انتعاش السوق الموازية لكراء السيارات في تونس

ارتفع الطلب على كراء السيارات خلال هذا الصيف رغم ارتفاع أسعارها، إلى درجة أنّ الوكالات التجارية ذات الصلة استنفدت جميع عرباتها، ما أنعش السوق غير القانونية لكراء السيارات بتونس.

وعلى غرار السوق الموازية التي يشتكي منها التجار التونسيون في مختلف القطاعات أصبحت هناك سوق موازية لقطاع كراء السيارات، بعد أن قرر بعض أصحاب السيارات الخاصّة وضعها على ذمة من يريد استئجارها بشروط ميسرة مقارنة بما عليه الحال بالنسبة إلى الوكالات التجارية.

عدنان هو شاب متزوج يعمل في صندوق الضمان الإجتماعي الحكومي براتب قدره 900 دينار في الشهر، لكنه لا يكتفي بهذا الدخل، بل أصبح يعرض سيارته للتأجير بشروط ميسرة إلى أصدقائه والمقربين منهم سعيا لجني المال.

دون عقد كراء ودون معلوم الضمان (ألف دينار في الوكالات) ومقابل 60 دينارا فقط في اليوم الواحد، يكسب عدنان بفضل كراء سيارته من نوع بيجو 206 -التي اشتراها منذ نحو عام بقيمة 17 ألف دينار تونسي- مبلغا يعادل أحيانا راتبه الشهري.

ويقول هذا المصدر "لقد أصبح قطاع كراء السيارات يمتلك سوقا موازية في تونس تماما كغيره من القطاعات (..) في هذه التجارة المهم هو الحفاظ على السيارة من الأيادي التي لا تحسن استعمالها وتضرّ بسلامتها".

ويضيف "أعرف أشخاصا آخرين مثلي يقومون بتأجير سياراتهم لجني بعض المال"، مشيرا إلى أنّ نفاد العربات من الوكالات التجارية وغلاء أسعارها دفع بالناس إلى البحث عن كراء سيارات خارج مكاتبها وبالتالي انتعاش السوق الموازية.

وفي سياق متصل، يقول محمد علي شلبي أحد العاملين بإحدى الوكالات التجارية بمطار تونس قرطاج إنّ معدل أسعار كراء سيارة في اليوم يتراوح بين 110 دينار تونسي و130 دينار تونسي، مشيرا إلى أنّ الأسعار قد تضاعفت مرتين عمّا كانت عليه قبل موسم الصيف (60 دينارا).

ويضيف "مع أنّ صاحب المحل الذي أعمل به يمتلك قرابة 400 سيارة موزعة على كامل الولايات، إلا أنه لم يستطع تلبية جميع طلبات الحرفاء الذين يتصلوا بمئات المرات في اليوم دون أن يعثروا على سيارة شاغرة نتيجة الضغط على السيارات".

واعتبر المصدر أنّ الإقبال الكبير على كراء السيارات سواء كان من قبل الأجانب أو التونسيين المقيمين بالخارج أو المواطنين يعتبر أمر عاديا في مثل هذا الوقت، موضحا أنّ السياح الأجانب يخيرون كراء سيارات من تونس تجنبا لمصاريف شحن عرباتهم من بلدانهم بواسطة الباخرة.

كما فسّر ارتفاع الطلب على وكالات كراء السيارات بأنه مرتبط بظرفية العطلة الصيفية، حيث يخطط الجميع للاستمتاع بأجواء الصيف قرب الشواطئ والخروج في نزهات.