انطلقت الحكومة الجديدة التي خلفت حكومة الترويكا في الحكم في التضييق على الأماكن التي شكّكت في أنها أصبحت حاضنة للإرهابيين حيث بدأت في حملة لمتابعة المساجد سعيا لمحاصرة السلفيين المتشددين الذين يسيطرون على عدد منها بعد ثورة 14 جانفي 2011.
…
انطلقت الحكومة الجديدة التي خلفت حكومة الترويكا في الحكم في التضييق على الأماكن التي شكّكت في أنها أصبحت حاضنة للإرهابيين حيث بدأت في حملة لمتابعة المساجد سعيا لمحاصرة السلفيين المتشددين الذين يسيطرون على عدد منها بعد ثورة 14 جانفي 2011.
وأعلنت وزارة الشؤون الدينية عن قرارها غلق المساجد بعد صلاة العشاء وفتحها نصف ساعة قبل صلاة الفجر على ان تغلق بعد ذلك وتفتح من جديد قبل صلاة الظهر.
وذكرت الوزارة في بلاغ لها أن القرار الجديد يحرص على مزيد احكام سير المساجد ومنع استغلال بيوت الله لغايات تتنافى وحرمة هذه الأماكن.
وستلجأ الحكومة التي يترأسها مهدي جمعة الى استخدام السلطة التنفيذية بالتنسيق مع وزارة الداخلية لبسط سيطرتها على المساجد غير الخاضعة لسيطرتها حيث حددت الوزارة خطة تمتد على مدى 3 أشهر لاستعادة قرابة 150 مسجدا مازالوا خارج سيطرتها من بين اكثر من 5 ألاف مسجد في انحاء البلاد.
ومن المنتظر أن تقوم وزارة الشؤون الدينية بتعيين أئمة جدد على تلك المساجد غير الخاضعة للسيطرة وستلجأ الى القوة العامة في حال ما وجدت معارضة من قبل من استولوا على المعالم الدينية.
وقال وزير الشؤون الدينية منير التليلي في حوار مع قناة روسيا اليوم أن الوزارة ضبطت خطة بالتدخل في ما بين 10 و15 جامعا ومسجدا أسبوعيا لاسترجاع السيطرة على دور العبادة كافة مشيرا إلى تكمن الوزارة الأسبوع المنقضي من استرجاع 9 مساجد من بين 15 مسجدا وجامعا مبرمجا.
وبين التليلي أن الوزارة تقوم بمراقبة الخطب التي تؤلب ضمنيا أو ظاهريا العباد على بعضهم البعض أو على الدولة ثم تسعى إلى إقناع الأئمة غير المكلفين منهم بالتوقف عن صعود المنابر والمكلفين منهم بالالتزام بالضوابط الأخلاقية للخطاب الديني.
وكان رئيس الحكومة مهدي جمعة قد صرح ان المتشددين يسيطرون الان على 150 مسجدا وان الحكومة تسعى لاستعادة السيطرة عليها وتطبيق القانون بصرامة ضد المخالفين.
خبراء في الأمن يصفون قرار استعادة المساجد بالخطوة الايجابية
قال الخبير الاستراتيجي في الشؤون الامنية مازن الشريف في حديث للمصدر أن اجتثاث آفة الإرهاب لا بد ان ينطلق من افتكاك الجوامع من الجماعات المتشددة التي تستحوذ على عدد كبير من الجوامع في مناطق متفرقة من البلاد التونسية.
وشدد مازن الشريف على أن ظاهرة الإرهاب لا يمكن ان تتمركز في البلاد إلا اذا وجدت أرضية ملائمة لها مشيرا الى أن منابر الجوامع أصبحت منابر لدعوات القتل والعنف بسبب اعتلاءها من طرف متطرفين وبسبب فشل حكومة الترويكا في ضبط استراتيجية واضحة تتكفل بحماية مؤسسات الدولة حد قوله.
وفي نفس السياق تقول الخبيرة في المجال العسكري والأمني بدرة قعلول للمصدر أن تحركات الإرهابيين في تونس قد انطلقت بتحركات دعوية و بفرض أفكار تطرف والتشدد الديني في المساجد والجوامع.
وأكدت بدرة قعلول ان القرار الذي اتخذته حكومة جمعة خطوة إيجابية نحو اجتثاث منابع الإرهاب في تونس حتى لا يجد الارهابيون موطئا لهم.
وقد اقتحمت وحدات الأمن في الاشهر الاخيرة عدة مساجد واعتقلت متشددين يشتبه في تورطهم في احداث إرهابية حيث تم سجن الشيخ السلفي خميس الماجري بتهمة اعتلاء منابر المساجد دون ترخيص.
بسام حمدي
تونس تضيّق الخناق على الإرهاب وتفتك الجوامع من المتشددين
تونس: وزارة الشؤون الدينية تحدد أوقات لغلق المساجد وفتحها