عزيز الجبالي يقدم مسرحيته هربة 2.0 على ركح مهرجان بنزرت الدولي


ما معنى السعادة، وماهي شروط توفرها، وهل نعيش على أمل بلوغ تلك اللحظة أم هي سرّ اللحظة الراهنة ويجب أن نحياها بدل محاولات بلوغها ؟ أسئلة وجودية حاول طرحها الممثل عزيز الجبالي بشكل يجمع بين الهزل والجد في عمله المونودرامي “هربة 2.0” الذي قدمه مساء أمس في مسرح عبد الحفيظ بن عيسى ضمن فعاليات الدورة التاسعة والثلاثين لمهرجان بنزرت الدولي.

هل يمكن اختيار الناس الذين يشاركوننا رقعة الأرض والعيش معنا ؟ انطلاقا من هذه الفكرة تخيل عزيز الجبالي الأشخاص الذين عليهم أن يمرّوا باختبار لدخول عالمه الجديد الذي أطلق عليه اسم “كوكب 2.0” فحمل جمهور بنزرت إلى عالمه المتخيل ليعيش معه ساعة وربع من الضحك المتواصل الذي يدعو فيه الممثل، بذكاء، في الآن نفسه إلى التفكير في واقعنا اليومي وفي جملة من المفاهيم كالتفاؤل والطموح والقناعة وغيرها من المسائل التي طرحها عزيز الجبالي من خلال شخصيات متناقضة ومركبة جعلها مدعاة للسخرية حينا وللإشفاق أحيانا.

واعتمد الجبالي في هذا العمل المونودرامي الذي تولى إخراجه بنفسه، على سينوغرافيا ساهمت في الانتقال بين الشخصيات حيث توزعت على الركح الشخصيات الرئيسية الأربعة التي أنطقها الممثل عبر “الكاستينغ” الذي شاركت فيه، واعتمد شاشة خلفية للمرور من مترشح على آخر، كل منهم يحاول التعريف بنفسه رغبة في اختياره للعيش في الكوكب الجديد الذي يستوجب العيش فيه حدا أدنى من الشروط من بينها بالأساس طريقة التفكير.

بين سعاد أستاذة التنمية البشرية ومالك الذي يريد أن يصبح نجما ورؤوف الذي يشتغل في غرفة الموتى بأحد المستشفيات، وسناء دغمان الشابة المحافظة، وهيكل الثري والمتميز في الدراسة، وزوج مبروكة والد هيكل ومهدي وسناء، تنقل عزيز الجبالي بسلاسة ونجح في شد الحاضرين طوال العرض في عمل ليس مرتبطا بالأحداث الآنية لا السياسية ولا الاجتماعية بل من خلال نقد ممارسات نماذج لشخصيات تعيش بيننا في العموم، بشكل يجمع بين الهزل في الظاهر والجد في الباطن بعيدا عن الابتذال أو الاستخفاف بالجمهور، أو استسهال فن الإضحاك والمسرح عموما.

عزيز الجبالي الذي عرفه الجمهور الواسع عن كثب في السنوات الأخيرة من خلال شخصيات “برغل” ووجدي” و”طلال” هذه الشخصيات المختلفة التي قدمها في “كان يا ماكانش” و”نوبة” و”عشاق الدنيا” و”براءة”، وكانت له إطلالات سابقة في عدة أعمال مسرحية وسينمائية، إذ يعرفه جيدا جمهور الفن الرابع والسينما، لم يخف السعادة الكبيرة التي غمرته في نهاية هذا العرض الذي حضره والداه وشقيقه والعديد من أصدقائه من ممثلين ومخرجين من بينهم بالخصوص نضال السعدي وعبد الحميد بوشناق اللذين استضافهما على الركح، كما اختار تكريم مغنيي الراب المعروفين بأسماء “تقشيرة” و”ألفا” و”براذرهود” حيث صعدوا على الركح وقدموا أشهر الأغاني التي عرفوا بها وقد تفاعل معهم الجمهور بشكل كبير.

مسرحية “هربة2.0” التي هي نسخة متطورة من “هربة” التي قدمها صاحبها منذ نحو ست سنوات، أثبتت تمكّن الممثل الشاب عزيز الجبالي من فن المونودرام، وأكدت أنه يسير بثبات وتؤدة في طريق النجاح، محاطا بأصدقائه وكل المؤمنين بقدراته الفنية والداعمين له.
ريم

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.