الشاهد يفتتح الدورة 52 لمعرض صفاقس الدولي ويؤكد التزام الحكومة بتنفيذ كل المشاريع التي تعهدت بها بما فيها مشروع تفكيك الوحدات الملوثة لمصنع السياب


أكد رئيس الحكومة، يوسف الشاهد، مساء اليوم الثلاثاء، لدى افتتاحه الدورة 52 لمعرض صفاقس الدولي والتي تتواصل فعالياتها إلى غاية 10 جويلية القادم، “إلتزام الحكومة بتنفيذ كل المشاريع التي تعهدت بها، بما فيها مشروع تفكيك الوحدات الملوثة لمصنع (السياب)”، موضحا أن ما شهدته بعض المشاريع من تعطيل أو تأخير، “ناتج عن تعطل الدراسات أو افتقاد بعض التمويلات ولا تمس من جوهر الإلتزام بتنفيذها”.

وبيّن الشاهد في تصريح أدلى به إلى وسائل الإعلام، بالقاعة الشرفية للمعرض، إثر نهاية مراسم الإفتتاح، أن “مختلف القرارات التي تم اتخاذها لفائدة جهة صفاقس، في زيارته لها يومي 20 و21 أفريل 2017 والمقدّر عددها بأكثر من 60 قرارا، سيتم نشر تقرير عن تقدّمها خلال هذا الأسبوع، ثم متابعة نشره بشكل دوري كل ثلاثة أشهر، في كنف الشفافية وحتى يكون المجتمع المدني على بينة من تقدم هذه المشاريع ويكون قوة ضغط على الحكومة في حال تعطلها”، وفق تعبيره.

وقال موضحا بشأن ملف “السياب” الذي ما يزال يثير جدلا واسعا في صفاقس: “هذا الموضوع هام ويمثل أحد أبرز مشاغل أهالي صفاقس والمجتمع المدني ونحن لا نتهرّب منه”. وأفاد بأنه بعد “تفكيك المدخنتين، بشكل جزئي، في جويلية 2017 وبعض المنشآت الأخرى، تم منذ بضعة أيام، الإعلان عن طلب عروض إسناد صفقة تفكيك وحدات الحامض الكبريتي والحامض الفسفوري إلى مكتب دراسات مختص”.

ولفت إلى أن عملية تفكيك الوحدات الملوثة تعد “عملية صعبة ومعقدة وتتم وفق دراسات”، مضيفا أنه تم تلقي عروض دراسات لتهيئة كوم الفوسفوجيبس، ملاحظا أنه سيتم عرض رزنامة تفصيلية لعملية التفكيك خلال اجتماع سيعقد بمقر ولاية صفاقس، يوم الخميس القادم، تحت إشراف وزير الطاقة والمناجم وبمشاركة كل الهياكل العمومية المعنية على المستوى الجهوي والمركزي ومكونات المجتمع المدني.

وبخصوص المدينة الرياضية بصفاقس، أعلن رئيس الحكومة عن إضافة مكونات ترفيهية للمكونات الرياضية للمشروع، بما استوجب رفع قيمة الإعتمادات المرصودة من 200 مليون دينار إلى 350 مليون دينار. علما وأنه تم تخصيص عقار ب 58 هكتارا للمشروع وتمت عملية تغيير صبغة الأرض من فلاحية إلى صبغة تتلاءم مع مكونات المشروع.

وأكد يوسف الشاهد في هذا الصدد أنه “تم تصنيف المشروع من ضمن المشاريع التي تم اختيارها للإعلان عنها في الندوة الدولية الخاصة بمشاريع الشراكة بين القطاعين العام والخاص والتي ستلتئم في تونس في 18 سبتمبر 2018″، مشيرا إلى وجود لجنة قيادة وطنية تتابع تنفيذ هذا المشروع.

وأعلن عن إعطائه الإذن لوزير النقل، لتوخي مزيد المرونة في منح تراخيص لرحلات غير منتظمة، من وإلى مطار صفاقس طينة الدولي، بما سيسمح بتعزيز الحركة الإقتصادية في الجهة وتنشيط المطار في الفترة القادمة.

ومن جهة أخرى أشار رئيس الحكومة إلى تقدم مشروع ميترو صفاقس الذي يتم تنفيذه وفق الآجال، على أن ينطلق إنجازه في سنة 2020، بعد أن انطلقت الدراسات، مبينا أهمية هذا المشروع الذي خصص لقسطه الأول ما قيمته 700 مليون دينار. وتابع قائلا: “إن عديد مشاريع البنية الأساسية متقدمة وتحظى بمتابعة لصيقة، على غرار مشروع ميناء سيدي يوسف بقرقنة والذي ينتظر أن تتهي أشغاله قبل موفى 2019 وكذلك عديد المشاريع الأخرى، مثل الممرات العلوية على الطريق الحزامية المعروفة ب(حزام بورقيبة) والمدخل الشمالي الجنوبي الذي ينتظر انطلاقه في أوت 2018.

وأعلن عن تركيز جهاز “الباتسكان” (تقنية تصوير في الطب النووي) بالمستشفى الجامعي الحبيب بورقيبة في شهر سبتمبر 2018، واصفا هذه العملية بالسابقة في المؤسسات الإستشفائية العمومية في تونس.

وأفاد بأن “الإشكاليات المتعلقة بتحويل بعض الاعتمادات الضرورية لمشروع المكتبة الرقمية وتهيئة شط القراقنة تم رفعها وتم تحويل هذه الإعتمادات في الفترة الأخيرة”.

على صعيد آخر وفي علاقة بتظاهرة معرض صفاقس الدولي الذي يعد من أعرق التظاهرات الإقتصادية في تونس، أعلن رئيس الحكومة عن اتخاذه إجراء تعزيز الصبغة الدولية لهذا المعرض وباقي الصالونات المختصة في صفاقس، من خلال تخصيص اعتمادات تقدر ب500 ألف دينار لكل منها والتأسيس لشراكة بين معرض صفاقس الدولي، من جهة، ومركز النهوض بالصادرات والوكالة التونسية للاستثمار الخارجي، من جهة ثانية، وذلك بداية من سنة 2019.

وتنتظم الدورة 52 لمعرض صفاقس الدولي تحت سامي إشراف رئيس الجمهورية وبمشاركة 260 عارضا من تونس ومشاركة دولية واحدة من العراق.

وكان رئيس الحكومة تجول رفقة وزير التجارة وكاتب الدولة للتجارة ووالي صفاقس ورئيس بلدية صفاقس المنتخب وعدد من إطارات الجهة ورجال الأعمال، في أجنحة المعرض التي تضمنت منتوجات مختلفة توزعت على خمس قاعات عرض كبرى وشملت عديد القطاعات، مثل الصناعات التقليدية والخزف التقليدي والملابس الجاهزة والجلود والأحذية والمواد المنزلية ومواد التزويق والمواد الإعلامية والمكتبية والاتصالات والطاقات المتجددة والصناعات الغذائية.

كما خصصت هيئة معرض صفاقس الدولي جناحا لمنتوجات أربع مؤسسات من العراق هي الشركة العامة للمعارض والخدمات التجارية العراقية التاربعة لوزارة التجارة بهذا البلد الشقيق، إضافة إلى مؤسسات مختصة في إنتاج وتعبئة المساحيق الغذائية والمواد الغذائية.

وتتميز هذه الدورة الجديدة للمعرض بتنظيم “يوم دبلوماسي” وذلك يوم 29 جوان 2018، يهدف المنظمون من خلاله إلى تمكين عدد من السفراء المعتمدين بتونس من “الإطلاع بشكل مباشر على ما بلغته المؤسسات التونسية من تطور ومنحهم فرصة للتعرف على مقومات الموروث الوطني والهوية التونسية”.

يذكر أن زيارة يوسف الشاهد إلى صفاقس لافتتاح المعرض، رافقتها عديد الإنتقادات من مكونات المجتمع المدني ونشطاء صفحات التواصل الإجتماعي الذين عبروا عن استيائهم مما يعتبرونه تعطّل المشاريع المقررة لفائدة الجهة من قبل رئيس الحكومة في الزيارات السابقة، ولا سيما زيارة 20 و21 أفريل 2017 والتي كان أعلن فيها عن عديد المشاريع ومنها بالخصوص دفع المشاريع الكبرى المعطلة وعلى رأسها مشروع غلق معمل “السياب”.

كما عبرت تنسيقية البيئة والتنمية بصفاقس والتي تضم 40 جمعية ومنظمة وهيكلا جمعياتيا، تنشط في مجالات بيئية وتنموية مختلفة، في بيان أصدرته في وقت سابق اليوم الثلاثاء، عن “أسفها الشديد” إزاء حذف فقرة الجلسة الإفتتاحية المعتادة والمتضمنة لكلمة رئيس الحكومة وكلمة رئيس جمعية معرض صفاقس الدولي، من برنامج افتتاح هذه التظاهرة السنوية.

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.