يوسف الشاهد: “هدفنا تجذير التجربة الديمقراطية و إعادة تموقع تونس في خارطة الإستثمار الدولي”

قال رئيس الحكومة، يوسف الشاهد: “إن الرهانات التي تعرفها تونس حاليا هي بالاساس رهانات اقتصادية واجتماعية وإن الهدف المنشود هو تجذير التجربة الديمقراطية التونسية لتأكيد مكانتها صلب نادي الدول الديمقراطية، فضلا عن إعادة التموقع في ضمن خارطة الإستثمار الدولي، نظرا لما تحظى به تونس من ميزات تفاضلية”.

وأضاف الشاهد في حوار تلفزي أجراه في برنامج “الضيف”، على القناة الدولية (تي في 5 موند)، أن “المساعدات التي ترغب تونس في الحصول عليها ليست مجرد أرقام أو مساعدات إقتصادية بل هي “رهان جيواستراتيجي ورهان سياسي، لأن تونس تقوم حاليا بحماية الحدودية الجنوبية لأوروبا”، حسب تعبيره.

وحث رئيس الحكومة، في سياق هذا الحوار، الإتحاد الأوروبي، على مواصلة تقديم العون لتونس، قائلا في هذا الصدد: “لا تشهد الضفة الجنوبية لأوروبا، نمو تجربة ديمقراطية كل سنة. كما أن التجربة الديمقراية التونسية لا تفصلها عن التكتل الأوروبي الموحد، سوى ساعة من الزمن عبر الجو .. هذه التجربة الديمقراطية حصلت هنا في تونس ويجب منحها كل شروط الإستمرار و الديمومة”.

وقال يوسف الشاهد خلال الحوار التلفزي الذي أجري معه بمتحف باردو، “إن عدة دول أوروبية من بينها فرنسا وألمانيا وإيطاليا ساعدت تونس، لكننا في حاجة إلى دعم سياسي ولدينا نحو 500 كيلومتر من الحدود مع ليبيا التي تشهد حاليا حربا لا دخل لنا فيها”.

وبعد أن اعتبر أن تونس هي “البلد الوحيد الذي يواجه التحديات الأمنية والإقتصادية المنجرة عن الأوضاع في ليبيا”، ذكر رئيس الحكومة بأن تونس استقبلت سنة 2011 حوالي 5ر1 مليون لاجئ كانوا فروا آنذاك من ويلات الحرب التي اندلعت هناك” أي في ليبيا.

وفي جانب آخر من حديثه، عدد رئيس الحكومة أهم الإصلاحات المستعجلة خلال سنة 2017 وقال إنها “إصلاحات تتعلق بمنظومات الصناديق الإجتماعية وبالوظيفة العمومية وبتمويل الإقتصاد، بالإضافة إلى إعادة هيكلة المؤسسات العمومية”، مؤكدا أن “تلك الإصلاحات ستسمح بإعطاء دفع للنمو الإقتصادي”.

وفي رده على سؤال حول التحديات الأمنية الراهنة، ذكر الشاهد أن “الإرهابيين الذي استهدفوا متحف باردو، قبل نحو عامين، (18 مارس 2015)، كانوا يعتزمون استهداف التجربة الديمقراطية الناشئة التي لا تتماشي وقناعاتهم”، مبرزا في هذا الإطار ما تبذله تونس من جهود كبيرة في سبيل تأمين البلاد، “وهو ما أتاح عودة السياح الأجانب وما دفع بعديد الدول الأوروبية، إلى رفع التحذيرات بعدم السفر ودعوة رعاياها إلى زيارة تونس مجددا”.

وبخصوص التعامل مع التونسيين العائدين من بؤر التوتر، أوضح رئيس الحكومة أن “هذه العودة تمثل مستوى آخر من الخطر الذي يستهدف تونس، شأنها في ذلك شأن بعض الدول الأوروبية، قائلا في سياق متصل “لدينا الإطار التشريعي والقانوني الكافي للتعاطي مع عودة هؤلاء”.

من جهة أخرى أكد يوسف الشاهد في هذا الحوار الذي أجرته معه قناة “تي في 5 موند” ليلة السبت وأعادت بثه اليوم الأحد، أن “حكومة الوحدة الوطنية ستراهن خلال السنوات الثلاث المقبلة على ظهور طبقة سياسية اقتصادية شابة. كما أنها تراهن على مصالحة الشباب التونسي مع الشأن السياسي، فضلا عن تحقيق نتائج إيجابية على الصعيدين الإجتماعي و الإقتصادي”.

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.