بعد سحب الثقة من الصيد: الصحبي بن فرج يكشف الاحتمالات المطروحة لتشكيل الحكومة القادمة

sahbi_ben-fraj

بعد أن سحب نواب الشعب يوم السبت 30 جويلية الثقة من حكومة الحبيب الصيد قال القيادي في حركة مشروع تونس أن هناك ثلاث احتمالات ستطرح أثناء اختيار رئيس الحكومة القادمة مشيرا الى أن المرحلة المقبلة سيكون عنوانها الحيرة والتوجس.

وفيما يلي نص التدوينة:

“ماذا سيحدث غدًا؟ حسابات السياسة وسيناريوهات الواقع
انتهت البارحة مرحلة الحبيب الصيد بسيئاتها وإيجابياتها لندخل مرحلة جديدة عنوانها الابرز هو الغموض والتوجس والحيرة والانتظار
ماذا يتوقع أهل السياسة؟
السيناريو الاول، هو أن يعين الباجي قايد السبسي خلال الستة أيام القادمة شخصية قريبة من الرئيس، قريبة من القصر، قريبة من الجناح النافذ في نداء تونس، وقريبة من جميع القوى التي سهرت على الإطاحة بالصيد شخصيًّا وبالتالي شخصية شديدة الاستجابة لكل هؤلاء
يتم خلال الشهر القادم توزيع الحقائب الوزارية حسب التوازنات السياسية والمصالح والولاءات مع الأخذ بعين الاعتبار حجز حصة مهمة لحركة النهضة لضمان تأييدها ومواقع مريحة للاتحاد العام التونسي للشغل لتأمين دعمه حتى ولو كان بصفة ضمنيّة
ولن يبقى امام بقية احزاب التحالف السابق سوى فتات المائدة يتقاسمونها فيما بينهم
عندها ستخرج القوى الوطنية التي دعمت بصدق مبادرة الوحدة من تحفظها وتعلن فكّ ارتباطها بالمبادرة وبجميع نتائجها
هذا السيناريو الأسود سيسير بتونس حتميا نحو نهاية الجمهورية الثانية
شخصيًّا أستبعدُ هذا السيناريو (الذي يتوجس منه الكثيرون ويراهن عليه الكثيرون ويشتغل عليه كثيرون)
السيناريو الثاني، هو أن يعين رئيس الدولة شخصية وطنية مستقلة قوية، تجمع بين البعدين السياسي والاقتصادي،ذات إشعاع دولي ولها خبرة في التسيير والتعامل مع الواقع السياسي والاقتصادي والاجتماعي الحالي
تُعطى هذه الشخصية جميع الصلاحيات والحريّة التامة في اختيار وزرائها طبعا حسب الخارطة السياسية على الارض وتكون لها مهمة وحيدة وهي الإنقاذ بدون أدنى تحفظ ولا تعطيل ولا مراكز قوى بعد أن يكون الرئيس قد ضمن لها الانضباط التام داخل حزبه، والمساندة التامة من حركة النهضة والتعاون التام من الاتحاد والمنظمات الوطنية
هذا السيناريو الوردي الذي تأمل وتعمل عديد القوى المنخرطة في مبادرة الوحدة على تحقيقه، سيؤدي خلال أشهر الى تجاوز الأزمة الاقتصادية الحالية ووضع البلاد على طريق الانتقال الاقتصادي بعد نجاح الانتقال السياسي.
شخصيًّا أعتقد ان هذا السيناريو الافتراضي(الذي يبشّر به كثيرون) غير واقعي وغير قابل للتنفيذ
ماذا أتوقع للمرحلة المقبلة؟
*سيعين رئيس الجمهورية شخصية لها العديد من مواصفات السيناريو الثاني مع التأكيد على ارتباطها المباشر بالرئيس
ولعل الاسم أصبح جاهز للإعلان عنه بعد ان تم التوافق حوله مع النهضة والاتحاد
*لن يكون للشخصية المقترحة الضمانات المطلقة ولا السلطات المطلقة ربما باستثناء الميدان الاقتصادي والمالي(بما في ذلك الحقائب الوزارية ذات العلاقة)
*سيكون للنداء النصيب الأكبر من الوزارات(بدون أن يلبي جميع الطموحات والتطلّعات والوعود) وللنهضة أكثر من وزارة(مع بعض الشخصيات القريبة منها والراضية عنها)
*سيتواصل تحييد وزارات السيادة وقد تتم المحافظة على نفس الأسماء والهيكلية
*لن يبقى لبقية الاحزاب سوى بضعة حقائب ثانوية يتم تقاسمها حسب استعدادهم لقبول الواقع السياسي والحكومي الجديد
هذا السيناريو الذي أراه أقرب الى الواقع سيؤدي:
اولا، الى تعميق أزمة النداء(الوعود أكبر بكثير من الموجود)
ثانيا، الخروج النهائي لآفاق من الحكومة وبالحدّ الأدنى إضعافه نهائياً
ثالثا، تفكُّك الاتحاد الوطني الحر
رابعا،تقوية سلطة راشد الغنوشي داخل النهضة وتعميق الأزمة الصامتة على خلفية عدم الرضى المتصاعد عن الإدارة المتفرّدة لمرحلة مبادرة الوحدة الوطنية
خامسا،تعزيز مكانة اتحاد الشغل كقوّة مؤثرة في الساحة السياسية وحتى الحكومية
هذا السيناريو الرمادي بإمكانه أن يسير بتونس نحو اللون الأسود أو نحو اللون الوردي وذلك حسب قوة شخصية رئيس الحكومة، ونجاعة برنامجه، وشبكة علاقاته في الداخل والخارج ومدى نجاحه في فرض خياراته ورؤيته والأسماء التي سيعول عليها والأسماء التي ستُفرض عليه، والخطوط الحمر التي ستُرسم له ومدى تفاعل الاحزاب السياسية معه ومع حكومته.”

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.