لقد ولى زمن الايدولوجيا التي تضبط القرارات الاقتصادية في الصين، وإذا ما اتجهت يوما الشركات الصينية نحو إفريقيا فسيكون ذلك بهدف الاستثمار مثلما يؤكد ذلك الخبراء.
وتتصرف اليوم ” الشركات الصينية على شاكلة التكتلات الاقتصادية وتتابع بأهمية …..
اعلام |
لقد ولى زمن الايدولوجيا التي تضبط القرارات الاقتصادية في الصين، وإذا ما اتجهت يوما الشركات الصينية نحو إفريقيا فسيكون ذلك بهدف الاستثمار مثلما يؤكد ذلك الخبراء.
ويتابع موضحا ” إن الشركات الصينية لا تدفعها قرارات سياسية وإنما الآفاق الاقتصادية”
وأعلن البنك الصيني للصناعة والتجارة الجمعة أنه سيحصل على 20 بالمائة من المؤسسة البنكية الجنوب إفريقية بقيمة 46ر5 مليار دولار.
ويوجد سببان رئيسيان لتبرير هذا الاختيار: رغبة البنك الصيني في تدعيم توسعه على الصعيد الدولي والبقاء إلى جوار حرفائه المتمركزين في إفريقيا الذين يتنامى عددهم باستمرار.
وفي تقييمه لهذا التوجه يقول يوكي لي محلل من عن كوري باسيفيك يامايشي بهونكنغ ، أن تثبيت الأقدام بهذه الكيفية في هذه المنطقة أمر جيد، فلدى حرفاء البنك الصيني – سواء كانت مؤسسات صغرى أو كبيرة- الكثير من الاستثمارات في إفريقيا.
ومن وجهة نظر أكثر موضوعية يقول دافيد مارشال محلل عن وكالة “فيتش رايتنغز” والمرتكزة بالمستعمرة البريطانية السابقة، “في الصين، يبدو صعبا التفرقة بين المصالح التجارية والقرارات الاقتصادية”
ويتابع موضحا “إن الروابط ما بين المؤسسات الكبرى الخاصة والعمومية وثيقة جدا ويسير هذه المؤسسات أطراف هامة من النظام “.
وتدرك كثير من الشخصيات الصينية أن الأهداف السياسية والاقتصادية متداخلة جدا، ويقول جييانغ زهوغجين أستاذ عن مركز الدراسات حول إفريقيا التابع لجامعة نانكين في هذا الشأن، “لقد أثبت التاريخ أن إفريقيا بحاجة إلينا مثلما نحن بحاجة إليها” ويؤكد قائلا ” إن المبدأ الذي يقودنا هو توخي الحذر تجنبا لتحديد مصالح كل طرف على حدة وتمكين الجانبين من فرص الاستثمار”.
وتجد الصين في إفريقيا كذلك فرصة الاستثمار التي بدأت تعرف بداية ازدهارها وهو ما تعكسه ضخامة مخزونها من العملة التي فاقت 1.400 مليار دولار.
ويعتبر مثل هذا المقدار “عبئا على بلد يبحث عن حلول” استثمارات حسب تصريح جان ماري سيشاهايو مستشار بشانغاي.
وإفريقيا، التي تعرف بدورها توسعا بفضل ما تزخر به من مواد أولية، تجني اليوم ثمار لهفة الصين عليها مثلما يؤكد ذلك أساتذة جامعيون من العملاق الأسيوي.
“فالدول المشرقية -كما يلاحظ ذلك زهانغ يونغ بينغ عن أكاديمية العلوم الاجتماعية. بالصين- بوسعها أن تجلب تمويلات إلى الوكالات الحكومية الإفريقية لكنها تحمل معها مخاطر الاختلاس والفساد. أما الاستثمار الصيني فهو مباشر بالنسبة إليها ويحمل حتما نتائج أفضل”.
ويقول باري سون مان “يتذمر الأفارقة أحيانا من منافسة التجار الصينيين لكنهم يدعون في الوقت نفسه إلى المزيد من رؤوس الأموال في إفريقيا”. |