بالفيديو/ “عرايس الخوف” يتّهم النهضة وروابط حماية الثورة بالتورّط في “جهاد النكاح”


اختار الفقيد نجيب عيّاد قبل وفاته عرض فيلم “عرايس الخوف” لـلمخرج التونسي النوري بوزيد في افتتاح الدورة الـ30 لأيّام قرطاج السينمائيّة الذي يصوّر نظرة المجتمع للعائدين من مناطق النزاع.

ويصوّر الفيلم قصّة “زينة” و”دجو” الهاربتين من التنظيم الارهابي “داعش” بعد هول ما عاشتاه في سوريا من اغتصاب وسبي وحرمانهما من أبسط مقومات الحياة.

“دجو” هي صحفيّة سافرت الى سوريا بمحض ارادتها لاجراء تحقيق استقصائي حول هذه التنظيمات الارهابيّة لكنّها وقعت بين أيدي ارهابيين لا يرحمون وسُبيت وصارت تستعمل لتلبية رغباتهم الجنسيّة، الى أن هربت وعادت الى تونس أين تذوّقت الأمرين بسبب رفض عائلتها والمجتمع لها فالتجأت الى الكتابة عندما فقدت صوتها..

أما زينة فهي تلك الفتاة الجامحة التي استقطبها رجل ينتمي الى روابط حماية الثورة وأغواها وأرسلها الى “داعش” لتجاهد “جهاد النكاح” وهي حامل ثمّ قام الارهابيّون بافتتكاك طفلها، و بعد عودتها رفضها والدها وحاول حرقها بسبب العار الذي تسبّبت به للعائلة.

زينة وجدت الدعم من العنصر النسائي المتمثّل في ولدتها و محاميتها وكذلك الشاب المثلي الذي يعاني مثلها من الرفض داخل المجتمع  ومن الاقصاء والمعاملة السيئة بسبب خروجه عن النمط المجتمعي.

ومن جانبه اعتبر النوري بوزيد في تصريح لـ”المصدر” أنه جدّد في الموضوع الذي طرحه فقد تتواترت الأعمال الدرامية والسينمائيّة التي تصوّر التنظيمات الارهابيّة والجرائم التي ترتكب في حقّ الانسانيّة في حين أننا لم نرى انتاجات تطرح قضية معاناة العائدين من بؤر التوتر والصراعات النفسيّة التي يعيشونها.

وانتقد بوزيد عدم حمل الشباب لقضايا يدافعون عنها من خلال السينما، رغم المامهم بتقنيات التصوير والاخراج والانتاج على خلاف “عرايس الخوف” الذي يدعو الى طرح الاشكاليات وعدم اخفائها و تحمّل المسؤولية ومحاولة فهم مشاكل الآخر وتقبّله.

ومن جانبها قالت الممثلة وجيهة الجندوبي أن الفيلم طرح القضايا الشعبيّة بطريقة مباشرة ووجّه الاتهامات للمتّهمين دون التلميح اليهم فقط، وهو ما يبعث احساسا أن الفيلم منّا ويطرح قضايانا ويجيب على تساؤلاتنا وفق قولها.

كما أثنت اوجيهة على تقنيات التصوير التي اعتمدها المخرج والتي تمثّلت في الصور القريبة الي ربّما حاول من خلالها ابراز الشخصية عن قرب والغوص في أعماقها.

كما استعمل المخرج تقنية الـ”فلاش باك” لاكمال الصورة الناقصة في ذهن المتفرّج والتي تمثّلت في تذّكر البطلتين لما عاشتاه صلب تنظيم “داعش” طرق تعذيبهما ليفسّر سبب والصراعات النفسيّة التي تعيشانها في الحاضر.

ورغم تشابه بداية قصّة البطلتين الا أن النهاية قد اختلفت فواحدة صارت أقوى وصارعت من أجل اكمال حياتها والتحرّر من الماضي والثانية فقدت صوتها ونفسها وانتحرت.

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.