أبرز اهتمامات الصحف التونسية ليوم السبت 02 جوان

“بعد هجومه المدوي على حافظ قائد السبسي .. هل أنقذ يوسف الشاهد رأسه؟” و”بعد استعادته لدور الحكم .. كيف سيتحرك رئيس الجمهورية ؟” و”التاريخ لا يرحم” و”حتى لا يقع السقف على الجميع .. لا مناص من العودة لاستكمال قرطاج2″ و”المعركة الاعلامية أم المعارك…”، مثلت أبرز العناوين التي تصدرت الصفحات الاولى للجرائد التونسية الصادرة اليوم السبت.

اعتبرت جريدة (المغرب) في افتتاحيتها اليوم، أن الاشكال أمام حكومة يوسف الشاهد مضاعف حيث أصبحت مضطرة للتحرك السريع دون احداث أزمة اجتماعية خانقة مع شريك اجتماعي طالب ومازال يطالب برحيلها متهما اياها بالفشل الذريع في ادارة شأن البلاد من جهة ومن جهة أخرى ضرورة مصادقة البرلمان على بعض هذه الاصلاحات أي مصادقة كتلة نداء تونس والتي لم تعبر الى اليوم عن فك ارتباطها مع المدير التنفيذي للحزب حافظ قائد السبسي أي حيثما تحرك يوسف الشاهد فسيجد أمامه بالضرورة نور الدين الطبوبي في الواجهة الاجتماعية وحافظ قائد السبسي داخل النداء وفي البرلمان.
وأضافت أن الزمن محسوب لصاحب القصبة اذ ينبغي له تحقيق شئ يذكر خلال الايام القليلة القادمة والا سيقول كل خضومه بأنه يشتغل فقط على أجندا سياسية شخصية وأن الاصلاحات الموعودة منذ أكثر من سنة هي من قبيل ترصيف الكلمات لا غير.
وأشارت الى أن الشاهد وعد في خطابه الاخير باجراء تعديل حكومي هام وهنا فقد التزم أيضا بأمر سيكون تحقيقه السريع محفوفا بالمخاطر متسائلة هل يستطيع رئيس الحكومة اقالة أحد وزراء النهضة والحال أن الحركة الاسلامية هي من أنقذ رأسه في وثيقة قراطج 2؟ وهل بامكانه التقليص من حجم النداء في حكومته ثم يطالب كتلة حزبه بتزكية اختياره؟ وهل يستطيع الشاهد بعد كل ما حصل خلال هذه الاسابيع الاخيرة أن يجري تحويرا وزاريا لا يقدم فيه بعض التنازلات لحزبه من صنف التخلي عن أسماء تلعن صباحا مساء في البحيرة (المقر المركزي لنداء تونس)؟”.

وأثارت (الشروق) من جهتها في مقال بصفحتها الرابعة، استفهاما جوهريا حول التحركات المنتظرة لرئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي بعد أن عادت الامور اليه مرة أخرى ليصبح القول والفصل بيده وبعد أن التقى سرا برئيس حركة النهضة راشد الغنوشي مشيرة الى أنه بمجرد عودة السبسي من باريس وجد أن المعطيات تغيرت حيث قدم له خطاب رئيس الحكومة فرصة جديدة للعودة الى طاولة الحوار مع مختلف الاطراف التي أصبحت مقتنعة بأن الاوضاع لا يمكن أن تتواصل على ما هي عليه بعد تعليق العمل بالوثيقة وعبرت أغلبها عن استعدادها للعودة من جديد في أقرب وقت.

وفي سياق متصل، اعتبرت جريدة (الصحافة) في ورقة خاصة أن الواضح اليوم أن رئيس الجمهورية لا يزال ممسكا بخيوط اللعبة خاصة وانه عقب لقائه برئيس حركة النهضة راشد الغنوشي سارعت الحركة في بيان لها للتعبير عن عن حرصها على أن يتم استئناف الحوار على نحو أو آخر في أقرب الاجال بين مختلف الاطراف السياسية والاجتماعية المشاركة في وثيقة قرطاج 2 بما يطمئن التونسيين حول جدية الاصلاحات المزمع القيام بها ويضمن لها كل شروط النجاح وهو ما يؤكد أن عودة المسار محكوم بمصير ما ستفرزه النقاشات بين مختلف الاطراف الممضية على الوثيقة، حسب ما جاء بالصحيفة.

ورأت ذات الصحيفة، في مقالها الافتتاحي، أن اللحظة التاريخية التي تمر بها تونس تتطلب أن تقود القوى الديمقراطية جهودا باتجاه اعادة رسم خارطة سياسية تضمن مدنية الدولة وتمهد الطريق نحو تقليد سياسي بشأن التداول السلمي على السلطة معتبرة أنها نقطة مهمة لان المسار الديمقراطي التونسي مازال مسارا ناشئا ومتعثرا وما الازمة التي تمر بها البلاد اليوم الا مؤشرا قويا على أن مسألة التداول لم تتوصل بعد الى تركيز الاليات الكفيلة بتأمينها.
وأضافت أن التاريخ لا يرحم والاوضاع الداخلية لا ترحم وأوضاع المنطقة لا تشفق، وما على الطبقة السياسية سوى أن تستفيق من غفوتها التي طالت وتقتنع بأن المخرج الوحيد للازمة على المدى المتوسط على الاقل لا يتمثل في التوافقات ولا في التحالفات وانما في نسج أرضية فكرية وسياسية مشتركة بين القوى السياسية الديمقراطية والقوى المدنية بما من شأنه أن يقود الى توازن سياسي حقيقي لا يحفظ فقط التجربة الديمقراطية وانما يكون حزاما فكريا سياسيا لمدنية الدولة وسلمية التداول على السلطة، وفق ما ورد بالصحيفة.

أما جريدة (الصباح) فقد سلطت في افتتاحيتها اليوم الضوء على اللقاء الذي جمع خلال الاسبوع الجاري رئيس الحكومة، يوسف الشاهد، بنقيب الصحفيين ناجي البغوري واعاد الى سطح الاحداث الاهتمام بالمشهد الاعلامي المتردي وهو اهتمام وجب الاعتراف بـأنه تأخر أكثر مما ينبغي وان معركة اصلاح القطاع المؤجلة لم تعد تقبل التبريرات مشيرة الى أن الابتسامات المرتسمة على الوجوه لم تنجح في اخفاء قتامة المشهد وتراجع القطاع الذي ظل يكابد بين الاستخفاف والتهميش وغياب الرؤية الواضحة وشح التمويلات الى جانب غياب الارادة الصادقة للتقييم ومواكبة التطورات وتحقيق الاهداف المرتبطة بكل اعلام يتطلع الى أن يحظى بلقب صاحبة الجلالة.
وأضافت أن اصلاح الاعلام يعد أولوية بل لعله أم المعارك التي بدونها لا يمكن للمشهد السياسي والاجتماعي والثقافي الراهن في البلاد أن يعيد تحديد البوصلة نحو الافضل وهي ثقافة وعقلية وممارسة يومية لا تتحقق بالشعارات الزائفة والمشاريع المسقطة، وفق تقدير الصحيفة.

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.