في الوقت الذي يبذل فيه عدد من المسؤولين السامين جدا مجهودا لصياغة خطاباتهم على أفضل وجه والتحلي بسلوك متفتح إزاء مستمعيهم، يلاحظ للاسف الشديد ان عددا من المسؤولين الاقل درجة يتركون المجال لعدم الدقة …
بقلم مريم عمر |
في الوقت الذي يبذل فيه عدد من المسؤولين السامين جدا مجهودا لصياغة خطاباتهم على أفضل وجه والتحلي بسلوك متفتح إزاء مستمعيهم، يلاحظ للاسف الشديد ان عددا من المسؤولين الاقل درجة يتركون المجال لعدم الدقة، اذ لم نقل انهم يلامسون اللامبالاة حتى في خطاباتهم الموجهة الى وسائل الاعلام. وقد كانت لنا مؤخرا تجربة خلال لقاء لم يكن فيه المتحدث الينا مستعدا لوم يقم باعداد «خطابه”. فمن كلام تمتزج فيه الفرنسية والعربية وتقديم تواريخ وارقام يتراجع عنها بعد ذلك، حاولنا ان نعي الرسالة وندركها ولكن لم تبلغنا، تناقضات وتعالي. ومن المضحط ان المؤسسة التي يعمل بها المتحدث الينا قد اعلنت انها بصدد اتخاذ مبادرة هامة تتمثل في مزيد النهوض بالبعد الاتصالي بها !! بيد أن الأمر لا يتعلق بحالة استثنائية بل إنه يتعين على البعض في القطاع العام كما هو الشأن في القطاع الخاص التعلم بان التواصل مثله مثل غيره من الأشياء التي نتعلمها ونحسنها ونطورها وهو أمر عادي في العالم الغربي حيث تمنح أهمية كبرى للانطباع الذي يترك لدى الجمهور من المستمعين عندما يتحدث المرء أمام العموم. وفي هذا المجال سواء تعلق الأمر بعالم السياسة أو المؤسسة أو حتى في مجال الجمعيات فان «الموضة” منذ سنوات تنحو الى انتداب “مدرب” يتولى ملاحظة وتصحيح وتحفيز وطرح الاسئلة..وصولا الى السيطرة الكلية على أبجديات فن الخطابة. ولنا في موروثنا مثل يقول بما معناه “قبل أن تتكلم ادر لسانك سبع مرات داخل فمك”. |