أبرز اهتمامات الصحف التونسية ليوم السبت 05 ماي 2018

“حج الغريبة ونموذج التعايش التونسي” و”العزوف عن التصويت .. هو الاختيار (اللاختيار) الاسوأ” و”غدا … الحسم” و”موعد آخر مع التاريخ” و”ما أحوجنا الى ميثاق تونس.. “، مثلت أبرز العناوين التي تصدرت الصفحات الاولى للجرائد التونسية الصادرة اليوم السبت.

اعتبرت جريدة (الصحافة) في مقال بصفحتها الثالثة، أن توافد عدد كبير وغير مسبوق منذ 2011 على تونس من اليهود القادمين من مختلف أصقاع الدنيا لاداء طقوسهم الدينية ووسط اجراءات أمنية مشددة، كما تؤكد الارقام الرسمية، يحيل على أن تونس بدأت تستعيد عافيتها تدريجيا كما أنه مؤشر ايجابي يحيلنا كذلك على أن صورة بلادنا في الخارج التي شابتها شوائب كثيرة خاصة مع وسم بعض أبنائها بالارهاب بعد أن ثبت انخراط بعض التونسيين في عمليات ارهابية وتنامي عدد الحاملين للجنسية التونسية المقاتلين في بؤر التوتر وهو ما جعل الكثيرين ينظرون بعين التوجس والحذر الى بلادنا ويصنفها ضمن الجهات غير الامنة خاصة بعد أن وقعت على أرضها عديد الهجمات الارهابية سواء تلك التي استهدفت السياح أو القوات الحاملة للسلاح التونسية والمدنيين.
وأضافت أن حج الغريبة هذه السنة جاء بمثابة قطيعة مع السنوات الماضية ليؤكد أن تونس وجهة سياحية امنة أولا وهي بلد امن وأهلها منفتحون ويدرأ عنا وصمة الارهاب التي لحقت بنا مبرزة أن هذا الحدث جاء أيضا ليعيد الى الاذهان صورة تونس كبلد نموذجي للتعايش بين الاديان والحضارات وهو بلد الحوار والانفتاح والتثاقف الذي تم منذ مئات السنين ويتأكد اليوم، وفق ما ورد بالصحيفة.

وسلطت (الصباح) في ورقة خاصة، الضوء على “ميثاق تونس” المنبثق عن أول ندوة دولية في جربة حول حوار الحضارات والاديان لمجابهة التطرف والارهاب بمشاركة ضيوف تونس من أتباع الديانة اليهودية من مختلف أنحاء العالم معتبرة أنها مسألة تستوجب الاستثمار في هذا الحدث وعدم طي الصفحة في انتظار موسم الغريبة القادم.
وأضافت أن الاجواء التي عاشت على وقعها جربة طوال الايام القليلة الماضية تدفع الى مراجعة جدية لصورة تونس ومصداقيتها المهتزة في مختلف الاوساط الاعلامية العالمية نتيجة ما رافقها من انهيار وركود اقتصادي اجتماعي غير مسبوق مبينة أن هذا الكلام يتزامن مع متابعة خلاصة ثلاثة أسابيع من الحملة الانتخابية البلدية وما رافقها من تعسف واستخفاف بتطلعات وأحلام التونسي الذي عاش على وقع تخمة في الوعود يدرك الجميع استحالة تحقيقها طالما ظل الوضع الاقتصادي في البلاد على حاله، وفق تقدير الصحيفة.

ورأت (المغرب) في مقالها الافتتاحي، أن الخطر الوحيد الذي يهدد المسار الانتخابي لاختيار أول مجالس بلدية منتخبة ديمقراطيا في تاريخ البلاد هو احتمال عزوف مرتفع للتونسيات والتونسيين عن التصويت مما يدعو الى التجند الى الاقصى لان العزوف عن التصويت هو افة الديمقراطية الكبرى مبرزة أن التصويت يومخ غد الاحد ليس عملية شكلية بل هو لبنة أساسية في بناء تونس الديمقراطية المزدهرة وبقدر حجم التصويت يكون حجم البناء.
وأضافت أن الديمقراطية لا تنتصر ولا تؤدي الى الرخاء المشترك والحكم الرشيد الا متى دافع عنها جل المواطنين بالغالي والنفيس وصبروا وصابروا عليها حتى لا يقوم بأعباء التسيير الا من هو أهل لذلك فتتم غربلة الطبقة السياسية بين انتخابات وأخرى ويتم تجديد دمائها بتجديد القيادات والمناهج والافكار ووسائل العمل مشيرة الى أن كل هذا لا ينجز الا في بيئة ديمقراطية وفي ظل التداول السلمي على السلطة وفي مناخ من الحريات الفعلية والتعددية الواسعة حتى نضمن يقظة مواطنية عامة تترجمها وسائل الاعلام وجمعيات المجتمع المدني، حسب ما جاء بالصحيفة.

وفي سياق متصل أشارت صحيفة (الشروق) في افتتاحيتها اليوم، أنه على المجالس البلدية أن تدرك أن التونسيين عانوا طيلة السنوات الماضية من الفوضى وتجاوز القانون والمحسوبية والرشوة وأن عليها التصدى لكل ذلك والا فان مآلها سيكون الفشل الامر الذي يعني احباطا جديدا للتونسيين الذين انتظروا طويلا تغييرا في حياتهم وفي واقعهم لكن ذلك لم يتحقق.
وأكدت على ضرورة أن يكون الاقبال على مكاتب الاقتراع غدا في مستوى الانتظارات والتطلعات لان المقاطعة ستزيد من تدهور واقعنا ومن خيبة الامل التي عاشها التونسيون بعد المواعيد الانتخابية السابقة مبينة أنه لا أحد من مصلحته مقاطعة الانتخابات وأن يوم غد سيكون في كل الحالات يوما مشهودا في حياة التونسيين الذين سينتخبون وسيتوجهون الى مكاتب الاقتراع أو الذين قرروا البقاء في بيوتهم ومقاطعة الانتخابات.

ودعت، ذات الصحيفة، في مقال اخر جميع التونسيين الى تأكيد جدارتهم بانجاح مسار انتقالي واع وحكيم نقل تونس من واقع التسلط والاستبداد الى واقع ثان مغاير مفتوح على الحرية والديمقراطية والتعددية، واقع ثان يشهد مراكمة مكاسب فعلية قطعت مع احتكار السلطة أو وصولها بطرق لا تعكس الارادة الشعبية وتؤمن نهائيا تداولا سلميا على السلطة وهو الضمانة لتفادي النزاعات العنيفة أو الحروب الاهلية وأيضا مسارات الاستبداد أو الانقلابات.

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.