دراسة حول “العمالة الزراعية النسوية” في تونس توصي بتركيز شركة تعاونية مهمتها نقل العاملات وتوفير اليد العاملة الفلاحية بعيدا عن الاستغلال

خلصت دراسة أعدها المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية بعنوان “العمالة الزراعية النسوية وسياسات تأبيد الهشاشة: أي سبيل للانقاذ ورد الاعتبار” الى ضرورة تركيز شركة تعاونية ذات صبغة قانونية مهمتها نقل العاملات وتوفير اليد العاملة للفلاحين بعيدا عن الاستغلال ومخالفة القوانين، وفق ما أفادت به الأربعاء المكلفة بملف العاملات الفلاحيات بالمنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية حياة العطار.

وأبرزت الدراسة بالاعتماد على الملاحظات وجمع البيانات واللقاءات المباشرة مع 500 عينة من 12 ولاية تونسية، أهمية مراجعة مجلة الشغل وإحداث تعديلات على بعض الفصول بما يجعلها متلائمة مع متطلبات المرحلة ومع الالتزامات الدولية والوطنية في مجال حقوق الإنسان.

وأوصت الدراسة التي قدمت في إطار تنظيم اليوم التضامني مع عاملات القطاع الفلاحي بالإسراع الى المصادقة على اتفاقية منظمة العمل الدولية المتعلقة بتفقد الشغل في القطاع ألفلاحي وتعديل قانون الضمان الاجتماعي للعملة والعاملات في القطاع ألفلاحي وإحداث آلية جديدة لدعم الضمان الاجتماعي لهذه الفئة وتعميم منافع الضمان الاجتماعي على كل الفئات العاملة سواء في القطاع العام او القطاع ألفلاحي وخاصة في مسالة التامين على الحياة.

ودعت الدراسة إلى ضرورة بعث مشاريع تنموية في المناطق الريفية والنهوض بوضعية سكان الارياف وخلق مواطن شغل للشباب المعطل عن العمل من خلال تطبيق برنامج التمكين الاقتصادي لفائدة العائلات المعوزة والفئات محدودة الدخل بما من شانه ان يخفف العبء على النساء في تلك الأوساط ويحدّ من فرص استغلالهن وتشغيلهن بطرق هشة.

وشددت الدراسة على تفعيل آليات الرقابة على المؤسسات الفلاحية وعلى المستغلات الصغرى والكبرى وتكثيف الزيارات الميدانية لأعوان تفقديات الشغل ورصد المخالفات ورفعها وتطبيق القانون على المخالفين وتمكين العاملات الفلاحيات من شهادة تثبت ممارستهن للعمل الفلاحي وتعميم الشهادة على كل العاملات بقطع النظر عن الاستقرار في مستغلة واحدة من عدمه.

وأوصت الدراسة بأهمية إحداث برامج للنهوض بالقطاع الفلاحي ودعم صغار الفلاحين بالحوافز والتشجيع وهيكلة القطاع والمنظومات المكونة له للقطع مع الظواهر والأزمات التي أنهكت الفلاح ودمرت منظومة الإنتاج والتسويق والتصدير وتفعيل خلايا الإرشاد الفلاحي واستعادة دورها الاستشاري ومرافقتها للفلاحين خاصة الذين لايمتلكون خبرة في المجال.

وأظهرت الدراسة ضرورة تكوين اليد العاملة في القطاع الفلاحي وتمكينها من مهارات ومعارف في كل مايخص الأنشطة الفلاحية وكيفية استعمال الأدوية والمبيدات والتوقي من الإصابة بالإمراض وإتباع إجراءات السلامة المهنية فضلا عن الدعوة الى مزيد التنسيق والتواصل بين الوزارات المتداخلة في القطاع ألفلاحي.

كما بينت الدراسة أهمية القطع مع القرارات الارتجالية والبرامج الفضفاضة من أجل تمكين فعلي للنساء في الوسط الريفي والعاملات الفلاحيات، حاثة على تنظيم مجلس وزاري لوضع إستراتيجية عمل تخص ملف العاملات الفلاحيات وتحديد المهام والأولويات ثم المواظبة على انعقاده سنويا لمتابعة الخطة وتقييمها وتعديلها.

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.