تنافس جزائري مغربي شديد بخصوص الإنفاق العسكري

في وقت يسعى فيه رجال الأعمال المغاربة إلى التقارب لتحسين مناخ الأعمال والنهوض بالشراكة، مازال الشق السياسي لبعض دول المغرب العربي يراهن على سياسة التسلّح.

إذ أكد تقرير صادر عن  مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بواشنطن –خاص بالميزان العسكري بشمال إفريقيا- أنّه ثمة تنافسا كبيرا بين المغرب والجزائر بخصوص الإنفاق العسكري.

ويقول التقرير إنّ حجم الإنفاق العسكري بين البلدين يلتهم أكثر من 15 بالمائة من الميزانية العامة لكلا الدولتين، مشكلا بذلك القسط الأكبر من حجم الإنفاق العام.

إلى ذلك، أصدر معهد ستوكهولم لأبحاث السلام الدولي ”سيبري” بسويسرا تقريرا كشف عن أنّ الجزائر احتلت المرتبة الثانية من حيث التسلّح ضمن الدول العربية بعد الإمارات العربية.

ولم يذكر التقرير حجم الإنفاق العسكري للعام الماضي خلافا لما درج عليه في تقاريره السابقة، حيث أنفقت الجزائر ما قيمته مليارين و400 مليون دولار سنة 2007، أغلبها شملت صفقات مع روسيا وأمريكا.

وجاء صدور مثل هذه التقارير بينما اختتم منذ أيام قليلة في العاصمة الجزائرية المنتدى الاقتصادي الأول لرجال الأعمال المغاربة الذي يسعى إلى تقريب وجهات النظر وتوحيد الرؤية التنموية.

ويرى بعض المراقبين أنّ الخلاف بين الجزائر والمغرب حول مسألة الصحراء الغربية أصبح يمثل عائقا كبيرا أمام مسيرة الاتحاد المغاربي الذي بات أسير الصراعات السياسية بين البلدين.

وما تزال إلى حدّ الآن المبادلات التجارية بين أقطار الاتحاد المغاربي أضعف المبادلات في العالم، إذ لاتتجاوز 3 بالمائة من حجم المبادلات العالمية.

وقد صادق قادة الاتحاد المغاربي على تأسيس البنك الاستثماري المغاربي الذي سينطلق العمل به قبل نهاية العام الحالي برأس مال قدره 500 مليون دينار تدفع من الأقطار الخمسة (تونس، ليبيا، الجزائر، المغرب، موريتانيا)، في محاولة لضخ دماء جديدة بالاتحاد.