أبرز اهتمامات الصحف التونسية ليوم الثلاثاء 10 ديسمبر 2019

“عبير موسي وسياسة تهرئة سلطة الشيخ … هل أخطأ الغنوشي برئاسته البرلمان؟” و”الرقمنة دواء منظومتنا الصحية” و”لتكون النخبة القدوة الحسنة”، و” بعد يومين من دعوته الى مؤتمر توحيدي للنداء الكبير والتاريخي …عزل حافظ قايد السبسي وتعويضه بقاسم مخلوف ” مثلت ابرز العناوين التي تصدرت الصفحات الاولى للجرائد التونسية الصادرة اليوم الثلاثاء.

لاحظت جريدة (الصحافة) في مقال بصفحتها الثالثة، أن “حركة النهضة أصبحت في وضع صعب ولا تحسد عليه بسبب بمطبات تشكيل الحكومة حيث وجدت نفسها أمام خيارات ثلاثة أحلاها مر فاما أن تمارس الحكم مع من يشبهها ايديولوجيا وسياسيا فتزيد من عزلتها داخليا وخارجيا أو أنها تسعى الى توسيع قاعدة التحالف فتجد نفسها خاضعة لابتزاز الاطراف الحزبية الوافدة (حركة الشعب والتيار الديمقراطي مثالا) والتي تطالب بحصص في الحكومة لا قبل للنهضة بتلبيتها واما أنها ستتحالف مع قلب تونس وتتناقض بالتالي مع كل التصريحات والالتزامات السابقة” مشيرة الى “أننا لسنا في حاجة للتدليل على أن هذه الوضعية هي نتاج خالص لخيارات سياسية فرضها شيخ النهضة على حركته وهي كما يعلم الجميع خيارات لقيت معارضة قوية في الداخل النهضاوي ولكت الرغبة في المحافظة على تماسك الحركة ومنطق الربح والخسارة دفعا المعارضين الى الرضوخ لارادة الشيخ سواء كان ذلك في رسم خارطة التحالفات بدءا بفك الارتباط مع الراحل الباجي قايد السبسي ووصولا الى ما يجري الان من تقلبات تشكيل الحكومة وقبل ذلك رضوخ هذه المعارضة الى ارادة شيخها في تغيير القائمات الانتخابية وفرض أسماء بعينها”.

وأضافت أن “ما عاشه رئيس البرلمان، راشد الغنوشي، مع النائبة عبير موسي هو عينة مما سيتكرر حدوثه طوال كامل المدة النيابية التشريعية وهو ما قد يضعف موقع الشيخ داخل حركته وبالتعبئة سيؤثر ذلك على موقعه الاعتباري والسياسي في المجتمع والدولة ويفتح الباب لتغييرات لا مناص منها في حركة النهضة والمرجح أن تكون هذه التطورات في صالح الذين لديهم الرغبة والارادة في الانصهار في المجتمع التونسي على قاعدة موروث نموذجها الحضاري المتفرد وباعتماد الية الديمقراطية التي فرضتها على كل الاطراف هبة التونسيين من أجل الحرية والكرامة”.

وبينت “أن النهضة في وضع مفصلي وخطير اذ أن سلوكها العملي والسياسي سيحدد بصفة أساسية دوامها كحزب قابل لممارسة السلطة على أساس دستور مدني وان الامتحان الاساسي لحركة النهضة هو في قدرتها على القطع مع الاليات المعتمدة في الاحزاب العقائدية والدينية لانه بخلاف ذلك فان السعي لاستنساخ نظام العمل داخل الحركة واسقاطه على البرلمان وباقي مؤسسات الدولة ستكون عواقبه مأساوية وكارثية ووخيمة على المجتمع التونسي وعلى النهضة تحديدا” مبرزة أن “طريق الحرية والديمقراطية واضح تماما مثل طريق الاستبداد وقد يتردد البعض في سلك هذا السبيل أو تلك غير أن بعض التردد قد يفتح الباب أمام من ينتظر الفرصة للانقضاض على مقاليد الحكم في البرلمان وفي الحكومة”.

واعتبرت جريدة (الصباح) في ركنها (صباح الخير) أن “المهم اليوم أن ما حدث كانت له دون شك تداعيات سلبية آنية في تعطيل عمل السلطة التشريعية في ظرف دقيق تمر به البلاد وتقديم صورة محبطة للرأي العام عن بداية متعثرة لمجلس الشعب قد تتواصل على امتداد كامل العهدة النيابية اذا ما كتب لهذا المجلس أن يكملها”، و”أخرى آجلة بالنظر الى ما قد تحمله تلك الوقائع تحت قبة باردو من قدوة للتونسيين في كيفية ادارة الاختلاف وفي الاقدام على تعطيل العمل والانتاج وخرق القوانين كوسيلة للاحتجاج وتحقيق المطالب المشروعة وغير المشروعة”.

وأضافت أن ” تجربة سنوات الانتقال الديمقراطي أثبتت أن سلوك النخبة السياسية يؤثر بشكل أو بآخر على الميزاج والسلوك العام وكثيرا ما أرجع المختصون في علم الاجتماع وعلم النفس جملة المظاهر والسلوكيات العنيفة المتنامية في الاونة الاخيرة في الاسرة والشارع والاستهتار بالملك العام وخرق قوانين الطرقات والتطبيع مع الفساد والمطلبية المشطة وحالة الاحباط العامة الى ردود فعل طبيعية لما تاتيه النخب السياسية من خطاب عنيف في المنابر الاعلامية واصرارها على خوض معارك هامشية بعيدة عن اهتمامات التونسي وانتظاراته”.

وأبرزت أن ” الحديث اليوم تحت قبة البرلمان على مراجعة النظام الداخلي للمجلس واعداد مدونة سلوك لضبط حدود التعامل اللائق بين النواب هي خطوة في الاتجاه الصحيح لرمرمة تلك الصورة المهترئة ويجب أن تتلوها خطوات تشريعية أخرى حفاظا على هيبة مؤسسات الحكم ولتنقية المناخ والاجواء الحزبية والبرلمانية واعادة الاعتبار لمكانة النخب السياسية وللاحزاب كمقوم اساسي دونه لا يستقيم الحديث عن نظام ديمقراطي سليم”.

وخصصت جريدة ( الشروق) ورقة للحديث عن رقمنة المنظومة الصحية من أجل حل التعطيلات الادارية وخاصة المشاكل المتعلقة بضبط الادوية والمواعيد الطبية ، مشيرة الى ان التوجه نحو الاستراتيجية الوطنية لرقمنة المنظومة الصحية هو توجه عالمي عالمي بغية توفير رعاية عالية الجودة باسعار معقولة ومتاحة عالميا .

واضافت ان ” من مزايا رقمنة الخدمات الطبية حسب الخبراء والملاحظين انها سترتقي بجودة الخدمات وكذلك ستساعد على المصاريف والتكلفة العامة لهذه الخدمات” ، مبينة ان النتائج الايجابية لرقمنة المنظومة الصحية قد ظهرت من خلال تقليص تكلفة الخدمات الطبية بالمستشفى الجامعي الحبيب ثامر بنسبة 27 بالمائة .

واشارت الى ‘ ان من ايجابيات رقمنة الخدمات الصحية بالمستشفيات العمومية ايضا التمكن من التعاطي مع المرضى باعتماد المعرف الموحد للصحة والملف الطبي المرقمن اي ملف واحد لكل مريض تونسي” ، مضيفة ” ان مشروع رقمنة الخدمات الصحية تم تنفيذه وفق روزنامة مضبوطة انطلقت خلال موفى شهر افريل الفارط باتمام رقمنة مخابر عدد من مستشفيات العاصمة وخاصة المستشفيات الجامعية” .

واكد الدكتور سهيل بالي مدير النهوض بالخدمات الصحية بولاية بن عروس ، ان رقمنة المنظومة الصحية اصبحت اكثر من ضرورية لتفادي العديد من المشاكل والاخلالات التي يعاني منها قطاع الصحة العمومية في تونس ، مبينا ان ولاية بن عروس بدات في هذا التمشي خاصة بمستشفى الاصابات والحروق البليغة والبداية كانت برقمنة المواعيد الطبية وضبط المواعيد عن بعد .

واهتمت جريدة (المغرب) بما يجري صلب نداء تونس الذي لايزال الانشقاق سيد الموقف ، حيث تسعى كل مجموعة بحسب رغبتها وتصوراتها الى اعادة “النداء التاريخي ” وتجميع العائلة الوسطية ، مبينة ان المجموعة التي اجتمعت في سوسة ليومين بعيدا عن الاعين ودون علم قيادات ندائية انتهت الى اتخاذ قرار بعزل حافظ قائد السبسي المتواجد منذ اشهر خارج حدود الوطن ليخلف مكانه نائبه الاول قاسم مخلوف الذي اكد في تصريح ” انه لم يكن حاضرا في اجتماع الاطارات لالتزامات شخصية واهم القرارات التي تم اتخاذها معاينة شغور منصب رئيس اللجنة المركزية والممثل القانوني للحركة وهذا امر عادي تم حسب القانون الداخلي للحزب ولا علاقة له ب”الانقلاب” وبعد نقاشات مطولة اقترح عدد من الاطارات اسناد هذه الخطة الى النائب الاول حسب مخرجات المؤتمر الفارط ” .

واضاف مخلوف ان الحزب ليس في احسن حالته لكن اشترطت عليهم ان يكون هناك اجماع كل الحاضرين على المقترح لقبوله ولفترة مرتبطة بخارطة طريق واضحة الى حين انعقاد المؤتمر وهو ما تم بالفعل من اجل استعادة وجود ” النداء التاريخي ” وتجميع العائلة الوسطية الحداثية البورقيبية والابتعاد عن قاعدة ” الانا ” واختيار قيادة لا تقود الحزب فقط بل ايضا البلاد ” .

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.