دورة الملحق الاولمبي 2016:حصيلة هزيلة للمنتخب التونسي في ظل الغيابات والاخطاء واشياء اخرى

basket-ball

خرج المنتخب التونسي لكرة السلة بيد فارغة وأخرى لا شيء فيها بعد انتهاء مشاركته امس الاربعاء في دورة الملحق التاهيلي لاولمبياد ريو دي جانيرو التي تحتضنتها مدينة تورينو من 4 الى 9 جويلية الجاري اثر تكبده هزيمتين ضد منتخبي ايطاليا وكرواتيا مشفوعتين بمردود غير مقنع تنوعت اسبابه وتراوحت بين الغيابات و الاخطاء وعوامل موضوعية كشفت عن الوجه الحقيقي للسلة التونسية كلما تعلق الامر بمنافسات المستوى العالي.

ولئن تنبا اغلب المتابعين للمنتخب التونسي بصعوبة المهمة في دورة تورينو بالنظر الى قوة المنتخبات المنافسة فان ذلك لا يمنع شرعية طرح تساؤلات عدة فرضت نفسها وتمثلت في المردود المتواضع الذي قدمه زملاء عمر الموحلي في هذا الرهان، فالهزيمة امام ايطاليا وكرواتيا ليست من الممنوعات لكن رؤية ذلك الانحلال لاسيما خلال الشوط الثاني في كل مباراة يكشف عن اخطاء وهنات وتساؤل ملح حول مدى تطور اداء المنتخب التونسي خلال الفترة الاخيرة وهو امر يستوجب التقييم الموضوعي للوقوف على الاسباب ووضع برامج العمل الدقيقة التي من شانها الارتقاء بالسلة التونسية نحو الافضل على
مستوى المنافسات الدولية.

ولايمكن النظر بموضوعية الى حقيقة مشاركة المنتخب التونسي خلال دورة الملحق التاهيلي دون الرجوع الى طبيعة التحضيرات التي اجراها الفريق بتخطيط من المدرب عادل التلالي لهذا الموعد وهي تحضيرات كانت دسمة من خلال جملة من التربصات والدورات والمباريات الودية كان من المفروض ان تنعكس ايجابا على الاداء الجماعي وتسهم في تطوير المؤشرات الفنية والبدنية الا ان هذا الامر لم يتحقق على الميدان بل شاهدنا تراجعا غريبا في الاداء في الفترات الحاسمة وهذا استنتاج هام يجرنا الى استفهام جوهري يتمحور حول جدوى مثل هذه التحضيرات المكلفة اذا لم يكن لها انعكاس ايجابي على المردود العام.

واشار عادل التلاتلي في معرض تعليقه على طبيعة تلك التحضيرات قبل موعد تورينو الى انها ضرورية من اجل الاقتراب اكثر ما يمكن للمستوى العالي من خلال الاحتكاك بمنتخبات قوية على غرار سلوفينيا وتشيكيا والصين بما يمثل فرصة ذات لاكتساب الخبرة قائلا في هذا الصدد “مارايناه في مباراتي ايطاليا وكرواتيا من ذلك التراجع البدني والفني سبق وان لاحظناه في المباريات الودية الاخيرة مما يؤكد عجز اللاعبين على مجاراة النسق المرتفع لاسباب موضوعية تتمثل في عدم قدرة البطولة التونسية التي يتالف منها المنتخب (11 لاعبا من جملة 12) على انجاب لاعبين قادرين على الصمود في المباريات ذات المستوى الفني الرفيع”.

ويحيل تصريح التلاتلي الى مسالة جوهرية يتعين على المكتب الجامعي القادم الذي سيقع انتخابه خلال الاسابيع القادمة النظر اليها بكل جدية وهي السبل الكفيلة بتطوير مستوى البطولة التونسية من ذلك الاهتمام بالشبان والعمل القاعدي من ادل تكوين عناصر قادرة على الاحتراف في البطولات الاوروبية.

ولعل الضربة الموجعة التي تلقاها المنتخب التونسي قبل خوض رهان دورة تورينو تتمثل في الاصابة التي تعرض لها اللاعب صالح الماجري ما اثر سلبيا على اجواء الفريق سواء على المستوى الفني او حتى الذهني اذ ان طول القامة وخبرة الماجري تعد من العناصر الحاسمة التي لها حتما انعكاس ايجابي على المردود العام رغم ان المدرب عادل التلاتلي اكد صراحة “لا اعتقد حتى بوجود الماجري وحمودي ان تتغير الامور كثيرا عما رايناه في لقاءي ايطاليا وكرواتيا”. وينضاف الى كل ذلك هو العامل الصحي الذي جعل مكرم بن رمضان لايشارك الا في المباراة الثانية ب30 بالمائة من امكانياته، عوامل ساهمت مجتمعة في ذلك الاداء الباهت.

وفضلا عن هذه العوامل الموضوعية فان الفشل الذي رافق اداء المنتخب في دورة تورينو تسببت فيه ايضا بعض الاخطاء الفنية والتكتيكية على مستوى بعض الاختيارات وهو ما ساهم بطريقة مباشرة او
غير مباشرة في تكبد هزيمتين بفارق ثقيل 68/41 امام ايطاليا و72/52 امام كرواتيا حيث ان فارق النقاط يقيم الدليل لوحده على عجز المنتخب التونسي على ايجاد الحلول الفنية في المواجهتين.

ولعل دورة تورينو كشفت على حقيقة تتمثل في ان المنتخب التونسي بلغ نقطة تقاطع حاسمة وهي مرحلة التشبيب اي اعطاء الفرصة كاملة للشبان من اجل اكتساب الخبرة وهي مرحلة ان تقررت ستكون لها مقتضيات جديدة قد يتكفل بها المكتب الجامعي القادم فضلا عن ملفات حارقة اخرى مثل العمل القاعدي والادارة الفنية والرفع من مستوى البطولة المحلية.

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.