معرض انسومنيا لحميد الدين بو علي : الصورة ليست استنساخا للواقع إذ هناك دوما أبعاد تولد واقعا آخر

 

احتضن فضاء النادي الثقافي الطاهر الحداد، مساء أمس الثلاثاء، معرضا ضم 17 صورة فوتوغرافية بعنوان “انسومنيا” لحميد الدين بوعلي.

معرض “انسومنيا” أو “يقظة” كما يحلو للمصور الفوتوغرافي، حميد الدين بوعلي ترجمته يعد ثمرة جولة خلال ليال صيفية انطلقت من شواطئ غار الملح (ولاية بنزرت) وبني خيار (ولاية نابل) ثم المهدية وأخيرا قرقنة (ولاية صفاقس).

“وتمثل شواطئ تونس بمناظرها الخلابة، في ليالي فصل الصيف، مكانا مناسبا لالتقاط صور فوتوغرافية ساحرة”، حسب ما صرح به بوعلي لوكالة تونس افريقيا للأنباء معتبرا أن موانئ جزيرة قرقنة وغيرها من شواطئ البلاد تعد وجهة تجلب إليها هواة التصوير الفوتوغرافي.

وذكر بوعلي في ذات التصريح أنه اكتشف أن السماء تبدو أشد وضوحا بشواطئ قرقنة وبالتحديد فوق ميناء العطايا، الطرف الشرقي من الأرخبيل، قائلا : “بعيدا عن أضواء المدن الساطعة والمناطق الصناعية الملوثة، تقدم “العطايا”، عند غروب الشمس مشهدا في غاية الجمال إذ يمكن للعين المجردة، في ليالي فصل الصيف مشاهدة درب التبانة عندما تكون سماء الليل صافية ولا وجود للقمر فيها لتظهر في شكل وشاحٍ ضوئيٍ خافت يمتد على طول السماء”. وهو ما تم تجسيده في جل اللوحات المعروضة.

وحول سؤال ما إذا كانت الصور الفوتوغرافية مطابقة تماما لما تراه العين المجردة، أجاب حميد الدين بوعلي بالنفي. فالصورة التي تجسد مشهد رامي كرة السلة المعلق في الهواء لا يمكن للعين أن تراها بهذا الشكل لأن نظام الرؤية لدينا هو أشبه في الحقيقة بتسجيل فيديو آني للحظة التصوير الفوتوغرافي.

فلسفة حميد الدين بوعلي تقوم على أنه لا يمكن للصورة الفوتوغرافية استنساخ الواقع، إذ هناك دوما أبعاد تولد واقعا آخر.

الصور المعروضة في “انسومنيا” لم يدخل عليها صاحبها تأثيرات أو تحسينات خاصة، ولكن خصوصيتها تكمن في زمن التقاطها وربما في يقظة ملتقطها.

ودعا المصور الفوتوغرافي كل من يرغب في التأكد من جمالية المشاهد المعروضة الى زيارة الأماكن المصورة لاكتشاف، على سبيل الذكر لا الحصر، طبيعة أرخبيل قرقنة بأجوائه الليلية الصافية التي تضفي على المشهد رونقا وجمالا.

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.