تونس : مدارس إبتدائية تنتظر التدخل العاجل في منطقة سيدي علوان

ecole

أسقف متداعية، وجدران مهترئة، وتلاميذ مرهقون، هي مشاهد لعدد من المدارس الإبتدائية بعدد من مناطق معتمدية سيدي علوان من ولاية المهدية، تمت معاينتها خلال زيارة أداها والي الجهة امس الأربعاء.

“لقد سقطت أسقف فصلين من مدرستنا السنة الماضية، والحمد الله أن الأمر كان خلال الليل” هكذا تحدث الطفل كريم (تلميذ الخامسة ابتدائي بمدرسة عمادة السعادة) لمراسل (وات) الحادثة ليتابع قائلا “يصعب علينا الحضور إلى المدرسة خلال فصل الشتاء لأننا لا نستطيع تجاوز الأوحال والبرك التي تتكون بالمسلك الفلاحي”.

أما أنوار (تلميذة السنة السادسة ابتدائي بمدرسة وادي باجة الشمالية)، فقد تحدثت عن العديد من حالات الإغماء التي تعرض لها التلاميذ جراء عدم مواظبتهم على تناول وجبة غداء متكاملة قائلة “يضطرون، بسبب بعد المسافة بين مساكنهم والمدرسة، إلى شراء علبة ياغورت وقليل من الخبز تكفيهم نهارهم”، واكدت انه “لا يوجد مطعم لتقديم وجبات الغذاء لفائدة التلاميذ بالمدرسة”، التي تداعت أسقف بعض فصولها وغابت عنها الوحدات الصحية النظيفة واللائقة.

كل هذه النقائص وغيرها، تتقاسمها مدارس ابتدائية أخرى كمدرسة منطقة الزردة، ومنطقة وادي باجة الجنوبية، ناهيك عن الطرقات المهترئة ونقص أدوية الأمراض المزمنة بمراكز الصحة الأساسية بمختلف عمادات الجهة، إلى جانب نقص التنوير العمومي، ومراكز الخدمات العمومية كمكاتب البريد.

وأكد والي المهدية محمد بودن، أن هذه المدارس “شملتها معاينات أجرتها وزارة التربية بالتعاون مع وزارة التجهيز، في إطار برنامج سنوي للصيانة، غير أن عملية التدخل لم تنطلق بعد”، وتعهد بالحرص على “حث الوزارة على التدخل السريع لصيانة وتعهد هذه المدارس، مع تكفل المجلس الجهوي بحل العديد من الإشكاليات الظرفية والتي تتعلق بالطلبات الاجتماعية لأهالي الجهة كدفاتر العلاج المجانية والإعانات القارة لذوي الاحتياجات الخصوصية وغيرها”.

وأعطى بودن، بالمناسبة، إشارة انطلاق أشغال تهيئة 3 كلم من الطرقات، داخل المنطقة البلدية بسيدي علوان تضم 14 نهجا، من شأنها أن “تفك العزلة عن عدد هام من المتساكنين” وفق تعبيره، وبين أن “كلفة هذا المشروع، الذي ينجز بالشراكة مع وزارة التجهيز، تناهز 1 مليون دينار، فيما تشمل الأشغال إعادة تعبيد الطرقات المذكورة، ومد شبكة التنوير العمومي وبناء الأرصفة”.

وذكر أنه “تم اختيار سيدي علوان، إلى جانب بلدتين أخريين، كموضوع تدخل من قبل الولاية للنهوض ببنيتها الأساسية”، واعطى بالمناسبة إشارة انطلاق دورة تكوينية، تؤمنها الجمعية التنموية بسيدي علوان، لفائدة 17 فلاحا بالجهة في مجال تربية النحل.

وشملت الزيارة المنطقة السقوية “قوناط” والتي تضم وحدة لتحلية المياه تمكن من ري حوالي 559 هكتارا ينتفع بها 76 فلاحا، إلى جانب منطقة سقوية نموذجية تمسح 62 هكتارا، واتخذ الوالي إجراءات تخص انطلاق دراسة لتوفير التنوير العمومي لبعض المناطق، وصيانة عدد من المسالك والطرقات التي تمثل شريان حياة لعدد هام من المتساكنين.

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.