ناجي جلول: “تونس تمتلك من الخصائص ما يخول لها أن تكون الشريك المتوسطي للصين في مبادرة الحزام والطريق الصينية” 

قال ناجي جلول المدير العام للمعهد التونسي للدراسات الإستراتيجية ، خلال مشاركته في الاجتماع السابع للمنتدى الصيني الإفريقي لمؤسسات الأبحاث، المنعقد بالعاصمة الصينية بكين يومي 4 و 5 جويلية الجاري، “إن ما تتمتع به تونس من خصائص مميزة يخول لها أن تكون الشريك المتوسطي لمبادرة الحزام والطريق الصينية”.
وأوضح في تصريح اليوم الثلاثاء لوكالة تونس إفريقيا للانباء، أن تونس وإلى جانب موقعها الجغرافي المتميز واستقرارها السياسي، تتوفر على العديد من الخصائص التي تتيح لها أن تكون ورشة عمل صينية، وقاعدة مالية وصناعية دولية في قلب المتوسط، وفي مفترق الطرق بين أوروبا وآسيا والعالم العربي وإفريقيا، في إطار طريق الحرير الجديدة.
وأفاد في هذا الصدد، بأن تونس تحتل المرتبة الأولى في منطقة شمال افريقيا والشرق الأوسط في مجال التجديد والإبتكار، ويتخرج من جامعاتها أفضل الكفاءات في مجال الهندسة منذ عقود، كما أنها تمتلك نظاما بنكيا ممتازا، بما يمكنها أن تكون ورشة للصناعة والتكنولوجيا الصينية المتطورة، وبوابتها للدخول إلى السوق الاوروبية التي تعد أكبر سوق عالمية.
ولفت إلى أن ملف تونس المقدم لمبادرة الحزام والطريق هو من أفضل الملفات، لكن تمريره يحتاج إلى المزيد من العمل الجاد والمستمر، مبينا أن معهد الدراسات الاستراتيجية يعمل على تسليط الضوء على أهمية هذه المبادرة، وعلى التوعية بأن مستقبل العالم سيكون في آسيا وإفريقيا .
وفي كلمة ألقاها بالمناسبة، أكد الناجي جلول حرص تونس على استعادة دورها وموقعها في القارة الإفريقية الواعدة، وعلى تعزيز التعاون مع الصين، مشيرا إلى أن السلطات التونسية طالما عبرت في مناسبات عدة عن رغبتها في جعل الصين شريكا إستراتيجيا من الدرجة الأولى، وعن عزمها على إزالة كل العقبات التي تحول دون ذلك.
وذكر بأن الصين تعتبر الشريك التجاري الرابع لتونس وحريفها 48 في السوق التجارية، مبينا أن تجاوز هذه الحالة من عدم التوازن يكون عبر انفتاح السوق الصينية على المنتوجات الفلاحية التونسية، على غرار التمور وزيت الزيتون والمنتجات البحرية، فضلا عن استغلال الفسفاط التونسي وإثرائه بقيمة مضافة وتطويره .
وأضاف أن القارة الافريقية التي سيبلغ تعداد سكانها أكثر من مليارين وسبع مائة مليون نسمة في حدود سنة 2050 ، وترتفع فيها نسب الشباب، وتحقق العديد من دولها نسب نمو اقتصادي عالية، وتتوفر على ثروات طبيعية هائلة، يجب ألا تبقى مجرد مزود بالثروات الطبيعية وسوقا للمنتوجات المصنعة في الصين.
ودعا الصينيين، إلى مرافقة مسار التنمية في القارة الإفريقية في إطار شراكة مربحة للطرفين، ومساعدة الدول الافريقية على تجاوز الاشكاليات المتعلقة بضعف البنية التحتية وتكوين الموارد البشرية وضعف الامكانيات المالية، إلى جانب دعم التنمية الافريقية من خلال الإستثمار المكثف في مجال الصناعة والفلاحة، باعتبار أن الأمن الغذائي يعد من التحديات الرئيسية التي ستواجهها دول القارة في المستقبل القريب، إلى حانب التحدي الأمني والانخراط في الثورة الرقمية.
وكان المدير العام لمعهد الدراسات الاستراتيجية، تولى التوقيع على إتفاقية تعاون تونسية صينية في مجال الإقتصاد الرقمي، خلال مشاركته نهاية الاسبوع المنقضي في الندوة العالمية التي أقيمت في بكين حول “طريق الحرير الجديدة والإقتصاد الرقمي حزام واحد و طريق واحد”، .
وأكد جلول بالمناسبة، على أهمية مشروع “طريق الحرير الجديدة” التي ستربط 65 بلدا و ثلاث قارات ( آسيا و أوروبا و افريقيا)، والتي ستسمح للعالم أن يكون أكثر ترابطا، معتبرا أن رقمنة طريق الحرير تعد من أهم التحديات، إذ أن نجاحها يرتبط بحسن التصرف على المستوى البيئي و الاقتصادي سواء في الصين أو في إفريقيا.
وبين في هذا الصدد، ان التحول الرقمي يمكن أن يساهم في الترفيع في نسبة النمو الإقتصادي في تونس من 1,5 إلى 3 بالمائة، إضافة الى تطوير وتعزيز المنافسة بين الشركات، مذكرا بأن تونس قد نظمت “تونس الرقمية في أفق 2020 ” لهذا الغرض بهدف رقمنة الإدارة و تحسين الخدمات المسداة للمواطن.

 

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.