مع اقتراب موعد الإفطار، خلال شهر رمضان، يتوافد الطلبة يوميا على الحي الجامعي ابن الجزار بالقيروان للحصول على وجبات الإفطار الساخنة والسحور، يتم توزيعها حسب نظام المطعم بداية من الساعة الخامسة إلى غاية الساعة السادسة مساء.
ولعل المقارنة هذه السنة بين الوجبات العائلية والوجبات المقدمة في المطعم الجامعي فرضت نفسها على الطلبة بعد ان قضّوا نصف شهر رمضان مع عائلاتهم لتزامنه هذا العام مع عطلة الربيع، بيد ان الاجتهاد كان واضحا من المشرفين على الحي الجامعي، ليس في تقديم الوجبات فحسب، بل في التحضيرات الأولى بالمطعم وتزويده بالمواد الغذائية الطازجة، استعدادا لاستقبال الطلبة بعد العطلة.
يقول حافظ المغازة رئيس، بالحي الجامعي ابن الجزار بالقيروان كريم مالوش لصحفية وكالة تونس إفريقيا للأنباء، أن الاستعدادات للتزود باغلب المواد الغذائية تنطلق قبل بداية شهر رمضان ويتم حفظها وتخزينها حسب نوعيتها في غرف خاصة ومجهزة من الناحية الصحية، اما اللحوم الحمراء والدواجن والاسماك، فيتم التزود بها في الابان وحسب الوجبات التي سيتم تحضيرها، ويتم تسلمها عن طريق شهادة مسلمة من الطبيب البيطري متعاقد من ديوان الخدمات الجامعية.
من جانبه أكد رئيس الطهاة في الحصة المسائية بالمطعم الجامعي عبد الستار الحجاجي، أن كامل الفريق العامل يسعى خلال شهر رمضان الى تعويض الطلبة عن الدفء العائلي و”لمة سيدي رمضان” بتوفير ما لذ وطاب من اطعمة، وخلق أجواء تنسيهم البعد عن أسرهم، مضيفا ان اختيار الوجبات يتم وفق جدول اسبوعي بالاتفاق مع الطهاة وتقني سام في التغذية يسهر على مراقبة الجودة الصحية للغذاء الذي يحصل عليه الطلبة.
وذكر المدير المكلف بتسيير الحي الجامعي ابن الجزار ومدير المبيت الجامعي عقبة عادل عقرباوي، أن المطعم الجامعي يوزع خلال الأيام العادية 2000 وجبة بين أكلة نهارية وليلية، مؤكدا أنه يتم بذل مجهود إضافي خلال شهر رمضان بصفة تطوعية من الاطار العامل بالمطعم حرصا على تقديم وجبات للطلبة تستجيب لتطلعاتهم.
واعتبر ان اهم ما يميز العادات الغذائية خلال شهر رمضان، الاكلة المتنوعة، لذلك يحرص فريق العمل على إعداد وجبة غذائية متوازنة ساخنة محمولة وأخرى جافة للسحور، وذلك وفق جدول توزيع اسبوعي.
ولفت الى ان الطلبة يسعون بدورهم الى تعويض بعدهم عن عائلاتهم في شهر رمضان، بخلق أجواء رمضانية داخل غرف أحياء المبيتات الجامعية أو السكن المشترك الذي يتقاسمونه.
ويشير العقرباوي في هذا الاطار الى انه تم اول امس الاربعاء ،تنظيم إفطار جماعي لقرابة 500 طالب وطالبة ببادرة من جامعة القيروان، وقام مطعم الحي الجامعي ابن الجزار بالسهر على اعداده وتنظيمه لتعويض الطلبة عن الدفء العائلي الذي يفتقدونه في شهر الصيام، خاصة وأن ظروف الدراسة أجبرتهم على قضاء رمضان بعيدا عن عائلاتهم، لا سيما من يقطنون في مناطق بعيدة.
ويفضل الطلبة خلال شهر رمضان خلق أجواء أسرية داخل غرف المبيتات الجامعية التي تتحول إلى موائد جماعية يشتركون خلالها في اعداد وجباتهم وتقاسم الأطباق في انتظار سماع دوي مدفع رمضان وسط مدينة القيروان وانطلاق اذان المغرب من جوامعها.
وحسب تصريح الطالبة رانية لصحفية “وات”، فان العودة الى اجواء الحياة الجامعية بعد العطلة التى تزامنت مع النصف الاول من شهر رمضان، خلف لديها بعض الحسرة لفقدان الدفء العائلي، واضافت ان الإفطار وسط الاجواء العائلية مختلف تماما عن الأجواء داخل المبيتات الجامعية، واستدركت لتقول ان الوجبات التي يتم إعدادها بالمطاعم الجامعية خلال شهر رمضان لها نكهة تذكرهن بالأطباق الرمضانية في بيوتهن، مشيرة الى ان الطالبات المقيمات يفضلن الإفطار الجماعي في غرفهن لخلق جو عائلي وتقاسم بعض الأطباق أو تذوق الحلويات التقليدية التي قمن بجلبها.
ويتقارب هذا الرأي مع الرأي الذي اعربت عنه الطالبة امل لسود من ولاية سليانة (تدرس بالسنة أولى حقوق) حيث اكدت انها تفتقد إلى الاجواء الاسرية لا سيما وانها في أولى تجاربها بالحياة الجامعية، وقالت انها قليلا ما تذهب إلى المطعم الجامعي للحصول على الوجبات، وانها تخير الإفطار مع زميلاتها وتبادل الوجبات المعلبة التي اعدتها امهاتهن بعد نهاية العطلة والتي يمكن ان تدوم صلاحيتها لفترة أطول.
اما الطالب يوسف حمام فأكد من جانبه ان اجواء الإفطار بالمطعم الجامعي مقبولة ومرضية وتتوفر به أكلة متنوعة وصحية، مشيرا الى انه لم يتأثر كثيرا بالعودة الى المبيت الجامعي بعد العطلة خلال شهر رمضان باعتبار انه “ترك عائلته المصغرة ليعود إلى أسرته الموسعة بالمطعم التي تسهر على إعداد الوجبات وتنويعها” على حد توصيفه، إلى جانب الجو العائلي الذي يخلقه الطلبة فيما بينهم عبر التآزر والتعاون خلال شهر رمضان.