نواب من حركة النهضة ينتقدون وزيرة المرأة، على خلفية ما اعتبروه نقصا في رعاية الطفولة والمرأة في تونس

وجه نواب من حركة النهضة، اليوم الاثنين، خلال جلسة عامة بمجلس نواب الشعب، انتقادات لأداء وزيرة المرأة والأسرة والطفولة نزيهة العبيدي، على خلفية ما اعتبروه “نقصا في رعاية الطفولة والمرأة في تونس”.

وانتقد في هذا الاطار، رئيس كتلة حركة النهضة بالبرلمان، نور الدين البحيري، تعاطي الوزارة مع اشكالية نقص إطارات رعاية الطفولة في المراكز المندمجة للشباب والطفولة مستفسرا عن الإحصائيات المتعلقة بالأطفال الذين غادروا هذه المراكز بعد إنقضاء فترة إيوائهم أثناء السنوات الأخيرة.

وقدر النائب أن المراكز المندمجة للطفولة لا توفر الرعاية المطلوبة لجميع الأطفال الذين يتم استقبالهم بها مطالبا الوزارة بتحمل مسؤولياتها في ضمان الرعاية والإحاطة بهم وبالترفيع في الاعتمادات المالية المخصصة للأكل.

كما لاحظ عدم تعويض الموظفين العاملين بهذه المراكز المغادرين، مما قد يؤثر على جودة الخدمات والإحاطة بهذه الفئة من الأطفال منبها، إلى المخاطر المسلطة على الأطفال في هذه المراكز.

وأضاف قوله” ليس مجبرا المسؤول أن يكون مسؤولا في الدولة في حال عجزه عن توفير الامكانيات الضرورية لعمل مراكز إيواء الطفولة” منتقدا تعاطي الوزارة مع الانتهاكات التي طالت أطفالا تعرضوا للاغتصاب مؤخرا في صفاقس.

من جهتها، انتقدت النائبة عن حركة النهضة محبوبة ضيف الله، عدم تفاعل الوزارة مع مطالب إطارات الطفولة الذين نفذوا وقفة احتجاجية اليوم أمام مجلس النواب تزامنا مع الجلسة العامة والمطالبين إلى إقرار نظام أساسي للعاملين في القطاع، معتبرة، أنه ” من غير المعقول تعيين إطار على رأس الإدارة العامة للطفولة من خارج القطاع”.

وانتقدت ضيف الله عدم تولي مرصد الإعلام والتكوين والتوثيق والدراسات حول حماية حقوق الطفل، انجاز دراسات حول الطفولة خلال العامين الماضيين رغم تسجيل عدة انتهاكات في حق الأطفال، لافتة إلى أن اسناد المناصب في الوزارة يتم بناء على ” الولاءات والانتماءات الحزبية وليس على أساس الكفاءة”، وفق تعبيرها.

وقالت أن عدة مراكز تابعة للوزارة تشهد فسادا يتم التغاضي عنه ، منتقدة، تسجيل نقص في التهجيزات ومستلزمات العمل بالمراكز الراعية للطفولة في ولاية قبلي.

من جهتها، انتقدت عضو كتلة النهضة النائب يمينة الزغلامي، تولي وزيرة المرأة مؤخرا تسليم مشعل عاصمة الثقاقة العربية إلى الجزائر في جامعة السربون في فرنسا، معتبرة، أن في ” ذلك مس من السيادة الوطنية باعتباره تم خارج أرض الوطن”.

وفي ردها أفادت الوزيرة نزيهة العبيدي، أن تنظيم التظاهرة في جامعة السربون بفرنسا جرى من أجل دفع الشراكة بين النساء من تونس ومن الخارج والتعريف والترويج لصورة تونس، فضلا عن السعي إلى استقطاب النساء التونسيات المقيمات بفرنسا للاستثمار في تونس.

وأقرت أن نقص الموارد المالية والبشرية يعيق جهود رعاية الطفولة والمسنين والمرأة في الوقت الذي تشكل فيه ميزانية الوزارة الأضعف مقارنة مع باقي الوزارات، مؤكدة أن التفقدية العامة للوزارة تضم 4 اطارات فقط، وقد قام الفريق التابع لها بزيارات إلى مختلف المؤسسات التابعة للوزارة وأنجز تقريرا أوليا تم على إثره اتخاذ عدة اجراءات لمعالجة جميع الاشكاليات في مؤسسات الطفولة، وذلك في إجابتها على سؤال النائب البحيري.

وجددت من ناحية أخرى تمسك الوزارة بالحياد عن أي انتماء حزبي أو سياسي، مؤكدة، حرصها على مراقبة كل التجاوزات والتصدي إلى الفساد.

وأوضحت في ردها على سؤال طرحته ليليا يونس عن كتلة الائتلاف الوطني، أن الوزارة تسعى إلى توفير الموارد البشرية لتفعيل دور مرصد النساء المعنفات، مشيرة، إلى أن سيتم قبل نهاية العام الحالي إصدار تقرير يرصد الانتهاكات المسلطة على النساء في تونس تطبيقا لقانون مناهضة العنف ضد المرأة وإحداث مركزين لإيواء النساء ضحايا العنف ليبلغ بذلك عدد هذه المراكز تسعة.

واعتبرت الوزيرة أن مناهضة العنف تبقى مسؤولية مشتركة بين جميع الأطراف في المجتمع، مذكرة، بأن الوزارة تنفذ برامجا للإعداد للحياة الزوجية لفائدة المقبلين على الزواج وكذلك برنامجا للتربية الوالدية في اجرائين يهدفان إلى الحد من العنف في الوسط العائلي.

وذكرت بالخطة وطنية لفائدة المرأة في الوسط الريفي التي أقرتها الوزارة لتشمل التمكين الاقتصادي والتغطية الصحية فضلا عن ابرام اتفاقيتين مع الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد والهيئة الوطنية لمكافحة الاتجار بالبشر من أجل حماية النساء الريفيات.

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.