أبرز اهتمامات الصحف التونسية ليوم الاربعاء 06 نوفمبر

“نحو التخفيض في نسبة دعم المحروقات في الميزانية الجديدة … المواطن دائما من يدفع الثمن” و”الحكومة المستحيلة” و”تحيا تونس يرفض المشاركة في الحكومة .. هل يجد مجلس الشورى المخرج من عنق الزجاجة؟” و”الاعتداءات متنوعة والارقام مرعبة … تعنيف الاطفال … الجريمة الصامتة”، مثلت أبرز العناوين التي تصدرت الصفحات الاولى للجرائد التونسية الصادرة اليوم الاربعاء.

سلطت جريدة (الصحافة) في مقال بصفحتها الرابعة، الضوء على التخفيض في نسبة دعم المحروقات بنسبة 9ر25 ضمن مشروع ميزانية الدولة لسنة 2020 ليمر من 2100 مليون دينار الى 1880 مليون دينار حيث تم تفسير التراجع الجزئي لميزانية الدعم التي سيدفع ضريبتها كالعادة المواطن التونسي بتخفيض مبلغ 500 مليون دينار من مصاريف المؤسستين المستفيدتين من هذا الدعم وهي الشركة التونسية للكهرباء والغاز والشركة التونسية لصناعات التكرير.

وحاورت الصحيفة، في هذا الخصوص الخبير الاقتصادي، محمد صالح جنادي، الذي أوضح أن صندوق الدعم يشمل المحروقات الموردة والطاقة الكهربائية ويحدد قيمة البرميل في الميزانية لمدة سنة واذا وقعت زيادة في سعر البرميل أو تراجعت قيمة الدينار فان الزيادة في سعر البرميل بدولار واحد ينتج عنها عجز ب141 مليون دينار في الميزانية بمعنى اذا أخذنا احتمالا بأن يقع تحديد سعر البرميل في الميزانية ب55 دولار ثم يرتفع سعره لاحقا فان الفارق بين السعر الاول والسعر الجديد سيساوي قيمة العجز في الميزانية واعتبارا الى لجوء الدولة الى التعديل الالي فالفارق الذي يحدد في صندوق الدعم لدعم المحروقات هو المحدد في ما بعد في الميزانية حيث يتم تحميل العجز للمواطن.

وأضاف، ذات المتحدث، أن التعديل الالي لسعر المحروقات يعني أن الكلفة الاضافية لا تتحملها الدولة بل المستهلك بما أن العجز في ميزان الطاقة يبلغ اليوم 6000 مليون دينار وكان من الاجدى على الدولة بأن تعمل على الخروج من عجز ميزان الطاقة من خلال العمل على الترفيع في انتاج البترول لكن في الواقع لم يطرح أي قانون جديد من أجل الخروج من الازمة الطاقية في قانون المالية خاصة بعد تراجع انتاج الفسفاط والمقدر ب8 مليون طن.

أما صحيفة (الصباح) فقد لاحظت في مقالها الافتتاحي، أن نتائج الانتخابات التشريعية الاخيرة قد بعثرت كل الاوراق وتبخرت معها كل الحسابات وأنها أرقت كل الاحزاب بما في ذلك الفائز الاول حركة النهضة التي نجحت في اقتلاع 52 مقعدا خلال السباق الانتخابي مشيرة الى أن الفائز الفائز هو الاكثر انشغالا بتعقيدات المرحلة الراهنة وما تشهده المفاوضات الماراطونية المعلنة منها والسرية من سيناريوهات محتملة وأخرى غير محتملة حتى هذه المرحلة بهدف تشكيل الحكومة وهي تظل مع ذلك من الخيارات الصعبة التي قد تبدو مستحيلة ولكن سيتعين بحثها حتى وان كان لا أحد يعرج عليها أو يشير اليها.

وذكرت الصحيفة في هذا الصدد، بمقولة الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي، أ، النهضة والنداء خطان متوازيان لا يلتقيان) قبل أن تؤكد التجربة العكس ويلتقي الممنوعان بكل ما احتملته التجربة من شروخ وتناقضات ومساوئ معتبرة أن مشكلة النهضة قد تكون اليوم أنه سيتعين عليها الوصول الى الحل قبل أن تدفع كرها لا حبا الى اعادة الانتخابات خلال أشهر.

وأوضحت أن في مواقف قيادات الحركة ما يعزز القناعة بأن الخلاص ليس بالمحسوم وان المخاض سيكون عسيرا حتى اللحظات الاخيرة لافتة الى أنه فيما يصر رئيس مجلس الشورى عبد الكريم الهاروني على الطمأنة مبشرا بأن الاعلان عن رئاسة الحكومة سيكون نهاية الاسبوع يلمح القيادي عبد للطيف المكي الى أن وجود زعيم الحركة على رأس الحكومة مسألة لا تحظى بالاجماع وفي المقابل يؤكد العجمي الوريمي على أن زعيم الحركة أكبر من كل المناصب في البلاد وهو ما يعزز القناعة بأن النقطة الاهم بشأن رئاسة الحكومة لم تتضح بعد في ذهن الحركة وأن كل ما يروج حتى الان في هذا الشأن يتنزل في طار ربح الوقت وجس النبض ليس الا.

واضافت أنه في المقابل يبقى الرهان على التحالفات مع بقية الاحزاب والحركات الفائزة في الانتخابات التشريعية بدوره قيد المجهول اذ وباستثناء ائتلاف الكرامة والرحمة اللذين يحرصان على اظهار التناسق مع حركة النهضة وياملان في أن يكونا جزءا من السلطة ويكون لهما موقع في الحكومة القادمة فان المشهد مختلف سواء تعلق الامر بالمفاوضات مع التيار الديمقراطي أو حركة الشعب اذ يبدو أن التباين عاد ليحل محل التقارب في المواقف أمام تمسك كل طرف بشروطه أو بالاحرى بنصيبه من المأدبة الحكومية، وفق ما ورد بالصحيفة.

من جهتها تطرقت (الشروق) في ورقة خاصة، الى اللقاء الذي جمع مساء، أمس الاثنين، وفدي حركة النهضة وتحيا تونس الذي أفضى الى خيبة تفاوضية وضعت كل ما سبقها من تعثر في المشاورات مع حزبي التيار وحركة الشعب جانبا معتبرة أن حركة النهضة باعت جلد الدب قبل اصطياده اذ اعتبرت الحوار مع حزب تحيا تونس مضمون النتيجة قبل عقد اللقاءات التشاورية الاولى وغاب عنها امكانية الصد والرفض من عدد من القيادات داخلها بغض النظر عن موقف رئيسها يوسف الشاهد وعن مدى مصداقيته.

ونقلت عن عن رئيس المكتب السياسي لحركة النهضة، نور الدين العرباوي، قوله ان اللقاء كان ايجابيا من حيث حديث الصراحة الذي تعرض أيضا للبرنامج الذي قدمته النهضة وظهر فيه أن فريق تحيا تونس على اطلاع على كثير من تفاصيله وقد بدأوا بعض الملاحظات حوله ورأوا أنه برنامج يمكن البناء عليه واعتباره قاعدة يتم الاتفاق حولها للحكم مما يؤكد الجدية والرغبة في تقديم الاضافة غير أن المشاركة في الحكومة اصطدمت بقرار سابق للمجلس الوطني لحزب تحيا تونس والذي اعتبر موقعه الطبيعي المعارضة وبالتالي عدم المشاركة في حكومة تشكلها أطراف أخرى وهو ما جعل الحوار محصورا بضوابط هذا الموقف الذي اعتمدته المؤسسة الرسمية على أساس أنه خيار جماعي يلزم كل قيادات الحزب ولا قدرة للوفد المفاوض على تجاوزه حتى يأتي ما يخالفه.

وأكد ذات المتحدث، أنه رغم وضوح موقف وفد تحيا تونس فانه تم الاتفاق على مواصلة الحوار والتشاور وعقد لقاءات أخرى مستقبلا وحصل لدى مفاوضي النهضة انطباع بأن هذا الموقف يمكن أن يتم تعديله ولو جزئيا، وفق ما ورد بالصحيفة.

وفي موضوع آخر اهتمت، ذات الصحيفة، بظاهرة تعنيف الاطفال مشيرة الى أن 128 بالمائة هي نسبة الزيادة المسجلة في عدد اشعارات مندوبي حماية الطفولة حول الطفولة المهددة في مقارنة بين سنتي 2008 و2018 اذ أنه نزيف مسكوت عنه تسعى السلطات الرسمية للحد منه بالزيادة في عدد مندوبي حماية الطفولة العام القادم أملا في الوزصول الى المناطق خارج دائرة المراقبة.

وأضافت أنه يوما بعد يوم تتواتر أخبار العنف المسلط ضد الاطفال في تونس فخلال شهر أكتوبر الماضي أقدم أربعة تلاميذ على الانتحار شنقا علما وأن أكتوبر 2018 خلى من أي حادثة انتحار أو محاولة انتحار من قبل الاطفال وفقا لارقام المرصد الاجتماعي التونسي كما يتابع مستخدمو فايسبوك بشكل يكاد يكون يوميا أخبارا وصورا وفيديوهات حول انتهاكات وتجاوزات يتعرض لها الاطفال والقصر ترتقي الى مستوى التعذيب وهو حال الطفل الذي انتشرت صورته الاسبوع الماضي وهو معلق من رجليه يحبل في نافذة في منزل أسرته.

وبينت ان أخبار العنف ضد الاطفال في الميديا الاجتماعية لا تتوقف حيث يبادر نشطاء ومواطنون لنشر صور وفيديوهات لمجمل الانتهاكات التي تطال الاطفال بل ان الاخبار الصحفية الواردة من مختلف الجهات تؤشر بدورها لعنف شديد في زيادة ضد الاطفال وفي مقدمته العنف الجنسي وجرائم القتل وارغام الاطفال على تناول الكحول وهو حال الطفل ذو التسع سنوات الذي كان يرغمه والده على شرب الخمر بحضور ندمائه ليتدخل الامن ويوقف الاب ويودع الطفل في مؤسسة رعاية اجتماعية متسائلة الى أين نمضي بالاطفال بهذا عنف؟ خاصة اذا ما اتضح أن كل الفضاءات وخاصة منها المنزل العائلي أصبحت فضاءات غير آمنة بالنسبة للطفل.

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.