أبرز اهتمامات الصحف التونسية ليوم السبت 17 أكتوبر

تركزت اهتمامات الصحف التونسية الصادرة، اليوم السبت، حول عدة مواضيع تهم الشأن الوطني، أبرزها وضعية المستشفيات العمومية التي تحولت الى ‘فضيحة’ تعمقت مع وباء كورونا وتسليط الضوء على علاقة تونس ببعض الدول والاضافة التي تحققت لبلادنا في هذا الخصوص الى جانب مواصلة تغطية مأساة كشك سبيطلة وآخر تطوراتها والتطرق الى الصراع الخفي داخل حركة النهضة الذي يمكن أن يؤثر على التجربة الديمقراطية في تونس.

مستشفياتنا العمومية تتحول الى فضيحة

جريدة (الشروق)

“صور الاقسام الطبية التي نشرت بكثافة على شبكات التواصل الاجتماعي أكدت أن مستشفياتنا العمومية تحولت الى فضيحة. كان علينا أن ننتظر ظهور وباء الكورونا حتى نكتشف الحقيقة ليس فقط حقيقة المستشفيات العمومية وكذا نعرف جانبا منها بل حقيقة فشل كل المسؤولين الذين تعاقبوا في العقد الاخير على وزارة الصحة”.
“الصور التي نشرت وظهرت تؤكد أن مستشفياتنا هي من بين الاسوا في العالم مرضى يفترشون الارض وممرضون دون رقابة وتجهيزات طبية معطلة وبالية ومرضى يستغيثون وغياب تام للادوية. كنا ننتظر أن تفتح الحكومة تحقيقا بعد نشر تلك الصور المرعبة وكنا ننتظر أن يخرج وزير الصحة ومعه كل مديري المستشفيات للاعتذار من المواطنين لكن لا شئ حدث بل كانت التبريرات أقبح من كل الذنوب”.
“”في بلدان أخرى مثل فرنسا انطلقت في المحاسبة وفتح تحقيقات رسمية بسبب تقصير المسؤولين في مواجهة الوباء كان يمكن اتخاذ قرارات أكثر جدوى ونجاعة وكان يمكن اصلاح أوضاع المستشفيات وكان لا بد من الاستعداد للموجة الثانية والجميع كان ينتظرها كان يمكن اتخاذ قرارات أكثر ايجابية وفاعلية لكن الجميع من في السلطة كانوا مهتمين بشؤون أحزابهم وبحسابات بعيدة عن واقع الشعب..”.

“علاقة تونس ببعض الدول … عقيمة”

صحيفة (الشروق)

“في مثل هذه الفترة الصعبة التي تمر بها البلاد اقتصاديا وماليا وصحيا تحوم تساؤلات لدى الرأي العام عن الاضافة التي تحققت للبلاد من علاقاتها مع بعض الدول التي تكتفي أحيانا بحماية مصالحها دون التفكير في المصالح المتبادلة”.
“يطالب المختصون والخبراء بمزيد تحسين وتطوير الاتفاقيات التجارية والاقتصادية التي تربط تونس بعديد الدول التي اتضح أنها غير متوازنة. وتخدم أكثر مصالح الدول الاجنبية على حساب المصلحة الوطنية خاصة بعض الاتفاقيات التي فرضتها المصالح السياسية لبعض الاطراف الحاكمة. ومن المفروض أن يكون تعامل تونس اليوم بندية مع هذه الدول وأن تفرض عليها ضرورة حماية مصالحها الاقتصادية أو على الاقل أن تكون المصلحة متبادلة وأن يكون الميزان التجاري (الصادرات والواردات) متوازنا مع كل الدول وكذلك الشأن بالنسبة الى الاستثمارات الاجنبية وعدم اكتفاء هذه الدول فقط باستقطاب الادمغة والكفاءات التونسية للمشاريع المقامة على أراضيها وباغراق السوق التونسية بسلعها دون أن تستورد في المقابل السلع التونسية”.

“الزيارات الفجئية تجاوزتها الاحداث”

جريدة (الصباح)

“ان الزيارات الفجئية وتغيير مسارات الزيارات الرسمية، أسلوب قديم وقد كان يعتمد في تونس في عهد الديكتاتورية والهدف منه هو القبض على المسؤولين في حالة تلبس بالتملص من المسؤولية. وقد كان السياق يسمح بذلك لان النظام الديكتاتوري كان يضع الجميع في خانة واحدة ويسلط عليهم رقابة مشددة وجميعهم محل شك في حين أن الديمقراطية هي من المفروض تكون على العكس من ذلك تماما أي أنها تقوم على حد أدنى من الثقة المتبادلة”.
“ولنا أن نشير الى أن التمسك بالزيارات الفجئية حتى في مستوى الوزراء في علاقة بالادرارات التابعة لوزاراتهم انما هو يؤكد وجود مفارقة عجيبة. فبقدر ما يصر المسؤولون في الدولة بداية بمن هم في أعلبى هرم السلطة وصولا الى أصغر مسؤول اليوم في الادارة، على أنهم نتاج الثورة وأنهم من أبنائها وكثيرون منهم ما كانوا ليحلموا حتى مجرد الحلم بالوصول الى السلطة قبل 2011 فان أغلبهم يتمسك بالاسلوب القديم في الحكم وفي التسيير”.

“مـأساة كشك سبيطلة … هل يتم الاكتفاء بتوجيه تهم القتل العمد والمشاركة في القتل الى 4 متهمين؟”

جريدة (المغرب)

“قرار احالة وتوجيه تهم القتل العمد والمشاركة في القتل العمد للمتهمين الاربعة دون التدخل في سير القضاء أو أطواره يثير الخشية من أن تقتصر معالجة المأساة على أنها عمل فردي أو اهمال يتحمل مسؤوليته أفراد ويغفل عن أن المأساة أشمل من أن تختزل في توجيه تهم لاربعة أفراد هم يتحملون المسؤولية ولا شك ولكنهم ليسوا بمفردهم”.
“فالامر لا يقتصر عند حدود الفعل بل ما سبق فعل الهدم برمته ومن هيأ المناخ ليقع المحظور. هي سلسلة من الافعال التي سبقت النهاية المفزعة لعبد الرزاق الخشناوي. المسؤولون عنها لسيوا المتهمين الاربعة اذ يوجد متهمون آخرون وجب أن يقع تتبعهم لصفاتهم، لتحملهم المسؤولية السياسية عما جرى”.
“ان الخشية الكبرى أن تقتصر المحاسبة على جانبها القضائي وعلى الحلقة الاولى أي من كان مساهما مباشرة في الواقعة، أما باقي الفاعلين فلن يساءلوا وبهذا نهيئ لان نكرر المأساة أو أن نبتدع مأساة جديدة طالما أن المحاسبة ان وجدت تكتفي بالحلقة الاولى ولا تذهب أبعد لتتقصى عن الاسباب التي أودت بنا”.

الصراع الخفي داخل حركة النهضة … تدهور غير مسبوق

جريدة (الصحافة)

“في تطور غير مسبوق داخل واحدة من أهم تنظيمات الاسلام السياسي في تونس وربما في العالم طفا الى السطح وبشكل علني وحاد الصراع الخفي بين أبرز مؤسسي الجماعة الاسلامية وهو رئيس النهضة الحالي، راشد الغنوشي، وطيف لا يستهان به من أبناء الحركة الذين ضاقوا ذرعا من تفرده بالقرار وسوء الحوكمة وكتم الانفاس والاخطر من ذلك اعلان النية للترشح للانتخابات الرئاسية لسنة 2024 وهي خطوة تمثل تتويجا لمرحلة وبداية لاخرى وصلت فيها النهضة الى ترد مخيف وتدهور غير مسبوق في تاريخها مثلما جاء في نص الرسالة الثانية لما بات يعرف بمجموعة المائة”.
“واكد باعثو الرسالة هذه المرة أن ‘الوضع لم يعد يطاق بل أخطر من ذلك لم يعد لنا ولا للحركة ولا للبلاد متسع من الصبر أو سعة من غض النظر أو ترك أو تغافل، هذا أمر لا تسامح فيه ولا تنازل عنه ولا مراعاة ولا مجاملة’، ومن هذا المنطلق أساسا يكتسي ملف النهضة وما يحصل داخلها أهمية بالغة ومضاعفة ببلادنا”.
“ووفق التجارب المقارنة فان الخلافات والصراعات والتدافع داخل التنظيمات العقائدية والاسلامية بالخصوص يأخذ أشكالا تراجيدية تتخذ صورا درامية تكون تعبيراتها أحيانا بسميات الصقور والحمائم وأحيانا أخرى أجنحة سلمية تقابلها أجنحة عنيفة وحتى مسلحة ولنا في مسارات الاسلاميين في الجزائر مثلا أو سوريا و العراق والصومال وأفغانستان أدلة مشابهة”.

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.