الطبوبي يعتبر ان “النخب السياسية تمثل السبب في تراجع الثّقة تجاه العملية الانتخابية وتجاه السياسيين”

قال الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي اليوم الاثنين إن “النخب السياسية وتحديدا بعض الأحزاب تمثل السبب في عزوف الشباب عن الانخراط في الحياة العامّة وفي تراجع الثّقة تجاه العملية الانتخابية وتجاه السياسة والسياسيين”، معتبرا انه “أمر يؤلم ويسيء إلى الحياة السياسية التي يأمل الجميع أن تكون ناضجة ومتكاملة و سليمة”.

وشدد الطبوبي في كلمة ألقاها أمام جمع غفير من الشغالين بمناسبة إحياء الذكرى الخامسة والستين لاغتيال الزعيم النقابي فرحات حشاد (5 ديسمبر 1952)، أن اغلب النخب لم تعتبر بما نالته تجربة الحوار الوطني من استحسان وطني ودولي تجلّى كأبهى ما يكون في إنقاذ تونس من الاقْتِتَالْ ثمّ في تسلّم الرباعي الراعي للحوار الوطني ومن خلاله المجتمع المدني وكلّ التونسيّات والتونسيّين لجائزة نوبل للسلام سنة 2015

وتابع قائلا “ها هو مسارنا الديمقراطي يشهد تعثرات بسبب التجاذبات التي تشهدها بعض الهيئات الدستورية إضافة إلى استمرار غياب بعضها”، مضيفا ان “التّكالب على الحكم أعمى بصائر الكثيرين وتناسوا أنّهم مؤتَمنون على أهداف الثورة التي صُبغت من دم محمد البوعزيزي ومئات شهداء الثورة وجرحاها ومن دم شكري بلعيد ومحمد البراهمي ولطفي نقض وعشرات الأمنيين والعسكريين”.

وأردف الطبوبي أن التونسيين اعتقدوا أنهم نجحوا لفترة في إحلال الحوار أسلوبا للتّعامل ونهجا لصياغة التوافقات بعيدا عن الحسابات الحزبية أو الفئوية الضيقة، مشيرا في المقابل الى انه “وبعد سبع سنوات ما زلنا إلى اليوم مشدودين إلى التجاذبات والمهاترات العقيمة والبعيدة كلّ البعد عن الانشغالات الحقيقية لعموم أفراد الشعب، بل لقد أصبح التوافق عند البعض إمّا وسيلة للتندّر أو أسلوبا للمناورة”، وفق قوله.

وجدد الأمين للمنظمة الشغيلة عدم تمسك اتحاد الشغل بالحكم، مؤكدا ان ذلك لن يثنيه عن الاهتمام والتدخّل في الشأن السياسي لانه أمر يعني الشغالين والنقابيين كمنتجين يتأثّرون بقراراته وتوجُّهاته، وفق تصوره.

وأشار في كلمته التي قوطعت عديد المرات من طرف الشغالين والنقابيين بالهتاف باسم الاتحاد كأكبر قوة في البلاد وتحت هطول الأمطار، إلى أن المركزية النقابية سوف تستميت في الدّفاع عن حقوقها النقابيّة واستقلالية قرارها بالإضافة إلى مواصلة الدفاع عن الدستور وعن واجب احترامه والتقيّد بمقتضياته، والتصدي لكل محاولات الالتفاف عليه من أيّ كان وتحت أيّ عنوان كان.

كما جدد دعم اتحاد الشغل ومساندته لكلّ المساعي الصادقة التي تعمل على مقاومة الفساد والوقوف أمام كلّ محاولات توظيف هذه المساعي لغايات انتقامية أو لتحويلها إلى مجرّد تصفيات حسابات مع الخصوم، مبرزا في هذا الإطار ارادة الاتحاد في أن تكون مقاومة الفساد حربا شاملة على الفساد والفاسدين وسياسة ثابتة حتّى يستعيد القانون سلطانه وتسترجع قيم المساواة والإنصاف والعدل معانيها الحقيقية.

ولدى تطرقه إلى موضوع الإرهاب ابرز نور الدين الطبوبي أن اتحاد الشغل سيواصل دعمه للجهود المبذولة لمقاومة الإرهاب وأباطرة التهريب التي ما انفكّت تبثّ الفوضى وتتحكّم في مسالك التوزيع وترتهن قُوتَ المواطنين من اجل استئصال هذين الورمين الخبيثين من جسم تونس.

ولم يتغافل الأمين العام للمنظمة الشغيلة من جانب أخر عن التعهد بالدفاع عن المدرسة العمومية وعن المستشفى العمومي وعن النقل العمومي وسنكون إلى جانب كلّ منْ يعمل على تعهّد هذه المرافق بالإصلاح والتأهيل.

وانطلقت اثر كلمة الامين العام للاتحاد، مسيرة نقابية من مقر المنظمة ببطحاء محمد علي الحامي في اتجاه ضريح الزعيم النقابي الوطني فرحات حشاد بالقصبة، يتقدمها الأمين العلام للاتحاد ونجل فرحات حشاد، نور الدين حشاد وأعضاء المكتب التنفيذي للاتحاد وكل من الأمينين العامين السابقين عبد السلام جراء وحسين العباسي.

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.