كاس امم افريقيا الغابون 2017: تاهل مستحق للمنتخب التونسي لكن القادم اصعب

 

تمكن المنتخب الوطني التونسي لكرة القدم من التأهل الى نهائيات كاس أمم إفريقيا المقررة مطلع العام القادم بالغابون غداة فوزه على نظيره الليبيري بنتيجة 4/1 في إطار الجولة الختامية لمنافسات المجموعة الأولى لينهي أبناء المدرب هنري كاسبرجاك التصفيات في صدارة المجموعة ب13 نقطة و هي حصيلة لا تحجب النقائص والهنات التي يتعين على المنتخب التونسي معالجتها لاسيما و انه يقبل خلال شهر أكتوبر القادم على بداية تصفيات كاس العالم روسيا 2018.

وأفرزت مباراة مساء الأحد ضد ليبيريا مجموعة من الملاحظات والاستنتاجات أكدت في مجملها أحقية المنتخب التونسي بالتأهل و التواجد للمرة الثامنة عشرة في تاريخه بالنهائيات القارية والثالثة عشرة على التوالي لينحت لنفسه تقاليد راسخة في اكبر عرس كروي في القارة السمراء باتت تملي عليه الذهاب بعيدا في هذا المحفل من اجل إثراء خزينته بلقب آخر يضاف إلى انجازه الوحيد المحقق في نسخة 2004 .

وتوفق المنتخب التونسي في ازاحة المنتخب الليبيري الذي كان بدوره معنيا بورقة الترشح إلى النهائيات (10 نقاط لكل منتخب قبل المباراة الختامية) و ذلك بفضل ما أظهره زملاء أيمن عبد النور من روح انتصارية عالية و إرادة قوية من اجل الفوز و اقتلاع ورقة التأهل بصفة آلية إلى النهائيات بتصدر المجموعة الأولى كما اقترنت النجاعة الهجومية رغم تواضع إمكانيات المنافس الليبيري بطريقة لعب مقنعة إلى حد ما.

وأشاد رضا الجدي المدرب الوطني السابق المكلف بالتقييم ان “أولى خطوات النجاح في المباراة كانت الاختيارات الفنية الموفقة للإطار الفني وذلك بالاعتماد على تركيبة دفاعية ناجعة لاسيما بتثبيت علي معلول وحمدي النقاز على الرواقين الايمن والأيسر وهو ما سمح للاعبي المنتخب التونسي بالتوغل في عمق الدفاع الليبيري وهو ما ترجمه الهدف الأول بعد تمريرة في ظهر مدافعي المنتخب الليبيري الأمر الذي منح الاطمئنان والثقة للاعبين حيث أضحى جل عناصر المنتخب يشاركون في حبك المحاولات الهجومية من ذلك توغلات ايمن عبد النور وهو ما مكننا من إضافة الهدف الثاني بعد هفوة فادحة من حارس المرمى غالي جايمس والتي أكدت أننا نواجه منتخبا ضعيفا جدا لايمكن أن يكون مرجعا لتقييم حقيقة مردود المنتخب التونسي في هذه المرحلة.

وتابع رضا الجدي المدرب المساعد السابق للنجم الساحلي ان “الرسم التكتيكي الذي اختاره المدرب هنري كاسبرجاك و الذي يمر من (3-5-2) إلى (3-4-2-1) يعد موفقا ويتماشى مع الخصائص الفنية للاعبين يتعين على المنتخب المحافظة عليه باعتباره من نقاط القوة إلى جانب الحضور الذهني الكبير للعناصر الوطنية وهو ما تجلى خلال الشوط الثاني إذ رغم التراجع البدني باعتبار طبيعة مرحلة بداية الموسم إلا أن التركيز كان جيدا ورغم قبول هدف تذليل الفارق للمنافس فان الحضور الذهني العالي مكننا من مواصلة السيطرة وإجبار المنافس على ارتكاب الأخطاء و تصعيد الفارق”.

وشدد الجدي على أن “المنتخب التونسي مطالب في هذه المرحلة بتدعيم النقاط الايجابية التي لاحت في مباراة الأمس من ذلك الاختيارات التكتيكية وانتقاء العناصر التي تتماشى مع تلك الاختيارات لاسيما وهو يقبل في ظرف شهر على تصفيات كاس العالم والتي سيكون إطارها مغايرا للقاء ليبيريا اذ لاشك ان منافسين في قيمة غينيا او الكونغو الديمقراطية و ليبيا أفضل من المنتخب الليبيري وبالتالي يجب تجاوز الهنات التي لاحت في الأداء من ذلك أن وسط الميدان يجب أن يكون أكثر قوة وجاهزية بدنية لكسب معركة الثنائيات مع السعي لاستغلال الكم الهائل من الفرص المتاحة ولهذا فان عنوان المرحلة القادمة للمنتخب التونسي هي الواقعية الهجومية الذي ستكون لها دور بارز أمام منتخبات قوية”.

وأضاف “إن ضعف المنتخب الليبيري على مستوى الكتلة الدفاعية جماعيا وفرديا لا يسمح بتقييم موضوعي لاداء الهجوم التونسي من ذلك أننا لم نخلق عددا مناسبا من الكرات الثابتة في المباراة وهي الورقة التي كثيرا ما صنعت قوة المنتخب بتواجد لاعبين يحذقون التصويب شان الخزري و بقير والاحمر وهذا لم نشاهده ولهذا يتعين علينا خلق ثقافة الضغط المتواصل من اجل إجبار المنافس على ارتكاب الأخطاء التي يمكن استغلالها مستقبلا من اجل إحداث الفارق”.

وسيضاعف نجاح زملاء صيام بن يوسف في الترشح الى نهائيات كاس امم افريقيا 2017 من حجم المسؤولية الملقاة على المنتخب التونسي من اجل تقديم الأفضل سواء في النهائيات اوقبلها خلال تصفيات كاس العالم روسيا 2018 و التي ستنطلق يوم 9 اكتوبر القادم بملاقاة منتخب غينيا بملعب مصطفى بن جنات بالمنستير والذي لئن مثل طالع خير على المنتخب التونسي فان ذلك لا يكفي لدرء الهنات التي يبقى إصلاحها امرا ضروريا خاصة وان العقبات القادمة ستكون أصعب و طموحات الجماهير الرياضية التونسية ستظل واسعة مهما اختلفت الرهانات .

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.