بعد توصل تركيا لتسجيلات مرئية تؤكد اغتياله/من هو الصحفي “جمال خاشقجي”؟

لا يزال مصير الكاتب والصحفي السعودي، جمال خاشقجي، مجهولاً بعد مرور 9 أيام من دخوله إلى القنصلية السعودية في إسطنبول وانقطاع اخباره منذ ذلك الحين وفي متابعة لآخر تطورات قضية اختفاءه ذكرت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، نقلاً عن مسؤولين أمريكيين وأتراك، لم تسمهم، أن تركيا أبلغت مسؤولين أمريكيين بأن لديها تسجيلات صوتية ومصورة،بالاضافة الى شهادة لشاهد عيان تثبت مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي داخل القنصلية السعودية في إسطنبول.

وقالت الصحيفة نقلا عن مصادر وصفتها بـ “المطلعة”، أن تسجيلات سرّبت من داخل القنصلية السعودية تظهر أصوات تعذيب جمال خاشقجي وأصوات المحققين، وأسلوب تعاملهم معه قبل قتله.

وكانت الشرطة التركية قد رجّحت في وقت سابق مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي داخل القنصلية السعودية في إسطنبول، على يد فريق سعودي وصل إليها خصيصا لتصفيته، في وقت تصرّ فيه الرياض على أنه غادر القنصلية في اليوم نفسه.

من هو جمال خاشقجي ؟

وُلد الصحفي جمال خاشقجي في “المدينة المنورة” عام 1958، ودرس في جامعة ولاية إنديانا الأمريكية.

في بداية مسيرته الصحافية، عمل في صحيفة “سعودي جازيت”، ثم مراسلاً لعدد من الصحف العربية اليومية والأسبوعية في الفترة الممتدة من 1987 إلى 1999. اشتهر كمراسل ميداني غطى أحداثاً عدة، أبرزها: الحرب الأفغانية ضد السوفيت، والتحول الديمقراطي القصير الأجل في الجزائر، وحرب الكويت.

كما عرف بمتابعته للحركة الإسلامية، ونُشرت له تحقيقات عدة من السودان وتركيا واليمن ومصر والأردن.

وفي عام 1999، عُين نائباً لرئيس تحرير صحيفة “أراب نيوز”، ثم تولى رئاسة تحرير صحيفة “الوطن” اليومية، الصحيفة الإصلاحية الرائدة في المملكة العربية السعودية، غير أنه لم يعمر فيها طويلاً، ليُعيَّن بعدها مستشاراً إعلامياً للسفير السعودي في لندن ثم واشنطن، الأمير تركي الفيصل، واستمر في منصبه حتى عام 2007، ليعود بعدها إلى رئاسة تحرير جريدة الوطن السعودية حيث استمر في منصبه حتى مايو 2010.

وبعد أسابيع قليلة اختاره الأمير الوليد بن طلال ليقود جهود تأسيس قناة “العرب” الإخبارية الجديدة ويتولى إدارتها، وهي التي ستنطلق في وقت لاحق من عام 2013.

يكتب خاشقجي مقالة أسبوعية كل سبت في صحيفة “الحياة”، وله كتابان مطبوعان: “علاقات حرجة: السعودية بعد 11 سبتمبر” وقد صدر عن دار رياض نجيب الريس؛ و”ربيع العرب، زمن الإخوان” عن دار مدارك للنشر، وقد صدر في فبراير 2013.

لماذا قد يتم استهدافه؟

عرف الصحفي جمال خاشقجي بنقده لنظام الحكم في بلاده حيث اشتهر بمقالاته الناقدة للواقع السياسي والاجتماعي الذي حل بالسعودية بعد تولي محمد بن سلمان ولاية العهد، وهو ما أثار توقعات بمحاولة الرياض إسكات خاشقجي حتى إن كان بالاغتيال، وهو ما توصلت إليه التحقيقات الأولية للأمن التركي.

في سبتمبر 2017، باشر خاشقجي بانتقاد سياسة حكومة بلاده، حين نشر في صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية مقالاً تحدث فيه عن الخوف والتخويف وحملة الاعتقالات التي بدأت تشهدها المملكة منذ نحو عام، واصفاً إياها بـ”الدرامية”، وأنها طالت الإصلاحيين والمحافظين على حد سواء.

جاء مقال خاشقجي قبل أسابيع من إيقافه عن الكتابة في صحيفة “الحياة” السعودية التي تصدر في لندن، بقرار من الأمير السعودي خالد بن سلطان، مالك الصحيفة.

معطيات جديدة قدمتها تركيا لواشنطن: تسجيلات..صرخات واستغاثة..وشاهد تؤكد قتل جمال خاشقجي وتعذيبه

وفي ديسمبر الماضي، أنهت صحيفة الحياة رسمياً تعاقدها مع الخاشقجي؛ متعذرة بتجاوزاته، وفق بيان للصحيفة، موضحة أنه “كان واضحاً في التشكيك في الإصلاحات التي تشهدها المملكة العربية السعودية والطعن فيها، والعمل على الإساءة لها من خلال المقالات التي كتبها في صحف عالمية”.

خاشقجي تحدث في المقال الذي نشره بـ”واشنطن بوست” عقب إيقافه عن الكتابة في “الحياة”، وهو المقال الذي حظي بانتشار واسع؛ عن اضطهاد وظلم حكومة بلاده لطبقة من السعوديين.

وأشار في مقاله إلى أن العديد من المثقفين السعوديين، بمن فيهم هو نفسه، اختاروا المنفى الاختياري مع احتمال تعرضهم للاعتقال إذا عادوا لبلادهم.

 

المصدر+وكالات

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.