أبرز اهتمامات الصحف التونسية ليوم الخميس 22 مارس

“في نص كتبه أكثر من 60 مؤرخا تونسيا .. رئيسة هيئة الحقيقة والكرامة وسياسة التضليل والتلاعب بالوثائق التاريخية” و”ارتفاع الاسعار والتحصيل الحاصل” ومدينة الثقافة … واستمرارية الدولة” و”في خطاب عيد الاستقلال أول أمس .. رئيس الجمهورية يضع خارطة طريق للفترة القادمة” و”لتكن أفكار مدينة الثقافة أعلى من أسوارها .. من أجل مدينة منورة”، مثلت أبرز العناوين التي تصدرت الصفحات الاولى للجرائد التونسية الصادرة اليوم الخميس.

انفردت جريدة (المغرب) في عددها اليوم، بنشر رد عدد من المؤرخين التونسيين على رئيسة هيئة الحقيقة والكرامة سهام بن سدرين التي استمرت في التشديد على ضرورة اعادة كتابة التاريخ لادراج ما تكشفه هيئتها من معطيات أهمها “الاتفاقيات” مع فرنسا لاستغلال الثروات الطبيعية مؤكدين أنهم لا يريدون الذخول في سجال مع رئيسة الهيئة لكنهم يرون من الواجب احاطة الرأي العام علما بجملة من الملاحظات “المهمة” خاصة وأن المشهد العام في البلاد اليوم يموج بالانفعالات والدعايات وتصفية الحسابات السياسية في أغفق الاستحقاقات الانتخابية القادمة بهدف المساهمة “بكل تواضع وتجرد” في نقل الغامض من بعض القضايا الحساسة الى مدار الوضوح.

ولاحظت (الصباح) في ورقة خاصة، أنه في خضم الصراعات السياسية والجدل القائم حول التحوير الوزاري وانكباب الاحزاب على اعداد العدة للانتخابات البلدية المرتقبة يدفع المواطن ضريبة تلهي مسؤولي الدولة عنه حيث يلفحه لهيب الاسعار ويحمله مكرها على التنازل عن عديد المواد التي من شأنها أن توفر له ولابنائه وجبة متوازنة وهو ما يهدده بسوء التغذية وما يصاحبها من أمراض.
وأضافت أن الاستقرار السياسي يؤدي الى أسعار معتدلة وأيضا الى ارتفاع تدريجي فيها مبرزة أن الاسعار هي المحك الرئيسي الذي يحدد به المواطن مدى رضاه عن أداء الحكومة خصوصا بعدما انعشت الثورة آمال وطموحات المواطنين في تحسين أحوالهم المعيشية وتحقيق العدالة الاجتماعية، لكن مع وجود الازمات كما هو الحال في بلادنا أصبحت أثمان السواد الاعظم من المواد الاساسية تمارس رياضة القفز العالي وبات التجار يتحكمون في الاسعار مستغلين انشغال المسؤولين بحل الازمة السياسية وممعنين في تجويع الطبقات الشعبية والفقيرة بشكل خاص، وفق ما ورد بالصحيفة.

واعتبرت (الشروق) في مقالها الافتتاحي، أن مدينة الثقافة، بعد اكتمالها، تؤكد استمرارية الدولة التونسية التي تبقى فوق الرؤساء والوزراء والاحزاب فما يبقى هو نتاج العبقرية التونسية بغض النظر عن الرئيس أو الحزب الحاكم مبرزة أنه هذا هو الدرس الذي تقدمه تونس من خلال هذا المشروع الاستثنائي في تاريخها كما تقدم تونس درسا آخر للعالم جوهره الانتصار للثقافة والتنوير في مواجهة نزعات التطرف والقتل ومحاولات تجفيف منابع الحداثة والفكر الاصلاحي.
وأبرزت أن مدينة الثقافة هي تجسيد حي لروح تونس الخالدة التي لن تموت مهما تراجع دورها في حوض المتوسط فقدرها أن تفتح نوافذ للمستقبل في محيط عربي غارق في الدماء والقنابل على الرغم من مقدراتها الاقتصادية المحدودة مشيرة الى أن هذا هو الدور الذي منحته الجغرافيا لتونس وهذا هو نهر التاريخ التونسي الذي لم يتوقف عن نشر أنوار الحداثة والاصلاح، وفق تقدير الصحيفة.

ورأت، ذات الصحيفة، في مقال آخر، أن خطاب الباجي قائد السبسي بمناسبة عيد الاستقلال أكد أن رئيس الجمهورية هو الفاعل السياسي الاول في تحديد البوصلة الوطنية وتوجهاتها المستقبلية مشيرة الى أنه حاول من خلال المضامين التي قدمها ازالة المطبات العديدة في المسار الانتقالي بداية بالتأكيد على قيم الوحدة والتشاركية مرورا بتعديل القوانين المعطلة وصولا الى حسم الجدل في العديد من القضايا الوطنية المطروحة.
وأشارت الى أن المتابعين للشان السياسي يرون أن رئيس الجمهورية قد أزال العديد من “الالغام” في مسار الانتقال الديمقراطي فعلاوة على وضع الاصبع على داء القانون الانتخابي فانه وضع حدا للاشاعات الرائجة بخصوص امكانية تقديم الانتخابات الرئاسية على التشريعية أو تأجيلهما من خلال تثبيته لموعد الانتخابات وانهاء التجاذبات من حولها.

وسلطت (الصحافة) في مقال بصفحتها الثالثة، الضوء على افتتاح مدينة الثقافة معتبرة أن مدينة الثقافة في حاجة الى رؤى وتصورات جديدة ومختلفة وهي في حاجة الى خيال شاسع حر ومختلف أيضا للقطع مع النمطي والمتكرر حتى تكون بالفعل فضاء شاسعا للتنوع والاختلاف والجدل وفضاء منتجا للافكار والابداع من أجل تأصيل كيان ثقافي حر ومتحرر مرجعه في ذلك الهوية التونسية التي نهلت مبكرا من أطروحات العقل التنويري كما نظر له رواد الحداثة، حسب ما جاء بالصحيفة.

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.