أبرز اهتمامات الصحف التونسية ليوم 23 جانفي

“من المسؤول عن تعطل المصعد الاجتماعي؟؟؟” و”البلاد وصلت الى حالة خذلان تام من كل قياداتها .. سياسة بلا أخلاق ومؤسسات على وشك الانهيار” و”أحزاب غابت عنها البرامج والمشاريع … معاداة النهضة لكسب الانتخابات” و”ابقاء حافظ السبسي على رأس الحزب هاجسا .. هذه الحقيقة لقاء الرئيس بوفد من نداء تونس والوطني الحر صحوة بعد البيعة”، مثلت أبرز العناوين التي تصدرت الصفحات الاولى للجرائد التونسية الصادرة اليوم الاربعاء.

تساءلت جريدة (الصحافة) في افتتاحيتها اليوم، عن الذي يحدث في المنظومة التربوية التونسية التي كانت مفخرة تونس تباهي بها الامم وعن السبب الذي جعل التعليم التونسي والعمومي تحديدا يتدحرج بشكل لافت وعلى صورة مسبوقة مشيرة الى أن هذه الاسئلة مطروحة اليوم بشكل حارق وأكثر من أي يوم مضى بفعل الوقائع الانية نعيشها منذ فترة تجلت مؤخرا في اضرابات تلمذية لعلها تكون الاولى من نوعها على هذه الشاكلة قال فيه التلاميذ بكل وضوح انهم محايدون ازاء تحركات أساتذتهم ولكنهم حتما ودون ضمان فرص جيدة للتعلم وللتقييم وللنجاح على المدى القريب بالمرور الى الاقسام الموالية ثم على المدى البعيد بتحقيق أحلامهم المستقبلية.

وأضافت أنه لا شك أن السياسة التربوية التي انتهجتها تونس في العقود الاخيرة لم تعد ملائمة للظرفية الراهنة وهي مسألة لم يلتفت لها الفاعل السياسي بالرغم من أنها احتدت في السنوات الاخيرة الى جانب أن مشاريع الاصلاح التي تم اتباعها في الشأن التربوي لم تكن مجدية وطغى عليها التسرع وعدم الجدية كما أنها توالت بشكل غير مدروس وهو ما جعل التلاميذ في كل مرة ضحية تغيير البرامج مبرزة أن هذه البرامج التي وباجماع أهل المهنة والدارسين والباحثين في الشأن التربوي لم تعد ملائمة للتحولات الكبيرة التي طرأت على المجتمع التونسي راهنا وأيضا لم تعد متسقة مع السياق العالمي الجديد.

وأشارت (الصحافة) في مقال بصفحتها الخامسة، الى أنه لا أحد من التونسيين الذين خرجوا يوم 14 جانفي 2011 أن يصل حال البلاد الى ما هو عليه اليوم وربما من يراقب من الخارج يرى أكثر من نحن في الداخل المسار الذي اتخذته الاحداث والمالات التي وصلتها البلاد ويعجز عن فهم الاسباب التي أدت الى ذلك مضيفة أن الطبقة السياسية هربت من أمام مشاكل البلاد الحقيقية وولت الادبار باتجاه الاقتراض والاعتماد على صناديق النقد الدولية وعلى المؤسسات المقرضة والجمعيات والجماعات وحتى الدول الممولة التي انهالت على البعض من هذه الطبقة بالدفوعات المالية وبربطات اليورو والدولار ولما تورط لم يعد قادرا على خدمة أهدافها أو بالاحرى لما غيرت هي أهدافها ولن تعد في حاجة اليهم تركتهم بعد أن الفوا رغد العيش فاندفعوا نحو الفساد وظهرت الى السطح طبقة كاملة من الفاسدين “المحترمين” الذين ينهبون المال العام ويغتنون كل يوم وكل ساعة بالعمولات والرشاوى والوساطات والكومسيونات.

وأضافت أن هذه الطبقة السياسية تعامت جريا على طباعها غير الاحترافية وطبائعها النهمة للحكم على الاوضاع المأساوية التي يعيشها الاعلام خصوصا منه القطاع العمومي واكتفت تجاهه بشعار “عطيناكم حرية التعبير” وكأنها وحدها تكفي لبناء اعلام وطني مواطني حرفي وشفاف ومتطور وقادر على ايصال المعلومة والقيام بدور التثقيف وقاطرة التقدم في سائر المجالات بل سعت بواعز السيطرة الكامن في دواخلها للسيطرة على أكبر قدر ممكن من هذا الاعلام في محاولة تشبه بالنظام السابق وفي سعي محموم للبقاء في دائرة الاضواء والنجومية وللتمكن من تسيير الحملات وتركيز الهجمات على الخصوم متى دعت الحاجة الى ذلك أو متى أزفت مواعيد انتخابية.

وأفادت جريدة (الصباح) في مقال لها، أن اللقاء الذي جمع أول أمس رئيس الجمهورية بوفد عن حزب نداء تونس يتقدمهم، حافظ قايد السبسي، جاء لتعويم اجتماع هو في الاصل بين الباجي ورئيس لجنة الاعداد للمؤتمر الثاني للنداء، رضا شرف الدين، حيث كان من المقرر أن يقدم هذا الاخير تقريرا مفصلا عن الاستعدادات للمؤتمر والاخراج الممكن لنجاحه والذي يتضمن أساسا ابعاد المدير التنفيذي للنداء عن واجهة الحزب وضخ دماء جديدة تعوض الصورة المهزوزة لحزب الرئيس.

وأضافت، أن الاجتماع تميز بغياب عضو الديوان السياسي والمنسق العام رضا بلحاج وهو أبرز المدافعين عن خيار القائمة التوافقية داخل النداء حيث لم توجه الدعوة للمشاركة في اجتماع قرطاج شأنه في ذلك شأن الوجوه المنصهرة مؤخرا من الاتحاد الوطني الحر في ظل غياب أبرز أعضاء الديوان السياسي على غرار سميرة الشواشي ويسرى الميلي دون احتساب الامين العام “الفار” سليم الرياحي.

وكشفت، الصحيفة حسب مصدر مطلع، أن الباجي قايد السبسي، قبل في البداية لقاء رضا شرف بصفته المسؤول الاول عن انجاز المؤتمر وانجاحه الا أنه عدل عن ذلك بعد أن أدرك أن الريح في غير صالح ابنه فقرر دعوة المدير التنفيذي للنداء واعضائه أيضا للتأثير على هدف الاجتماع وتعويمه للحيلولة دون طرح موقف رضا شرف الدين القاضي بابعاد قايد السبسي الابن من الرهان الحزبي لضمان نجاح المؤتمر.

وتطرقت جريدة (الشروق ) في ورقة خاصة، الى الاحزاب التي أعلنت صراحة وقوفها ضد النهضة بمناسبة بداية التسخين لانتخابات 2019 حيث بدأت استعدادات المكونات السياسية كل حسب خطته التكتيكية المعلنة وغير المعلنة مشيرة الى أنه في خضم ذلك ظهرت النهضة طرفا محوريا أعلنت عديد الاطراف الاختلاف معه فكرا وتصورات وبرامح انتخابية.

وأشارت، الى أن اعتماد ورقة “ضد النهضة” من الناحية السياسية منطقيا ومعقولا بالنسبة للاحزاب اليسارية التي عرفت تاريخيا بموقف ايديولوجي واضح منبثق عن الفكر الشيوعي المناهض لما هو دين واحزاب دينية، مبينة أنه ينضاف الى اليسار شق من العائلة الدستورية الذي ظلت علاقاته التاريخية مع الاسلاميين متقلبة منذ الحقبة البورقيبية وصولا الى فترة حكم بن علي لاعتبارات فكرية نسبيا ذات علاقة بالحداثة والتقدمية والوسطية.

واعتبر المراقبون، أن انهاء أية علاقة مع النهضة والتمسك بانتقادها هو بمثابة تكتيك انتخابي بمناسبة انتخابات 2019 خصوصا أن حزب نداء تونس كان أول من استفاد من هذه الورقة عندما لعبها في انتخابات 2014 ومكنته من مرشحه للرئاسية، الباجي قايد السبسي، من الحصول على المرتبة الاولى.

وأشارت، في سياق متصل، الى أن تواصل التخوف مما أثارته بعض مكونات النهضة مباشرة بعد 2011 من ميل نحو المس من مكتسبات التونسيين في مجال الحقوق والحريات والحداثة يمكن أن يجعل من “تكتيك ضد النهضة” ناجحا أيضا في الانتخابات القادمة قصد استقطاب الناخبين نحو الاطراف السياسية التي تميل للدفاع عن مكتسبات الحرية والحداثة الدينية.

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.