانى التى كتبها حديثا الشاعر الشعبى الصحبى شعير ولحنها الموسيقار نبيل شعير على ايقاعات الاغانى البدوية الصحراوية هى امتداد للتجذر والاصالة وترسيخ للهوية التونسية.

وانبنى عرض ملحمة عطش أساسا على الحوار الغنائى الشعرى ليعبر عن جانب من معاناة البدويين فى الصحراء وصراعهم المتواصل مع هذه البيئة القاسية لاجل البقاء الا أن هذه المعاناة والقسوة لم تخل من الطابع الاحتفالى الفنى والجمالى وهى أشكال من هذا النضال لسيرورة الحياة وتواصلها.

وتعتبر الفنانة ناجحة جمال فى حديثها عن هذا العمل أنه محاكاة للواقع الحالى الذى تمر به تونس فى مجابهتها للارهاب وهو أيضا ترسيخ لمبدأ الحوار فى ادارة الازمات ودعوة الى التشبث بقيمة الحياة لمجابهة الافكار المتطرفة وثقافة الموت 0 وجدير بالذكر أن هذا العرض استهل بالقاء قصيدة نحب البلاد كما لا يحب البلاد أحد تكريما للشاعر الراحل الصغير أولاد أحمد الذى فقدته الساحة الثقافية التونسية ظهر أمس الثلاثاء بعد صراع طويل مع المرض.

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.