أبرز اهتمامات الصحف التونسية ليوم الخميس 21 مارس

“حراير تونس لتصحيح المسار…” و”توا كان يرجعلنا الشاهد … نمشيو مع بعضنا اليد في اليد” و”ملف الاطفال ضحايا مدرسة الرقاب … القضاء يواصل أعماله وتساؤلات حول اقصاء هيئة مكافحة الاتجار بالبشر ووزارة الشؤون الاجتماعية من لجنة المتابعة” و”في خطاب رئيس الجمهورية بمناسبة عيد الاستقلال .. تبرئة الذمة وخلط الاوراق” و”غليان في الجبهة الشعبية” و”تونس المريضة من يداويها”، مثلت أبرز العناوين التي تصدرت الصفحات الاولى للجرائد التونسية الصادرة اليوم الخميس.

اعتبرت جريدة (الصحافة) في مقال بصفحتها الثالثة، أن خطاب 20 مارس 2019 لم يخرج عن منطق ومنطوق الاطلالات الاعلامية والرسمية الاخيرة لرئيس الجمهورية والتي سعى من خلالها الى التمايز ومحاولة وضع النقاط على الحروف وتحميل المسؤوليات من أجل تبرئة الذمة، ان جاز القول، وخلط الاوراق في مرحلة ثانية استعدادا لردود الافعال المباشرة أو لا مشيرة الى أن الاهم من ذلك هي التفاعلات اللاحقة التي قد تصدر عن الجهات التي توجه اليها بفصل الخطاب في الخطاب ووجه اليها الرسائل المباشرة والمشفرة.

وأضافت أن ساكن قرطاج استقوى في خطابه بالتاريخ الذي كان شاهدا على الكثير من محطاته وبالجغرافيا السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي خلص من خلالها الى أن تونس اليوم هي “في مضيق ليس من مصلحتها البقاء فيه” وهنا أعاد اللى الاذهان مقولته الشهيرة ابان تأسيس حزبه نداء تونس في 2012 “تونس في عنق الزجاجة” ووعد يومها باخراجها منها لكنه هذه المرة اكتفى بالتشخيص وتحديد المسؤوليات وترك الباب مفتوحا على مصراعيه للخوض في الانقاذ والحلول بما أن رسائله العديدة كانت حمالة تأويلات علاوة على انتهاء التوقيت القانوني للعبة كما يقال فالعهدة الانتخابية أشرفت على النهاية والجميع انصرف للعمل للحساب الخاص وان لم يكشف بعد للعلن عن النوايا والتموقعات والتحالفات، وفق تقدير الصحيفة.

ولخصت جريدة (المغرب) في مقالها الافتتاحي، كل خطاب رئيس الدولة بكلمة واحدة “خاطيني” فهو غير مسؤول عن السياسات العمومية التي أدت الى الفشل الاقتصادي الذريع وغير مسؤول عن انخرام الوحدة الوطنية لان الاخرين تمردوا عنها وهكذا يكون “اذا يرجعلنا الشاهد” علامة على فشل قرطاج في كامل هذه العهدة أكثر منها مبادرة سياسية جديدة وجدية معتبرة أن من يعتقد بأن الباجي قائد السبسي قد ألقى المنديل مخطئ لان السبسي يرى الهزيمة أمامه ولا شك ولكنه سيظل يحاول المناورة المرة تلو الاخرى حتى في الوقت بدل الضائع، وفق تقدير الصحيفة.

وأضافت أن الارتياب الكبير الحاصل بين رأسي السلطة التنفيذية وامتداداتهما الحزبية يمكن أن يتم دفنه بمثل هذه السهولة خاصة وان كان الاقرار بالخطا مطلوبا من جهة واحدة كما يبدو أنه العرف الرئاسي الجديد لافتة الى أن رئيس الدولة يعسر كثيرا من احتمال حصول مثل هذا السيناريو عندما لا يلقي باللائمة الا على الاخرين مع تبرئة كلية لنفسه ولحزبه ولنجله اذ تحدث عن أخطاء الجميع وصمت عن الخطيئة الاصلية والتي كان هو سببها باقحامها العائلي في السياسي، حسب ما ورد بذات الافتتاحية.

وأشارت، ذات الصحيفة، الى أن ملف ما عرف بواقعة مدرسة ابن عمر بالرقاب من ولاية سيدي بوزيد يلقي بظلاله على الساحة الوطنية خاصة وأن الامر يتعلق بأكثر من 40 طفلا كانوا ضحية صاحب تلك المدرسة ومن وراءه اذ تعرضوا الى الاغتصاب والتحرش الجنسي بالاضافة الى أنواع أخرى من الحرمان والتعذيب النفسي باسم الدين وتحفيظ القرآن وبتعلة جهاد النفس مشيرة الى أن القضاء من جهته تعهد بالموضوع وتم ايقاف صاحب المدرسة الذي يواجه عددا من الاتهامات أهمها تهمة الاتجار بابشر التي تعهدت بها المحكمة الابتدائية بسيدي بوزيد ويواصل قلم التحقيق أعمال البحث والتقصي.

وأضافت أنه من جهة أخرى تم تركيز لجنة متابعة للوقوف على وضعية الاطفال بعد تسليمهم لاوليائهم ولكن الغريب في الامر هو اقصاء الهيئة الوطنية لمكافحة الاتجار بالبشر من تلك القضية رفقة وزارة الشؤون الاجتماعية وهو ما يطرح أكثر من سؤال مبينة أن حادثة ما يسمى بمحتشد الرقاب تعود أطوارها الى جانفي المنقضي وأثارت جدلا واسعا وغضبا كبيرا في صفوف السياسيين وكل المتابعين للشأن العام باعتبار أن المسألة تتعلق بأطفال تتراوح أعمارهم بين 10 و18 سنة يتم ايواؤهم بطريقة مهينة ويجبرون على تناول طعام بالدود.

وأضافت أنه من المفارقات العجيبة التي شهدها هذا الملف هو اقصاء الهيئة الوطنية لمكافحة الاتجار بالبشر من هذه اللجنة وفق ما أكدته رئيستها روضة العبيدي التي عبرت عن استغرابها من هذا الفعل خاصة وأن الهيئة معنية بصفة مباشرة بهذه الواقعة وهي أول من تلقى الاشعار ونسق مع بقية الاطراف المعنية الى جانب اقصاء وزارة الشؤون الاجتماعية من تلك اللجنة مشيرة الى أنه الى اليوم لا يوجد أي تفسير أو توضيح من الجهات المعنية وهو ما يفتح الباب لطرح جملة من الاسئلة حول الاسباب والمسببات ولكن في خضم كل ذلك فان روضة العبيدي رئيسة الهيئة سالفة الذكر أكدت اصرارها وكل الفرقي العامل معها على متابعة هذا الملف وأعمال اللجنة طبقا للقانون وحرصا على عدم غلقه قبل كشف الحقيقة، وفق تعبيرها.

أما جريدة (الشروق) فقد رأت في افتتاحيتها بعنوان “تونس المريضة من يداويها”، أن غياب مظاهر الاحتفال بعيد الاستقلال يطرح أكثر من سؤال على مستقبل تونس وخاصة مستقبل الوحدة الوطنية التي كان الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة يسميها الوحدة الصماء الكفيلة بمواجهة كل التحديات التنموية والامنية التي تعيشها البلاد فعيد الاستقلال هو درس للتونسيين يتعلمون منه قيم التضحية من أجل العلم المفدى ومن أجل السيادة الوطنية واستقلال البلاد عن كل المحاور في الشرق والغرب مشيرة الى أن هذا للاسف ما تفتقده تونس منذ ثماني سنوات عندما زجت بها حكومة الترويكا في المحور القطري التركي في العداء لسوريا وتبني قضايا لا علاقة لها بالمصالح العليا للبلاد.

وأضافت، أن الرئيس قايد السبسي ذكر يوم أمس عندما استحضر مقولة المرحوم علي بلهوان زعيم الشباب يوم 9 افريل 1938 أمام مقر الاقامة العامة “كفى لعبا ..ان البلاد مريضة “، أن تونس اليوم مريضة وبدون جبهة وطنية تجمع العائلة الوسطية والنقابية المؤمنة بقيم الجمهورية والدولة المدنية تخوض الانتخابات القادمة في جبهة موحدة لتخليص تونس من الاسلام السياسي الذي يهدد المسار الديمقراطي والنمط الاجتماعي.

وأفادت، الصحيفة ذاتها، أن الصراع بين مكونات الجبهة الشعبية انتقل من معطى داخلي يبدأ وينتهي داخل مؤسساتها الى نيران صديقة بين قياداتها وحرب كلامية تهدد بانقسامها في الامتار الاخيرة قبل الانتخابات الرئاسية.

وأشارت، الى أن ما يحدث داخل الجبهة الشعبية حاليا مهدت له مؤشرات أخرى على رأسها ما حدث صلب حزب العمال في مؤتمره الاخير حيث جرت أشغال المؤتمر بالتوازي مع اصدار عدد من قيادات الحزب عريضة مقاطعة منددين بما اسموه “ديكتاتورية القيادة الحالية”، مضيفة أن أزمة حزب العمال تسربت الى الجبهة الشعبية بنفس الملامح والرهانات فالرافضون لبقاء حمة الهمامي على رأس حزب العمال والمطالبون بضرورة تغيير واجهة الحزب من داخل حزب العمال يتقاسمون نفس المقاربة مع قيادات حزب الوطد الموحد الرافضين لبقاء حمة الهمامي على رأس الجبهة الشعبية وترشيحه مرة أخرى للانتخابات الرئاسية.

وأضافت، أن البيانات الرسمية التي صدرت عن الجبهة الشعبية وعن الوطد الموحد أخرجت للعلن الخلافات الداخلية التي تعتمل منذ فترة صلب الجبهة مدعومة بتصريحات نارية مثلت نيرانا صديقة بين قياداتها وهوما يوحي بامكانية تطور المواجهة وارتفاع نسقها في الفترة المقبلة وفي الامتار الاخيرة قبل تشكيل القائمات الانتخابية لخوض الانتخابات التشريعية .

وجاء في ركن “صباح الخير” لجريدة (الصباح) أن خروج التونسيات والتونسيين من مختلف الاجيال، أمس، يحمل في طياته رسائل تحذيرية لا يمكن الاستخفاف بها اذ وفي الوقت الذي كان الرئيس الباجي قايد السبسي يخاطب ضيوفه من الشخصيات الوطنية والسياسيين والنواب وممثلي الاحزاب والاعلاميين في الذكرى الثالثة والستين للاستقلال والثمن الذي قدمته الاجيال التي اشتركت في صناعة الملحمة حيث كانت أصوات النساء ترتفع استنكارا للتراجع الحاصل والتنكر الذي ما انفك يسجل لاهداف وشعارات الثورة من أجل الحرية والعدالة والكرامة.

وأضافت، أن نساء تونس حفيدات عليسة والكاهنة واروى القيروانية وعزيزة عثمانة وبشيرة بن مراد وغيرهن ممن توارثن الحلم وتحملن الامانة والمسؤولية على مر العصور والحضارات لن يقبلن بالتخلي عن الامانة والارجح أنهم سيواصلن المسيرة من أجل أن لا يموت في تونس رضيع في المهد بسبب الاهمال وموت الضمير وأن لا يحرم طفل اوطفلة من حقهما افي التعليم والصحة بسبب انعدام العدالة الاجتماعية والا يفقد مستقبلا شاب أو شابة الامل في حياة أفضل على أرض تونس بسبب فساد الفاسدين وتكريس ثقافة الافلات من العقاب ومن أجل أن لا يقمع صوت أو رأي فضح ظلم واستبداد أصحاب السلطة وحواشيهم.

واعتبرت ،في سياق متصل، أن هذا التحرك النسائي الذي يأتي بالتزامن مع ذكرى عزيزة على التونسيين وهي ذكرى الاستقلال ستظل بمثابة ناقوس الخطر الذي لن يتوقف قبل موعد الانتخابات القادمة عن التذكير بأهمية تصحيح المسار واستعادة البوصلة الضائعة والحكمة التائهة أمام استمرار تراجع كل المؤشرات بالبلاد والدخول في حالة تقتضي الاستنفار الى حين تفادي المجهول وتجاوز خطر انهيار مؤسسات الدولة.

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.