بقي تدفق اليخوت والسفن الترفيهية إلى تونس محتشم إلى أبعد الحدود، فمن بين 270 ألف سفينة تجوب منطقة البحر المتوسط لا تستقطب الموانئ السياحية بتونس سوى 2500 مركب في العام، أي أقل من واحد بالمائة…
سياحة السفن الترفيهية بتونس تعوم في البيروقراطية |
بقي تدفق اليخوت والسفن الترفيهية إلى تونس محتشم إلى أبعد الحدود، فمن بين 270 ألف سفينة تجوب منطقة البحر المتوسط لا تستقطب الموانئ السياحية بتونس سوى 2500 مركب في العام، أي أقل من واحد بالمائة.
وتمتد السواحل التونسية على 1300 كلم وتحتوي على ستة موانئ ترفيهية تابعة للدولة هي طبرقة وبنزرت وسيدي بوسعيد وسوسة القنطاوي والمنستير ومارينا جربة، وميناء ترفيهي خاص هو مارينا الحمامات.
ومع أنّ سياحة الموانئ الترفيهية تدر أموالا طائلة حيث بإمكان مركب ترفيهي واحد طوله 40 مترا مثلا أن يترك 40 ألف أورو في الأسبوع، إلا أنّ القطاع لا يلقى عناية كافية من قبل وزارة السياحة على الأقل، حسب تأكيد بعض المهنيين.
ورغم أن هذا القطاع قادر على تشغيل يد عاملة كبيرة، إلا أنّ الإدراة التونسية لم تفكر إلى حدّ الآن في تكوين أو رسكلة اليد العاملة، إذ لا توجد شهادات كفاءة في هذا المجال في انتظار إحداث مدرسة للمهن البحرية بولاية بنزرت باستثمارات فرنسية مطلع عام 2010.
كما نسيت الإدارة أو تناست تأهيل موانئها الترفيهية وتحسينها وخصوصا تبسيط الإجراءات القانونية المعتمدة لتسهيل دخول وخروج السفن الترفيهية وتنقلها بين الموانئ التونسية لاستقطاب أكبر عدد من السياح الأثرياء.
وظلّت تونس أسيرة اتفاقها مع الاتحاد الأوروبي لمكافحة الهجرة السرية، مشددة بالتالي من إجراءات منح رخص سياقة السفن إلى التونسيين وإخضاع السياح إلى أبحاث أمنية طويلة حول مدّة إقامتهم وما يحملونه من معدات إلكترونية وأجهزة اتصالات، إضافة إلى تفتيش مراكبهم (…) ما دفع بالسياح إلى تغيير وجهتم إلى مناطق أخرى بعيدة عن البلاد.
ويقول هادي غربي نائب رئيس الغرفة الوطنية لصناعات السفن الترفيهية إنّ سياحة الموانئ في تونس مختنقة بسبب البيروقراطية المفروضة من قبل وزارة السياحة نفسها علاوة عن التحقيقات الأمنية التي تتعلق بدخول السفن البحرية وتنقلها بين الموانئ الداخلية، كاشفا في هذا السياق عن تخليه نهائيا عن مهنة بيع السفن للأجانب بسبب كثرة العراقيل الإدارية رغم أنّ لديه عدّة طلبيات من بعض الحرفاء.
من جانبه، أكد أحمد معتمري مسؤول عن الميناء الترفيهي بمارينا الحمامات أنّ سياحة الموانئ في تونس تطغى عليها حالة من البيروقراطية نظرا لغياب معاملات إدارية مرنة تأخذ بعين الاعتبار خصوصيات السائح الترفيهي الذي يرفض إزعاجه بإجراءات إدراية معقدة.
وسخر هذا المسؤول من بطئ الإجراءات الإدارية المتعلقة بخروج ودخول السفن الترفيهية ومن إجراءات التفتيش المعتمدة من قبل الديوانة داخل السفن الراسية في الميناء، ذاكر أن أحد أعوان الديوانة أصرّ ذات مرّة على تفتيش اليخت الخاص بمصمم الأزياء الإيطالي الشهير جورجيو أرماني وهو في عزّ نومه في الصباح الباكر، ما أثار إحراجا كبيرا من شأنه أن يسئ إلى صورة تونس وقتها.
كل هذه التشكيات كانت موضوع نقاش في الطاولة المستديرة التي أقامها عفيف كشك رئيس تحرير مجلة (Tourisme Infos) –يوم الثلاثاء- لبحث هذه المشاغل مع سلطة الإشراف، لكن ما راع أهل المهنة إلا غياب ممثل عن وزارة السياحة رغم إستدعائها للحضور في هذا النقاش..بخلاف وزارة النقل التي تفضلت بالحضور.
|
خميس بن بريّك |