قالت المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا إن أكبر مسؤول نفطي ليبي استدعى الرؤساء المحليين لشركات أمريكية للطاقة ليبلغهم أن الخلاف الدبلوماسي مع واشنطن
ليبيا تحذّر شركات النفط الأمريكية بسبب خلاف دبلوماسي |
قالت المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا إن أكبر مسؤول نفطي ليبي استدعى (يوم الخميس) الرؤساء المحليين لشركات أمريكية للطاقة ليبلغهم أن الخلاف الدبلوماسي مع واشنطن قد يكون له تأثير سلبي على أنشطة الشركات الأمريكية بليبيا.
وتطالب ليبيا باعتذار من واشنطن بعد أن أدلى مسؤول أمريكي بتصريحات بشأن الزعيم الليبي معمر القذافي. والتحذير لشركات النفط هو أوضح إشارة حتى الأن إلى أن طرابلس مستعدة لتصعيد النزاع.
وتستثمر عدّة شركات أمريكية في ليبيا التي توجد فيها أكبر احتياطيات نفطية في إفريقيا بعد أن رفعت الولايات المتحدة الحظر التجاري في عام 2004.
واستدعى شكري غانم أمين لجنة إدارة المؤسسة الوطنية للنفط رؤساء شركات النفط الأمريكية العاملة في ليبيا الذين يمثلون شركات "إكسون موبيل" و"كونوكوفيلبس" و"أوكسيدنتال" و"ماراثون".
وقالت المؤسسة الوطنية للنفط في بيان إنه أبلغ هذه الشركات الاستياء من التصريحات "غير المسؤولة" التي أدلى بها متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية لوسائل الإعلام.
وقال البيان إن المسؤول الأمريكي الذي أدلى بهذه التصريحات تعقيبا على دعوة القذافي للجهاد ضدّ سويسرا لم يفهم المحتوى ولا يدرك أن مثل هذه التصريحات سيكون لها أثر سلبي على الشركات الأمريكية العاملة في ليبيا.
وقال البيان إن المسؤولين التنفيذيين الأمريكيين في الاجتماع عبروا عن الأسف لتصريحات المتحدث وقالوا إنهم سيبلغون الحكومة الأمريكية بأن مثل هذه التصريحات ستضر بمصالح الشركات الأمريكية.
وثار غضب طرابلس بعد تصريحات أدلى بها المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيليب جيه. كرولي الأسبوع الماضي. وكان يتحدث إلى الصحفيين بشأن كلمة دعا فيها الزعيم الليبي إلى الجهاد ضد سويسرا.
وقال كرولي إن كلمة القذافي أعادت إلى ذاكرته خطابا ألقاه الزعيم الليبي العام الماضي في الأمم المتحدة وتضمن "كثيرا من الكلام وكثيرا من الأوراق التي تطايرت في أنحاء المكان .. لكن ليس لها بالضرورة معنى يذكر".
وبعد أن احتجت طرابلس على هذه التصريحات قال كرولي إنه لم يكن يقصد بكلماته هجوما شخصيا، لكنه لم يصل إلى حدّ تقديم الاعتذار الذي تطالب به ليبيا.
وقال سفير ليبيا لدى الولايات المتحدة علي أوجلي (يوم الخميس) إن الزعيم الليبي معمر القذافي لم يكن يعني الكفاح المسلح عندما دعا إلى الجهاد ضد سويسرا.
وقال أوجلي لرويترز "إنها دعوة لمقاطعة اقتصادية وتجارية ضد سويسرا .. هذا حقيقي .. ولكن ذلك لا يعني بأي صورة من الصور الدعوة لكفاح مسلح".
وأضاف السفير الليبي "نحن جادون للغاية بشأن علاقاتنا مع الولايات المتحدة التي تقوم على الاحترام والمصلحة الوطنية ولكننا … لن نسمح بإهانة مواطنينا أو زعيمنا".
وقصفت طائرات أمريكية طرابلس في 1986 بعدما أنحت واشنطن باللائمة على ليبيا في تفجير مرقص في برلين الغربية وذلك في واحدة من عدة انحدارات في العلاقات بين ليبيا والولايات المتحدة منذ تولى القذافي السلطة في 1969.
وعندما تخلت ليبيا عن برامج الأسلحة المحظورة أعادت واشنطن العلاقات الدبلوماسية ورفعت حظرا تجاريا.
ومنذ ذلك الحين نمت العلاقات التجارية بسرعة. وفي 2003 صدرت الولايات المتحدة ما قيمته 200 ألف دولار من السلع إلى ليبيا ولم تستورد شيئا. وبحلول 2009 قفزت الصادرات الأمريكية إلى ليبيا إلى 666 مليون دولار وبلغت قيمة الواردات 1.9 مليار دولار.
وقال أوجلي "لدينا علاقات جيدة وجادة. لدينا استثمارات أمريكية في بلدنا ولا أريد لهذه العلاقة القائمة على مدى السنوات الخمس الماضية أن تتضرر".
لكن الثقة بين المستثمرين الغربيين تراجعت بسبب نزاع دبلوماسي شديد بدأ كخلاف مع سويسرا لكنه اتسع بعد ذلك ليضع طرابلس في خلاف مع عدة دول أوروبية وأخيرا مع الولايات المتحدة.
وبدأت المشكلة في جويلية 2008 عندما اعتقلت الشرطة في جنيف أحد أبناء القذافي فيما يتصل باتهامات بإساءة معاملة اثنين من الخدم. وأسقطت الاتهامات في وقت لاحق.
واتسع الخلاف ليشمل غالبية دول الاتحاد الأوروبي الشهر الماضي بعدما أوقفت ليبيا إصدار تأشيرات دخول لمواطني منطقة "شينغان" ردا على قيود سويسرية على منح مسؤولين ليبيين كبار تأشيرات دخول.
وفرضت ليبيا (يوم الاربعاء) حظرا تجاريا على سويسرا. ومن غير المرجح أن يكون لهذه الخطوة تأثير يذكر من الناحية العملية لأن العلاقات التجارية بين البلدين محدودة جدا، لكنها تشير إلى أن طرابلس ليس لديها أي نية للتراجع. |
رويترز
|