أبرز اهتمامات الصحف التونسية ليوم الاحد 17 مارس

“بداية من الاسبوع القادم … مجلس نواب الشعب يدخل أسبوع الجهات” و”قتل للرضع … اغتصاب في الحرم المدرسي … والحصبة تجوب البلاد … الحكومة لا تستفيق الا بعد وقوع الكارثة” و”بعد القصرين وصفاقس .. الحصبة تمتد الى ولاية القيروان … هل وصلنا الى مرحلة الوباء؟” و”الوطن فوق الحسابات الضيقة”، مثلت أبرز العناوين التي تصدرت الصفحات الاولى للجرائد التونسية الصادرة اليوم الاحد.

أشارت جريدة (المغرب) في مقال بصفحتها السادسة، الى أن أشغال البرلمان ستتوقف على امتداد الاسبوع القادم لتفسح المجال أمام أسبوع الجهات الذي قد يمثل لدى البعض فرصة للراحة ولدى البعض الاخر فرصة للاطلاع على مشاغل الجهات في وقت انطلقت فيه التحضيرات للانتخابات التشريعية واعادة ترتيب الامور داخل كل حزب.
وأوضحت أن المتعارف عليه وحسب النظام الداخلي لمجلس نواب الشعب أن أسبوع الجهات يفسح المجال أمام نواب الشعب للاتصال بناخبيهم والاطلاع على مشاغل جهاتهم لتتوقف بذلك كافة أشغال البرلمان دون أي نشاط يذكر سواء على مستوى الجلسات العامة أو اجتماعات اللجان القارة والخاصة مضيفة أنه في المقابل يبدو أن هذا الاسبوع قد تحول من فضاء للاتصال بالناخبين والاستماع الى مشاغلهم من أجل طرحها في البرلمان وجلسات الاسماع الى أعضاء الحكومة في اطار الدورين الرقابي والتمثيلي، الى فرصة من أجل الحصول على قسط من الراحة أو الاعداد للاستحقاقات اللانتخابية القادمة خاصة وأن أغلب الاحزاب انطلقت في اجتماعاتها وتنظيماتها في الغرض.
كما أبرزت أن أسبوع الجهات بالنسبة لمجلس نواب الشعب يأتي في وقت مناسب نظرا لكثرة الغيابات في الاونة الاخيرة والمشاكل التي تشهدها بعض الكتل بعد نسق ماراطوني على امتداد الاشهر الاخيرة من أجل المصادقة على جملة من مشاريع القوانين والعمل على استكمال تركيز الهيئات الدستورية منها تجديد ثلث مجلس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات وانتخاب رئيس لها مقابل الفشل في استكمال انتخاب أعضاء المحكمة الدستورية.

وتطرقت (الصحافة) في ورقة خاصة، الى الاوضاع الصعبة التي عاشتها تونس خلال الايام الاخيرة والتي انطلقت نهاية الاسبوع الماضي بفاجعة موت 15 رضيعا بمستشفى وسيلة بورقيبة بالرابطة والعد مرجح للارتفاع في انتظار ما ستسفر عنه التحقيقات وصولا الى الجريمة الشنيعة والنكراء في حق الطفولة والمتمثلة في الاعتداء الجنسي على 20 تلميذا من قبل “مربي” بجهة صفاقس اضافة الى الانتشار القياسي لمرض الحصبة في عديد الولايات بعد أن كانت مقتصرة على ولاية القصرين التي سجلت الى حدود أمس الخميس، أكثر من 622 حالة في ولاية القصرين مع تسجيل وفايات.
وأشارت الى أن كل هذه الحوادث تهم الصحة والتعليم اللذين يعتبران من أهم القطاعات في حياة المجتمعات وهما من أهم المقاييس التي تعتمد لتقييم مدى تقدم الدول وتطورها معتبرة أنه رغم الاشواط التي قطعتها بلادنا منذ عقود في بناء منظومة كفيلة بتقديم الرعاية الصحية للتونسيين والقضاء على الامراض والاوبئة وتكوين الاطارات والتقليص في عدد الوفايات عند الولادة والترفيع في أمل الحياة حيث أدت نوعية التكوين الى بروز كفاءات عالية وخبرات مشهود لها في المجال الطبي على المستويين الوطني والعالمي مما استقطب الاجانب للعلاج ببلادنا، الا أن قطاع الصحة العمومية أصبح في حالة كارثية من جراء التراكمات التي يعانيها منذ سنوات مقابل صمت الحكومة واستفاقتها بعد وقوع كارثة “اغتيال” الرضع.
واعتبرت أنه كان بالامكان تلافي كل الجرائم المذكورة لو قامت الحكومة بما وجب القيام به لكنها لا تستفيق الا بعد وقوع الكارثة مشيرة الى أنه كان بامكان الحكومة مثلا وضع اجراءات مراقبة صارمة صلب المدارس وادراج مادة تعنى بالثقافة الجنسية توجه للتلاميذ وأولياؤهم حتى لا يكون الطفل فريسة لوحوش في هيئة بشر.

وفي سياق متصل اهتمت جريدة (الصباح) في مقال لها بالتطور “المفزع” لوتيرة الاصابة بمرض الحصبة حيث توسعت رقعة المرض وانتشر بشكل “مرعب” في ولاية القيروان بعد أن كان منحصرا في ولايتي صفاقس والقصرين فقط مما يدقع الى طرح سؤال ملح .. هل وصلنا في تونس الى أولى عتبات الوباء؟ مشيرة الى أن الدكتور حسين المجول رئيس قسم الاطفال بمستشفى ابن الجزار بالقيروان أكد ان عدد حالات الاصابة بمرض الحصبة بلغ 25 حالة من بينها حالتان خطيرتان تم اخضاعهما الى التنفس الاصطناعي معتبرا ان الجهة تعيش حاليا حالة وبائية.
وأضافت انه بالتوازي مع مع ارتفاع حصيلة الاطفال المصابين بمرض الحصبة في ولاية القيروان فقد تفاقم الوضع في القصرين حيث تشير آخر الاحصائيات الى وجود 580 حالة اصابة بمرض الحصبة منذ شهر جانفي الماضي الى غاية تاريخ 12 مارس 2019 أدت الى حد الان الى 6 حالات وفاة جلهم من الرضع والاطفال وذلك من جراء التهاب رئوي حاد ناتج عن فيروس الحصبة ونقص في المناعة عند الولادة لافتة الى أن مديرة الرعاية الصحية الاساسية بوزارة الصحة آمال بن سعيد، كانت قد اعتبرت في تصريح اعلامي، أن تسجيل 200 اصابة بمرض الحصبة موزعة أنذاك بين ولايتي صفاقس والقصرين يعتبر رقما مرتفعا مقارنة بالسنة الفارطة حيث تم تسجيل 10 و30 حالة فقط.

من جانبها اعتبرت (الشروق) في مقالها الافتتاحي، أنه لا خيار للطبقة السياسية جميعها دون استثناء سوى الذهاب الى طاولة الحوار لرسم طريق وفاقية ومحل اجماع تمكن من حسن ادارة مرحلة ما قبل الانتخابات بأقل الاضرار وأخف الخسائر واعادة احياء الامل في النفوس الذي يعد الامر الاهم في ظل ارتفاع رهيب لمنسوب الحيرة واليأس والاحباط مشيرة الى أنه لا عيب في الحوار بما فيه من اعتراف بالفشل واقرار بدقة الوضع وما يقتضيه من تنازلات متبادلة وتسويات مرضية للجميع.
وأضافت أن ثنائية الاغلبية والاقلية ليست مقدسة خاصة في الظروف الصعبة والازمات الخانقة اذ أن الانحناء أمام العواصف والترفق بالوطن وقيم العيش المشترك أولى من القطيعة والتمترس في الحصون والقلاع المتقابلة وأفضل من التمسك بقناعات أو مواقف أو حتى قواعد دستورية ناهيك عن أن بلادنا تعيش منعطفا تاريخيا وحضاريا بارزا ولا اختلاف في أن الانتخابات القادمة هي محطة مفصلية في تثبيت أسس الجمهورية الثانية الديمقراطية التعددية العادلة محطة تحتاج أن تدار في مناخ عال من الاستقرار والثقة والتفاهم، وفق تقدير الصحيفة.

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.