أبرز اهتمامات الصحف التونسية ليوم الاربعاء 24 أفريل

“تونس في مفترق الطرق …” و”دخلة الباك سبور 2019 … جيل الثورة يحاكم الجميع …” و”هل نتخلص من المدرسة التقليدية من أجل انقاذ التربية؟” و”سياسة الاحزاب في الجهات .. أعطني صوتك … واصمت”، مثلت أبرز العناوين التي تصدرت الصفحات الاولى للجرائد التونسية الصادرة اليوم الاربعاء.

أشارت جريدة (الصحافة) في افتتاحيتها اليوم، الى انطلاق العد التنازلي للانتخابات وحمى وطيس المنافسة وسارعت أغلب الوجوه السياسية كالعادة الى المنابر التلفزية والاذاعية التي تراها ربما المكان الافضل لحملتها الدعائية التي اقتصرت حتى اللحظة على تبخيس دور الخصوم وترذيل ما يقومون به دون برامج حقيقية أو رؤى مستقبلية من شأنها أن تجعل عموم التونسيين يلتفون حول هذا السياسي أو ذاك مضيفة أنه لذلك يبدو طيف كبير من الشعب التونسي غير معني بالاستحقاق الانتخابي القادم ولا يعلق الكثير من الامال عليه خاصة بعد أن شرب من كأس الوعود الزائفة في مناسبات ثلاث أي انتخابات 2011 و2014 ثم بلديات 2018.
واعتبرت أن العزوف عن الانتخابات يعد أول المخاطر التي تهدد المسار الديمقراطي في تونس الذي يعد الاستثناء الانجح رغم كل الصعوبات في محيطنا الاقليمي الذي يعرف مرحلة تواترت بلغت ذروتها مبينة أن هذه الخطورة لا تبدو الوحيدة من نوعها التي تواجهها التجربة الديمقراطية الناشئة في تونس فهناك الازمة الاقتصادية الخانقة التي خلقت حالة من التوترات الاجتماعية تجلت في مظاهر احتقان واحتجاجات ما فتئت تندلع هنا وهناك على غرار ردة الفعل الاخيرة على الترفيع في أسعار المحروقات.
وأضافت أن هناك مؤشرات كثيرة تحيل الى أن وتيرة الاحتجاجات ربما تتصاعد في وقت لاحق خاصة اذا علمنا أن لهيب الاسعار قد بلغ درجة غير مسبوقة وأن تدهور المقدرة الشرائية بات أمرا واقعا وأدى الى انهيار الطبقة الوسطى التي كانت رمانة الميزان التي تحصن المجتمع من الانزلاق وهي الضمانة من التردي في شتى أنواع الانحرافات مبرزة أن الازمة المجتمعية التي نعيشها اليوم هي ملمح أساسي من ملامح معيشنا اليومي وهي مؤشر دال على المخاطر التي تهدد التجربة الديمقراطية التونسية والتي غذاها الاداء الحكومي المرتبك الذي لم ينجح في التعاطي مع مختلف الازمات التي تعصف بالبلاد ولم يقدر على ادارتها فهو لم ينجح في “القبض” على مفاتيح ادارة الشأن العام واستحالت عليه السيطرة على الانهيار الاقتصادي اللافت خاصة مع تنامي ظاهرة الاقتراض الخارجي الذير جعل السيادة التونسية في خطر، وفق ما ورد بالصحيفة.

وتطرقت (المغرب) في مقال بصفحتها الرابعة، الى ما يعرف ب”الباك سبور” ودخلته التي باتت سنة سنوية يتوجه من خلالها تلاميذ الثانوي برسائل للجميع لا تفك رموزها الا بفهم العالم الذي استعيرت منه مشيرة الى هذه الفترة التي تمتد من مارس الى نهاية افريل من كل سنة باتت محطة يكشف فيها تلاميذ السنة النهائية عن رؤيتهم لواقعهم ومعاشهم سواء في بعده السياسي أو الاجتماعي أو الهوياتي وهذه العملية تعتمد أساسا على الصورة ورمزيتها في استعارة من عالم السينما المتميز بالتعقيد البصري بهدف جعل المتلقي يجد صعوبة في النفريق بين الصورة المنتجة والواقع بما يسمح بالانسياق وراء ما تمليه الصورة وتجاوز المعنى الظاهر الى المعنى الاسقاطي المبطن.
واعتبرت أنه قد يكون من الضروري أن تقع الاستعانة لقراءة لافتات دخلة الباك سبور باليات قراءة الصورة السينمائية للتوقف عند العلامات التي تجمع في ثناياها بين ما هو أيقوني وبين ما هو تشكيلي بهدف تمييز الاشياء التي تنمتي الى هذا الواقع وكيف تم تمثيلها في اللافتات التي توزعت مضامينها على السياسي والاقتصادي والاجتماعي والهوياتي.
وأبرزت أن اللافتات لم تقتصر على المباشراتية بل استعين في القسم الاكبر منها وفق ما يقع نشره على وسائل التواصل الاجتماعي بالترميز والاستدلال، وهنا استعان التلاميذ بأدوات ومفاهيم من خارج المدرسة في جانبها الرسمي الذي يمثل لهم سلطة الجيل الاكبر التي يبحثون على التمرد عليها وتحديد هويتهم الخاصة بهم مشيرة الى أن محاولة التمرد على التقليدي والرسمي تكشف عن نفسها بقوة في اللافتات التي استعانت بشخصيات من عالم السينما و”” manga، وهي هنا عديدة وحاملة لرسائل تمرد اما عبر الاقتداء بشخصيات شريرة متمردة في أفلام هوليود أو عبر القراصنة في شخصيات الكرتون اليابانية الخ…

وتطرقت جريدة (الشروق) في مقال لها، الى سياسة الاحزاب في الجهات حيث تنخرط معظم الاحزاب في صياغة هيكلة متسرعة يطغى عليها فرض املاءات المركزية الحزبية على القواعد فتكون نتيجة هذه الصنيعة غير الديمقراطية أحزاب هشة سرعان ما تتهاوى.
وأضافت أن الساحة السياسية تشهد استعدادات هيكلية لمعظم أحزابها سواء عبر عقد مؤتمراتها أو تجديد هياكلها ومكاتبها ومكاتبها المحلية والجهوية مبينة أن الدافع الانتخابي ومقتضيات التعبئة يحفز التشكيلات السياسية على التواصل مع الجهات والقواعد فبدلا من تشريكهم في الهيكلة والقرار تفرض المركزية الحزبية على الاطراف شخصيات لتمثيلهم تحت مسميات عدة منها ما بات يعرف بالقائمات التوافقية في المؤتمرات كما لو أن خطاب قادة الاحزاب الى قواعدهم يكمن في مسلمة “اعطني صوتك واصمت “.
وأضافت أن خبراء الشأن السياسي ومتابعوه أكدوا أن هذه الظاهرة نمت وتطورت بسبب البنى الحزبية القاصرة والتي بدلا من اشتغالها على أفكار متقاسمة وراء تشاركية وبرامج جادة انبرت نحو بناء حزبي قوامه الاشخاص والمصالح الضيقة وليس هنا أدل على ذلك من ربط الاحزاب بشخصية مؤسسيها لدى الراي العام.
وأشارت الى أنه لا يكاد يخلو مؤتمر حزبي واحد أو تحضير لقائمات انتخابية من بروز قواعد غاضبة من انحرافات في الممارسة الديمقراطية مبينة أن هذه القواعد الجهوية التي اختارت الانتماء لحزب بعينه كانت تتطلع من خلال انخراطها الى المشاركة في صياغة القرارات وفي تمثيل جهاتهم.
وأوضحت أن مجمل الاحزاب السياسية تبدو في تونس ناشئة على بناء غير متماسك فخلافا للتجارب الديمقراطية الرائدة ومنها المثال البريطاني القاضي بتكوين أحزاب وفق فرز داخلي يفصل بين القيادة الميدانية والمؤهلين للحكم والمؤهلين للدور التشريعي وينسق باحكام بين المركزية الحزبية وأطرافها.

واهتمت جريدة (الصباح) من جانبها، بقضايا التربية حيث ينشغل الجميع اليوم بمستقبل المنظومة التربوية أمام عديد الضغوط التي تنال من أدائها وتضعف مردودها وتؤثر في تكوين ناشئتها مشيرة الى أن هناك تحد ينتظر المدرسة التونسية الجديدة التي ستنبثق عن الاصلاح المرتقب وهو استراتيجية توظيف النشاط التربوي في النشاط المدرسي في الحياة المدرسية أو ضمن النشاط التعليمي على أساس أن توفرهما معا هو مفتاح نجاح أي مدرسة.
وأضافت أن النجاح المدرسي لا يقتصر على حشو الادمغة بالمعرفة والارتقاء في المراحل التعليمية بواسطة ما يتحصل عليه التلميذ من أعداد مؤكدة أن النجاح الفعلي هو الذي يبني شابا متكامل التكوين العلمي والثقافي والنفسي والسلوكي والقيمي والابداعي.
وأشارت الى انتشار عدة ظواهر اجتماعية في السنوات الاخيرة تسللت الى المدرسة من خارج أسوارها وذلك لضعف الوظيفة التربوية فيها فانتشر العنف بين التلاميذ فيما بينهم وبين المربين والادارة وبين الاولياء والمربين والادارة وبين الاولياء وتفاقمت ظاهرة تدني الاخلاق وضعف القيم والتسيب والانحراف بين الشباب مما يدعو المدرسة الى تفعيل مسؤولياتها التربوية بالتوازي مع مسؤوليتها التعليمية، حسب ما جاء بالصحيفة.

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.