بلغت أشغال تهيئة وصيانة المتحف الأثري بحيدرة في ولاية القصرين التسعين بالمائة ومن المنتظر أن تستكمل في غضون الأسابيع القليلة المقبلة ليتم إثر ذلك تحديد موعد تدشينه من طرف الدائرة المتحفية بالمعهد الوطني للتراث، وفق ما أفاد به “وات” محافظ التراث بالقصرين نبيل حسني .
وأوضح نبيل حسني في تصريحه أن ” أشغال تهيئة هذا المتحف ، الذي كان يعتمد في الحقبة الاستعمارية كبرج للمراقبة ، انطلقت قبل الثورة ثم توقفت بعدها واستؤنفت سنة 2017 ، مضيفا أنه تم إستكمال عملية تجميع أهم القطع الأثرية التي تروي مختلف الحقبات التاريخية التي مرت بها المدينة الرومانية ” أميدرة” لاسيما اللوحات الفسيفسائية ووضعها في الأماكن المخصصة لها بالمتحف “.
ولفت بالمناسبة إلى أن ” الموقع الأثري بحيدرة يعدّ من أثرى المواقع الأثرية بالبلاد التونسية وأهمها نظرا لاحتوائها على معالم بارزة من معابد وكنائس وحصون وقلاع ومقابر وأضرحة ضخمة وأقواس” ، مشيرا في السياق ذاته إلى أن هذا المتحف الصغير يعدّ نواة متحف وهو ملحق بالموقع الأثري بحيدرة ويحتوي على عينة قليلة من القطع الأثرية الخاصة بالمنطقة الأثرية بحيدرة التي لا يزال أغلبها مطمورا تحت الأرض ولم يتم بعد الكشف عنه كما هو حال عديد المواقع الأثرية الأخرى بالجهة على غرار الموقع الأثري بتلابت وغيرها بجل مناطق البلاد التونسية “.
وأكد المصدر ذاته أن “من شأن هذا المتحف أن يساهم في التعريف بما تزخر به ربوع معتمدية حيدرة الحدودية من معالم أثرية هامة تبرز عراقة هذه المنطقة وتجذرها في التاريخ ، فضلا عن المساهمة في دعم السياحة الثقافية ” وفق تصوره .
ومن جانبه اعتبر أستاذ التاريخ بمعتمدية حيدرة محي الدين المعيوفي أن ” هذا المتحف لا يعدو أن يكون نواة متحف أو قاعة عرض لأن ما تحتويه المنطقة الأثرية بحيدرة من قطع أثرية نادرة لا يزال أغلبها مطمورا تحت الأرض ، قادرا على ملئ متحف كبير يبرز القيمة الحقيقية للمنطقة “.
وفي تصريحات متطابقة لمراسلة ( وات ) بالجهة عبر عدد من الناشطين في القطاع الثقافي بمنطقة حيدرة عن أملهم في تدشين هذا المشروع مع انطلاق فعاليات شهر التراث في أفريل المقبل “.