بدأ الزعيم اللّيبي معمر القذافي، أمس الأحد، زيارة عمل في تونس التي تقيم معها طرابلس أكثر المبادلات السياسية والاقتصادية كثافة بين دول اتحاد المغرب العربي.
وستتركز مناقشات القذافي مع بن علي على القضايا السياسية الثنائية والاقليمية لاسيما الصعوبات التي يواجهها اتحاد المغرب العربي (الجزائر وليبيا والمغرب وموريتانيا وتونس) وإنشاء الاتحاد المتوسطي.
وهذا اللقاء هو الأول بين الزعيمين منذ إنشاء الاتحاد المتوسطي في باريس في 13 جويلية الماضي بمبادرة من الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي. وقد دعمت تونس المشروع في حين دعت ليبيا إلى مقاطعته.
وبصفته من أكبر المدافعين عن الاتحاد المتوسطي، أرسل بن علي موفدا خاصا إلى القذافي قبل انعقاد تلك القمة، خصوصا أن الزعيمين يجريان مشاورات سياسية متواصلة حول الملفات الاقليمية.
وأقامت تونس، البلد القليل الموارد، مع جارها اللّيبي الثري مبادلات اقتصادية وبشرية مكثفة ومستقرة خلال السنوات العشرين الماضية.
وكانت تونس تدافع بانتظام عن ليبيا عندما كان ذلك البلد متهما بالتورط في الإرهاب وفرض عليه حظر جوي دولي، فكان يتزود بالإمدادات برّا عبر الأراضي التونسية.
وتبدي طرابلس تفهما لمخاوف تونس من فقدان حصتها من السوق، إثر تحرير الاقتصاد اللّيبي وعودتها إلى الساحة الدولية.
وتعتبر ليبيا حاليا أوّل شريك تونسي على الصعيد الاقليمي والخامس عالميا بعد فرنسا وإيطاليا وألمانيا وإسبانيا بحجم مبادلات يقدر بنحو ملياري دولار (960 مليون يورو) سنويا.
ومنذ 2007، يتم تبادل عملتي البلدين بحرية بعد رفع القيود عن تنقل الأشخاص والممتلكات. وازدادت الرحلات الجوية في ظل إبرام اتفاقات عدة.
ويزور نحو مليون ليبي تونس سنويا لتمضية العطلة أو تلقي لتلقي عناية صحية في مستشفيات تونسية خاصة.
ويعفى معظم التونسيين من الحصول على تأشيرة دخول إلى ليبيا التي تمنح أيضا امتيازات لرجال الأعمال التونسيين.
كذلك، ستسمح زيارة القذافي بإحياء مشاريع مشتركة معلقة، لاسيما شق قسم من طريق سريعة تربط البلدين وإنشاء أنبوب نفطي ومصفاة ومنطقة سياحية حدودية.
وأفاد مصدر مطلع أن الزعيم اللّيبي الذي لم تحدد مدة زيارته، سيقيم حتى يوم الثلاثاء في تونس حيث سيمنح دكتوراه فخرية من جانب المعهد الوطني للعلوم التطبيقية والتكنولوجيا.
وسينزل القذافي الذي يتولى السلطة منذ أربعين سنة في مقر إقامة الضيوف في قمرت، المنطقة الخاضعة لإجراء أمنية مشددة على الساحل في ضاحية تونس الشمالية.
|