المتحولون الى المسيحية من التونسيين : غياب التأطير والجهل بتعاليم الاسلام والاستقطاب

 

هذه الشهادات تحيل الى ظاهرة لا يمكن حصر مدى انتشارها وخاضة فى ظل الغياب الكلى للاحصائيات الرسمية من حيث العدد ومكان الانتشار والشريحة العمرية والمستوى العلمى للتونسيين معتنقى المسيحية ما يجعل الخوض فى هذا الموضوع عملية بالغة التعقيد.

افتقارها لاحصائيات حول هذه الظاهرة بداعى أنها من مشمولات وزارة الداخلية التى تتولى ضبط عدد المتنصرين ومكان اقامتهم حتى لا يتم دفنهم فى مقابر المسلمين.
وباتصال بوزارة الداخلية أكدت بدورها أن هذا الامر لا يدخل ضمن مشمولاتها وانما من مشمولات وزارة الشوون الدينية.

كما رفضت الجهات المسيحية المشرفة على الجالية المسيحية فى تونس الافصاح عن أى موشرات فى هذا الخصوص لتبقى الاحصائيات الرسمية غائبة حول هذه الظاهرة ما أدى الى تضارب وتباعد فى الارقام.

وترى رئيسة الجمعية التونسية لمساندة الاقليات يمينة ثابت أنه لا يمكن اعتبار الشباب التونسى ممن اعتنقوا المسيحية مرتدين لان أغلبهم لم يكن لهم انتماء لاية ديانة أخرى من قبل سوى أنهم ولدوا فى عائلات من ديانة مسلمة .

واعتبرت ثابت أن هذا الانتماء لا يلزمهم دينيا باعتبار أن الانتماء الدينى لا يكون بالوراثة بل عن طريق الاقتناع والايمان الثابت قائلة الدين هو قناعة وليس وراثة .

وكشفت أن معتنقى المسيحية من التونسيين يلاقون أنواعا مختلفة من المضايقات اليومية داخل الاسرة والمجتمع وفى العمل بلغ حد الطرد من البيت والتهجم والتهكم فى أوساط العمل بمجرد الكشف عن زميل من معتنقى المسيحية .

وتعمل الجمعية وفق ثابت من خلال خليتها القانونية على مساندة كل من يتعرض لعنف مادى أو معنوى لحماية حقوقه التى يضمنها قانون الشغل والدستور.

وينص الدستور التونسى فى فصله السادس على أن الدولة راعية للدين كافلة لحرية المعتقد والضمير وممارسة الشعائر الدينية ضامنة لحياد المساجد ودور العبادة عن التوظيف الحزبى وتلتزم الدولة بنشر قيم الاعتدال والتسامح وبحماية المقدسات ومنع النيل منها كما تلتزم بمنع دعوات التكفير والتحريض على الكراهية والعنف .

وأكد المختص النفسى نعمان بوشريكة من جهته أن فى كل ديانة هناك جانبان الاول روحى عقائدى وهنا يكون الاعتقاد اليا التمثل الالاهى والثانى سلوكى عباداتى ويكون بمثابة الية منظمة للحياة.

وأوضح أن الشاب فى سن المراهقة تكثر لديه التساولات والبحث عن المويدات العقلانية والاجوبة عما يخامره من أفكار فلا يجد ملاذا الا فى الشبكة العنكبوتية التى لا يمكن بأى حال من الاحوال التحكم فى ما تنشره من أفكار وعقائد تصل فى أحيان كثيرة الى التاثير على المعتقد والذاتية.

ومع ظهور الفكر الدينى المتعصب والترهيب والوعيد طفا على الساحة وفق الاخصائى النفسى شباب عازف عن الدين تماما ومبتعد كليا عنه وشباب اخر شديد التعصب للاسلام والمسلمين أو سريع التاثر بحملات التبشير لاعتناق المسيحية.

ويعتبر رئيس المرصد العربى للاديان محمد الحداد أن موضوع التحول من الاسلام الى المسيحية يقع التضخيم فيه من قبل طرفين الاول هى المجموعات التبشيرية التى تقوم فى اخر كل سنة بجمع التبرعات لذلك تعمل على اعطاء انطباع بأن عدد المتحولين كبير بسبب نشاطها فى التبشير.

هنا يشير الحداد الى أن هذه المجموعات التبشيرية ليست مرتبطة بالضرورة بالكنيسة الكاثوليكية التى يعرفها التونسى وانما بالاتجاه الانجيلى الامريكى وهم الاكثر نشاطا تبشيريا فى مختلف انحاء العالم 80 بالمائة من النشاطات التبشيرية . أما الطرف الثانى الذى يهمه تضخيم الظاهرة وفق الحداد فهم المجموعات التى تعطى حجما أكبر التبشيرى حتى تعطى انطباعا بان المجتمع مهدد فى دينه وهو بحاجة اليها لتحمى هذا الدين.

وحذر هذا الخبير من تضخيم الظاهرة دون مبرر معتبرا أنها محدودة وموجودة منذ فترة طويلة ومرتبطة باسباب عدة بحسب تقديره.

ومن أبرز أسباب التحول من الاسلام الى المسيحية يقول الحداد التسييس المفرط للاسلام فى السنوات الاخيرة بما جعل البعض ممن يطلبون السكون الروحانى ربما وجدوه فى المسيحية أكثر من الاسلام الذى يكاد يغيب فيه الجانب الروحانى فى الوقت الحاضر بحسب رأيه.

كما يوجد جانب اجتماعى لا يمكن اغفاله بحسب نفس المتحدث اذ أن المتحول الى المسيحية يحظى بجملة من التسهيلات على غرار تاشيرات السفر والاقامة والدراسة فضلا عن امكانية الحصول على اعانات مادية واجتماعية حتى بالنسبة للقاطنين داخل الوطن.

وكشف رئيس المرصد العربى للاديان أن عدد المتحولين دينيا يعد بالعشرات وهى ليست ظاهرة ضخمة وفق توصيفه ولكنها متواصلة منذ مدة داعيا المسلمين الى تدارك تقلص البعد الروحى فى الخطاب الدينى وطغيان التسييس المفرط للدين والعودة به الى وظيفته الروحانية الاصلية.

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.