40 حيا سكنيا فوضويا في ولاية منوبة بعيشون في ظروف قاسية

logement-manouba

تغرق عدد من الاحياء الفوضوية التي شيّدت وتوسّعت منذ 14 جانقي 2011 بمختلف مناطق ولاية منوبة في الظلام وفي الاوحال والاتربة كما تغرق قلوب ساكنيها في هوة الاحباط بعد ان باءت شكاويهم وعرائضهم بالفشل وعجزت عن تغيير واقع لاتتوفر فيه ادنى مقومات الحياة الكريمة وفق ما عبر عنه عدد من متساكني هذه الاحياء لمراسلة وات بالجهة .

تتكاثر الاحياء والتجمعات السكنية بشكل فوضوي، منذ سنة 2011، على بعد كيلومترات من العاصمة ليصل عددها 40 حيا سكنيا بالمناطق البلدية والريفية بمختلف معتمديات ولاية منوبة .ومن بين هذه الاحياء نذكر احياء المنزلي بالمرناقية والصفاقسي وبولكباش ورمانة والهداية والدريدي وبوذينة والحفيان بمنطقة الورد بوادي الليل وحواص وتجمعات اخرى بدوار هيشر وتجمع عجروردة. وقد تحولت هذه المناطق الى احياء سكنية قائمة الذات على مرمى حجر من بقية المناطق السكنية التي تتوفر بها جميع المرافق.

متساكنو هذه الاحياء ما زالوا في انتظار تجاوب السلطات المعنية مع مطالبهم المتتمثلة بالخصوص في ربط منازلهم بشبكتي الماء الصالح للشراب والكهرباء ..
-اجراءات معقدة وسنوات انتظار

بعض المنازل زحف أصحابها على أراض فلاحية ليواجهوا تبعا لذلك اجراءات معقدة وسنوات من الانتظار لتغيير صبغتها والبعض الاخر وقع اصحابها في شراك متحيّلين قاموا بالتفويت بالبيع لاراض دولية او مناطق خضراء على ملك البلديات في شكل مقاسم سكنية وبأرخص الاثمان حيث تمت محاكمة عدد من هؤلاء المتحيلين . ورغم ذلك ما زالت الاوساط الادارية والقضائية غير قادرة على الحسم في هذه الاوضاع الشائكة وتحديد مصير السكان وتسوية وضعية تلك الاحياء .

يعيش سكان هذه الاحياء ظروفا حياتية قاتمة وبدائية فهم ينقلون الماء عبر أوعية بلاستيكية تشكل تهديدا لصحتهم وصحة أبنائهم الذين يعيشون ظروفا قاسية فهم يراجعون دروسهم ويقومون بواجباتهم المدرسية على ضوء الشموع و”القازة”، التي هي عبارة عن فانوس صغير كان يستعمل قبل عشرات السنوات للإنارة، هكذا لخص المواطن عبد الله البلاني من حي رمانة بدوار هيشر معاناة متساكني الحي مؤكدا انهم ذاقوا الويلات طوال السنوات الخمس الاخيرة. ..

ويرى، عمر مهتلي، الذي يقطن نفس الحي أن المتساكنين ملوا تفاصيل الحياة البدائية التي يعيشونها /فلا ماء ولا كهرباء في المنازل ولا وجود لانهج مهيأة التي تغرق في الظلام بدورها وتخلق ارضية للانحراف حسب تعبيره../

جمال الزمالي من حي الهداية بالجديدة اكد في الاطار نفسه أـن المتساكنين بنوا منذ 2012 مساكنهم وعددها اكثر من 150 مسكنا حيث انتفع بعضهم بالربط بالكهرباء والماء الصالح للشراب في حين لم ينتفع الكثيرون منهم بهذه المرافق رغم عشرات المطالب الموجهة الى الجهات المعنية ..ويشاطر هذا الراي عبد الوهاب العزوزي من نفس الحي قائلا ان الظروف قست عليهم وباتت الحياة شاقة مريرة بطعم العلقم فلا كهرباء ولا ماء ولا وجود لادنى مرافق تشعرهم بانهم مواطنون ينتمون لهذه البلد حسب تعبيره..
خطة جهوية:

والي منوبة احمد السماوي اكد في تصريح لوكالة تونس افريقيا للانباء ان عددا هاما من الاحياء التي شيدت بعد الثورة اضافة الى 59 حيا سكنيا ريفيا وبلديا مقامة على ارض الدولة وتعود اقدميتها الى السبعينات باتت تشكل مشغلا اجتماعيا بالجهة وملفا حارقا يتطلب التدخل العاجل لحله حيث لم يقع ربط عدد من متساكني الاحياء الجديدة بشبكتي الماء الصالح للشراب والكهرباء . كما ظل متساكنوا الاحياء القديمة يتخبطون في وضعيات عقارية هشة يعجزون فيها عن الحصول عن شهائد ملكية او تراخيص بناء .

واشار الى احداث لجنة جهوية بولاية منوبة تقوم بالمساعدة على اعداد الملفات الخاصة بطلب احالة اراضي دولية لفائدة الجماعات المحلية المتعلقة خاصة بالتجمعات السكنية الريفية والبلدية للنظر فيها قبل احالتها الى وزارة املاك الدولة والشؤون العقارية للبت فيها مع تفعيل لجنة متابعة الاراضي الدولية الفلاحية للنظر في الوضعيات العقارية القديمة وقطع الاراضي الدولية الشاغرة والمشتتة لاعادة توظيفها في الحركة الاقتصادية .

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.