سيتعيّن على التونسيين بداية من عام 2015 -على أقصى تقدير- أن يتزودوا بجهاز استقبال رقميّ يوصل إلى التلفزيون العادي أو شراء تلفاز رقميّ مندمج، لأنّ جميع محطات البثّ التلفزيوني ستتوقف عن البثّ التناظري لتتحوّل تماما إلى البثّ الرقمي
هل سيجبر التونسيون على تغيير تلفزاتهم عام 2015؟ |
سيتعيّن على التونسيين بداية من عام 2015 -على أقصى تقدير- أن يتزودوا بجهاز استقبال رقميّ يوصل إلى التلفزيون العادي أو شراء تلفاز رقميّ مندمج، لأنّ جميع محطات البثّ التلفزيوني ستتوقف عن البثّ التناظري لتتحوّل تماما إلى البثّ الرقمي.
وقامت تونس بتركيز أوّل وحدة بثّ رقمية في محطة الإرسال ببوقرنين عام 2001، وهي تسعى إلى توسيع التجربة بما يضمن نسبة تغطية رقمية بالبلاد في حدود 90 بالمائة قبل نهاية العام الحالي.
وتستعد شركة "فينات" لإطلاق قناة تلفزية على الإنترنت في شهر سبتمبر المقبل، وهي تنتظر الآن بفارغ الصبر بداية العمل بالبثّ الرقمي الأرضي (TNT ) لتطلق التلفزيون الرقميّ الخاص بها.
وتسعى هذه الشركة إلى استغلال محطات الإرسال التلفزي -التي يشرف الديوان الوطني للإرسال (ONT ) على رقمنتها في أفق 2015- لطرح مشروعها "تلفزتي" -وهو عبارة عن باقة من القنوات التلفزية الرقمية -ناطقة باللّغة العربية والفرنكوفونية.
ويمكن استقبال هذه الباقة بواسطة جهاز استقبال رقمي من نوع (TNT/SAT/IPTV ) ستقوم الشركة بتسويقه في السوق المحلية متى أذنت السلطات التونسية المعنية بذلك.
ولم تكشف صاحبة المشروع شفيقة شمّاس عن موعد إطلاق التلفزيون الرقمي أو عن تكلفة جهاز الاستقبال (récepteur )، لكنها أشارت أنها بصدد انتظار إجراءات الحكومة لاستكمال تغطية كامل المناطق بالإرسال الحديث، مؤكدة أنّ سعر هذا الجهاز سيكون في متناول المواطن.
من جهة أخرى، تعمل بعض شركات الإنتاج السمعي البصري كشركة "بروباغاندا" على إعداد برامج قناة "شوف تي في"، التي ستبث على الإنترنت في مرحلة الأولى وحصريا على التلفزيون الرقميّ في مرحلة ثانية.
وقد أوضح المخرج نجيب بالقاضي أحد شركاء مؤسسة "بروباغاندا" أن العمل يجري على قدم وساق لإعداد شبكة البرمجة (التي ستكون 60 بالمائة تونسية بحتة)، مشيرا أنه وقع إلى حدّ الآن إنتاج قرابة 10 برامج (ثقافية وموسيقية ورياضية وتثقيفية…).
وخلال تقديمه لخصائص التلفزيون الرقمي أشار الأستاذ الجامعي رضا النجار -وهو مسؤول عن المحتوى بشركة "فينات"- أنّ انطلاق التلفزيون الرقمي بتونس يجب أن يركزّ كثيرا على المضمون حتى يتمكن من استقطاب المشاهدين.
ولم تلق تجربة التلفزيون الرقمي في المغرب نجاحا كبيرا نظرا لأنّ محتواه كان يقتصر على بثّ قنوات مغربية محلية يمكن التقاطها إمّا عبر الأقمار الصناعية أم بواسطة البثّ التقليدي (التناظري)، وهو ما لم يدفع المشاهدين إلى الاهتمام كثيرا بالتلفزيون الرقمي بالمغرب.
لكن شفيقة شماس أكدت أنّ هذا المشروع الحديث في تونس سيكون ذا محتوى ثريّ بفضل باقة متنوعة من القنوات والإذاعات الرقمية، علاوة عن خصائصه المتعددة كنقاء الصوت وجودة الصورة وخدمة الإنترنت (…) والتطبيقات الذكية التي يوفرها مثل البحث عن برنامج تلفزي معيّن لبثه وخدمة الفيديو حسب الطلب، وهو ما سينقل المشاهد من عصر الخيارات المفروضة عليه، إلى عصر المبادرة في اختيار ما يتوافق مع ذوقه أو حاجته. |
خميس بن بريّك
|