مهرجان قرطاج الدولي 2022: جمهور عريض فاق طاقة استيعاب المسرح ينتشي رقصا وغناءً في سهرة مميزة بإمضاء الفنان صابر الرباعي


لم يخيب أمير الغناء العربي صابر الرباعي آمال عشاقه ومعجبيه الذين توافدوا باكرا جدّا، أمس الثلاثاء، على المسرح الروماني بقرطاج منذ حوالي الساعة الرابعة ونصف مساءً، بحسب اللجنة المكلّفة بالتنظيم.

ولم تمنع الجمهور حرارة الطقس المرتفعة من الوقوف في طوابير طويلة من أجل الظفر بالمدرّجات الأمامية للمسرح الذي فاق طاقة استيعابه قبل بداية الحفل بنحو 30 دقيقة، علما أن سعة المسرح الروماني بقرطاج تبلغ 10 آلاف متفرّج، وفق وكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية التي يعود إليها بالنظر هذا المعلم الأثري الروماني.

وقدّم صابر الرباعي لجمهوره في قرطاج حفلا موسيقيا استثنائيا استمرّ لنحو ساعتيْن ونصف، أدى خلاله باقة من أعماله الموسيقية التي لاقت صدى جماهيريا واسعا على غرار “تمنيت” و”دلولة” و “بنت العربية” و”أجمل نساء العالم” و”أتحدى العالم”، وهي من الأغاني التي ظلت آسرة للجمهور العربي بكلماتها وإيقاعاتها وتوليفاتها الموسيقية التي تُراوح ببراعة بين الأنماط الموسيقية التونسية والطرب العربي الأصيل.

الفنان صابر الرباعي الذي كان اعتلى ركح المسرح الروماني بقرطاج للمرة الأولى في مسيرته الفنية سنة 1994، أغدق على جمهوره، في سهرة أمس الثلاثاء، بمختارات متنوعة، راوح فيها بين الطرب والأغاني الإيقاعية والأغاني باللهجة التونسية، كما راوح بين الأغاني الجديدة والقديمة. فتغنى بالمرأة وأدى باقة من الأغاني الرومنسية واستجاب لرغبات الجمهور وما طالب بالاستماع إليه.

واستمع الجمهور إلى أغاني “رحت وجيت” و”ببساطة” و”أجمل نساء الدنيا” و”على نار” و”ألف سلامة عليك يا حبيبي” و”عزة نفسي”. ومن باقة أغانيه الجديدة، غنى صابر مع جمهوره “مغيار” و”يا للا” و”خلوني”، ثم أتبعها بأغاني “يا دلولة” و”أولاد الغول” وغيرها.

وتغيّر نسق العرض مجددا من الإيقاعات الشرقية إلى الألحان التونسية، إذ أدى باقة من أغاني الفنانيْن الراحليْن محمد الجموسي وعلي الرياحي، إلى جانب أداء كوكتال “الأقطاب”، فأرقص الحشود الغفيرة التي اهتزّت على وقع رقصاتها مدرّجات المسرح وأرجاؤه.

وتولّت وزيرة الشؤون الثقافية حياة قطاط القرمازي تكريم الفنان صابر الرباعي، إثر نهاية الحفل، وهو الذي أثبت مجددا أنه نجم ساطع في سماء الفن العربي، بصوته العذب وحضوره الركحي المميز وبإتقانه الغناء بلهجات مختلفة، وبإنتاجه الغزير والمتجدد على مدى كامل مسيرته الفنية البالغة أكثر من ثلاثة عقود.

ولم يخف صابر الرباعي، خلال لقائه بالصحفيين في المركز الإعلامي للمهرجان بعد نهاية العرض، التخوّف الذي انتابه قبل العرض من حضور عدد قليل من الجمهور بسبب شدة حرارة الطقس، رغم نفاد جميع تذاكر الحفل منذ حوالي أسبوعيْن، وعدم تحمّله ساعات الانتظار الطويلة أو إمكانية نزول الأمطار.

وعن مضمون الحفل الذي راوح فيه بين أغاني التراث وأغانيه القديمة والجديدة، عبّر عن رفضه فكرة أداء الأغاني الجديدة فحسب في المهرجانات، مضيفا أن الأغاني الجديدة ليست وليدة المهرجانات. وتابع حديثه قائلا: “من حق هذا الجيل الاستماع إلى الأغاني التراثية بأصوات فناني اليوم وهو من طلب أداء هذه الأغاني رغم أنني أديت الباقة غنائية لعلي الرياحي أول مرة منذ سنة 2003”.

وعن إنتاجاته المستقبلية، أفاد أن فيديو كليب سيصدر له في شهر سبتمبر لأغنية باللهجة اللبنانية على الشبكات الاجتماعية، مشيرا إلى أنه سينطلق في التصوير خلال الأيام القادمة ، دون أن يُفصح عن اسم هذه الأغنية أو مكان التصوير. وذكر صابر الرباعي أيضا أنه سيصدر عددا من الأعمال الموسيقية من ألحانه. كما تحدّث عن مشروع آخر مع فنانة عالمية، لم يكشف عن اسمها، مكتفيا بالقول : إن هذا المشروع سيعود مع نسق عودة الحياة إلى طبيعتها بعد توقفها خلال السنتين الماضيتين بسبب جائحة كورونا.

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.