بعد تصريحات فريد الباجي المثيرة للجدل: القيادي بحركة النهضة عبد اللطيف المكي يرد

ردّ القيادي بالنهضة عبد اللطيف المكي على تصريحات القيادي بحركة نداء تونس فريد الباجي بتدوينة على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فايسبوك وهذا نصها:

“شوه الجبة والعمامة وقال كذبا أو خان أمانة المجالس

بالأمس روى الباجي عن الباجي كلاما شاهده الجميع مصورا ومنطوقا باستغراب كبير كاستغراب من رأى غرابا أبيضا. قولا يقوله صاحبه وهو مزهو جدا بما يكشف عن قبح مخزونه النفسي الإقصائي والكره الذي يدشن به حياته السياسية الرسمية ويكذب كل ما كان يدعيه سابقا في وسائل الإعلام من أنه محايد ولا يشتغل بالسياسة اذ بحكم ما قاله (قلت لسي الباجي أنا ما نحبش حزب النهضة ينجح ونحبو يذوب) لأن كلامه كان سابقا لانتمائه للنداء وليس لاحقا. أما تبجحه بأنه يرفض السيناريو المصري فليعلم أن ذلك ليس بفضله ولا بفضل أمثاله بل بفضل الله ثم الشعب التونسي ومؤسساته وثوابته وأن وجود النهضة هو بفضل تضحيات أبنائها واحتضان الشعب التونسي واستحقاقات ثورته.. وبغض الطرف عن صحة نسبة الكلام الى صاحبه فإن مضمونه غير أخلاقي إذ ما هكذا يعامل الشركاء وما هكذا تبنى الثقة وما هكذا نجمع الوطن والمجتمع وقت الشدة التي نمر بها وهذا عكس نوايا قيادة حركة النهضة التي دخلت هذا التحالف بنية صادقة لإنجاحه وقدمت له ما تستطيع من جهود وفرص وتنازلات تسببت في جدل حاد داخلها مما جعل النهضة (لا تحكم في شئ ) كما زلط الباجي اليوم في برنامج اذاعة شمس آف آم مع الإعلامي شاكر بسباس
والفرق في النوايا هو الفرق بين اخلاق الديمقراطي وغير الديمقراطي ..
بين الحريص على بناء وحدة البلاد وتماسكها وبين من لا يهمه سيلان دم عشرين ألف من التونسيين لتسقط الترويكا..
بين من يستغل مساحات الإتفاق وان ضاقت ليضيق مساحات الإختلاف وبين من يختلق الشقاق
وإن كان الحديث صحيحا فهي الطامة الكبرى ويقتضي من الباجي المنقول عنه الحديث التوضيح للمجموعة الوطنية لأن أذى مضمون الحديث طال الشعب بأكمله ويجعله لا يثق بشئ كما يقتضي معاقبة الباجي الثاني بطرده من الحزب لأن المجالس بأماناتها وهو يعرف هذه القاعدة الأخلاقية جيدا باعتباره محترفا للتدريس الديني ولا يفسر سلوكه هذا الا احتمال واحد كونه مدسوسا في النداء ليفضحه من الداخل تحت غطاء التعصب والدفاع عن النداء لصالح جهة أخرى تتقاسم مع النداء القواعد أو الشعارات والا بماذا نفسر انتمائه المفاجئ للنداء وهو الذي كان يقسم أنه لن يمارس السياسة باعتبارها نجاسة ورغم أنه فسر ذلك بأنه أراد بانضمامه للنداء الإنقاص من النجاسة فإنه بفعلته هذه زاد من النجاسة وشوه العمامة والجبة كما لم يشوهها أحد
و إن كان حديثه مكذوبا فهي سقطة أخلاقية مدوية تقتضي أولا عدم تصديقه أبدا في أي حديث يقوله مستقبلا فمن يكذب مرة يكذب مرات كما يقتضي طرده من حزب النداء لكي لا يتحمل مسؤولية كذبه حاليا ومستقبلا. إلا أن كذبه هذا ليس له دلالة أخلاقية فقط بل له دلالة سياسية من حيث فضح ما يتمناه أمثال الباجي الناقل وأمثاله من مثل من صفق له وهو يكذب وهي أماني استئصالية لا تليق بالديمقراطية ولم تجن منها البلاد الا الويلات سابقا
ورغم أن الإعلامي شاكر بسباس وفر له فرصة التدارك اليوم في برنامجه على إذاعة شمس آف آم وكان بإمكانه الإعتراف بالكذب والإعتذار أو تأكيد الكلام والإعتذار عن عدم احترام أمانة المجالس فقد انطلق في التشقلب والتبلحيط ورغم أن السيد شاكر بسباس كان يمده بالأسئلة حتى يتدارك ولكنه لم يغتنمها وكان كأنه يلقي أمامه بقشور الموز فقد كان “يكب ويتقعد” ومرة ينزلع منه مرفق ومرة تدمى له ركبة ومرة ينصطع جبينه في جذع و”عرقو شرتلا” ولم يقنع بشئ بل زاد في التزليط بقوله (ان النهضة احتويناها وهي لا تحكم في شئ) فمن دبر على النداء هذه ال”دبارة” دبارة انتداب الباجي؟ فعلى الأقل تركوه في التجربة قليلا بدل الإستعمال الفوري أم هو الذي استعجل لتتم مهمته سريعا فالحاصل من كان له قيادي مثل الباجي الناقل لا يحتاج الى أعداء والأفضل للنداء إرجاعه لأن فيه عيب صناعي “défaut de construction” قبل انتهاء الضمان أي القارانتي وما دام العقد ما زال CDD لعل أمثاله الذين أفقدوا النضال السياسي نبله يرحلون من جرحنا حتى يندمل
البلاد في حاجة للصادقين والمخلصين والشرفاء الذين يتحالفون بوفاء ويختلفون بشرف ولينجلي أمثال هؤلاء عن حياتنا السياسية.
أما النهضة فعليها الإصغاء لناخبيها وناصحيها جيدا والثبات على الطريق فلها الكثير من الأصدقاء لأنها حركة كبيرة بتاريخها وأبنائها وأنصارها كبيرة بأخلاقها وكبيرة بالأمل الذي يحرسه الشعب وكبيرة بتجردها لقضايا الوطن”.

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.