لهذه الأسباب ستفصل حركة النهضة بين الدعوي والسياسي فى مؤتمرها العاشر

 

تطرح حركة النهضة فى موتمرها العاشر الذى ستعقده ايام20 و 21 و22 ماى الجارى مسالة الفصل بين الدعوى والسياسى مع المحافظة على المرجعية الاسلامية للحزب وهى اشكالية فى غاية الاهمية وتدخل فى اطار المراجعات التى تطرحها الحركة على نفسها بهدف اعادة التموقع السياسى فى ظل التحولات التى عرفتها الساحة .

السياسية بتونس وتغير الاوضاع الاقليمية والعالمية وقد تعددت تصريحات القيادات النهضوية فى الفترة الاخيرة لتفسير التغييرات التى ينتظر ان يحسمها الموتمر فقد بين رئيس الحركة راشد الغنوشى فى تصريح له ان حركة النهضة بصدد التحول الى حزب يتفرغ للعمل السياسى و يتخصص فى الاصلاح انطلاقا من الدولة ويترك بقية المجالات للمجتمع المدنى ليعالجها ويتعامل معها من خلال جمعياته المستقلة عن الاحزاب بما فى ذلك النهضة كما صرح الغنوشى لجريدة لوموند الفرنسية فى عددها الصادر اليوم

الخميس ان حركته تطرح نفسها كحزب سياسى ديمقراطى مدنى يحمل مرجعيات حضارية اسلامية حديثة و يوسس لما سماه با لديمقراطية المسلمة معتبرا انه لم يعد هناك مبررا لوجود الاسلام السياسى فى تونس بعد ثورة 2011 والمصادقة على دستور 2014 وقد تم اقرار هذا التوجه والفصل فيه بعد نقاش طويل خلال الموتمرات المحلية والجهوية استعدادا للموتمر الوطنى العاشر وكذلك فى اجتماعات مجلس الشورى ويريد وئيس الحركة من خلال تعدد لقاءاته وتصريحاته الاعلامية فى الفنرة الاخيرة تمرير رسائل للمهتتين بالشان السياسى التونسى فى الداخل والخارج عزم حركة النهضة تدشين مرحلة جديدة من العمل السياسى يتخصص فيها الحزب فى الاصلاح ويصبح حزبا سياسيا متفرغا كليا للمهمة السياسية ليترك العمل الدعوى لاطر اخرى.

ولم يفت قياديى النهضة طمانة قواعدهم بعدم تنكر الحركة للمرجعية الاسلامية ونفيهم لاية نية للتوجه الى العلمانية وهو ما اكده بالخصوص رئيس مجلس الشورى فتحى العيادى.

ويرى عديد الملاحظين ان هذا التوجه لا يحظى بدعم كافة المنتمين للحركة كما انه كان سببا فى بروز خلافات بين منتسبى الحركة وصفها الباحث فى الحضارة الاسلامية والمحلل السياسى مختار الخلفاوى بالحرب الصامتة التى تدور بين انصار رئيس الحركة ومن يعرفون باسم الحرس القديم ذلك ان المرجعية الايديولوجية للحركة تعتمد على الجانب الدعوى وفصلها عن الجانب السياسى فيه تنازل عن جانب كبير من هويتها ومجال نشاطهاحسب روية العديد من المنتمين لحركة النهضة وانصارها ويعتبر المراقبون ان حركة النهضة تراهن عبر هذا الفصل اذا ما تم اقراره خلال اشغال الموتمر على التأسيس لانفتاح أكبر على القوى السياسية الاخرى لضمان استمرارها كقوة فاعلة فى المشهد السياسى التونسى واضفاء الصبغة المدنية على الحركة والخروج بصورة جديدة للمواطن وكسب الانصار خاصة وان هذا التوجه أفرزته الاوضاع الوطنية والتحولات الاقليمية والدولية الرافضة لاقحام المعطى الدينى فى الحقل السياسى.

فما المقصود ب الدعوى وكيف سيتم فصله عن السياسى لاسيما وان المرجعية الفكرية لحركة النهضة هى مرجعية عقائدية دينية كما ان قيادات الحركة اجمعوا كلهم على محافظة حزبهم على المرجعية الاسلامية فصل بين الدعوى والسياسى فى اطار تونسة النهضة حول المقصود بالجانب الدعوى اوضح القيادى بحركة النهضة.

ان هذا النشاط الذى كان مشاعا ومفتوحا للجميع كانت الحركة تقوم به تاريخيا صلب هيكل يسمى المكتب الدعوى موضحا ان هذا المكتب يقوم بتكوين الدعاة وتأثيث الفضاء المسجدى وتنظيم الدروس والمحاضرات والخطب واحياء المناسبات الدينية وتثمين الشعائر واعلاء مقامها وبين الوريمى ان الهياكل الجديدة المنبثقة عن مسار

التخصص ستعمل فى اطار جمعياتى وستساهم فى سدالفراغ الذى ملاته مجموعات وتيارات تميل للتشدد ولا تعترف بالدولة وتنشى انماط تدين مقتبسة ومستنسخة من بيئة غريبة مشيرا الى ان هذا الفصل ياتى بعد حصول توافق حول مسالة الهوية فى بلادنا واكد القيادى بحركة النهضة ان النشاط الدعوى يعمل على احياء وتفعيل التدين التونسى المبنى على الاعتدال والتسامح والوسطية واحترام التقاليد التونسية وتوقير علماء الدين واحترام القران والشعائر والتعاليم الاسلامية.

كما ان حركة النهضة تسعى الى التفاعل مع محيطها والتناغم معه فى اطار ما سماه ب تونسة النهضة وحسب الوريمى سيمارس أنصار الحركة العمل الدعوى وينخرطون فيه خارج الحزب وفى اطر اخرى كجمعيات المجتمع المدنى مع المحافظة على نفس مرجعية الحزب موكدا ان حركة النهضة لن تتحول الى حزب علمانى بل ستبقى حزبا وطنيا سياسيا كبيرا ذى مرجعية اسلامية

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.